Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه

 

مع الحديث الشريف
باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه
    

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه”.

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال”.

الغدر خلق ذميم وقبيح حذر منه رسولنا الكريم في أحاديث كثيرة، ولكننا اليوم أمام حديث شريف فيه من الوعيد والتحذير ما ليس في غيره، ذلك لأن الغدر هنا ليس على مستوى الأفراد فحسب، بل على مستوى الأمة قاطبة، فالحاكم إذا غدر لا يغدر بشخص، إنما يغدر بالأمة، وماذا بقي بعد ذلك من غدر؟! لذلك استحق هذه العقوبة أن يرفع له لواء هو الأكبر بين الألوية يوم القيامة ليعلم الناس حجم غدره.

أيها المسلمون:

هذا الكلام ينطبق على حكامكم هذه الأيام أيّما انطباق، ألا ترون أنهم غدروا بكم عندما تولوا أمركم دون إذنكم؟ ألا ترون أنهم حكموا بغير ما أنزل الله؟ ألا ترون أنهم قتلوكم لمجرد قولكم لا إله إلا الله؟ ألا ترون أنهم تحالفوا مع أعدائكم من أجل محاربتكم؟ فهذه أقل جرائمهم فيكم، إذن فلماذا تقبلون بوجودهم حكاما؟ ولماذا لا تقوموا قومة رجل واحد وتنقضوا عليهم كما تنقض الأسود على فريستها؟ لتقيموا حدود الله، لتطبيق آياته من خلال دولة المسلمين الحقيقية الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة؟

اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم