Take a fresh look at your lifestyle.

الأمطار نعمة تحولها الرأسمالية إلى لعنة! (مترجم)

 

الأمطار نعمة تحولها الرأسمالية إلى لعنة!

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت إذاعة كابيتال إف إم أن أربعة أشخاص قتلوا يوم الجمعة 29 نيسان/أبريل 2016 بعد انهيار سور، وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي بدأت بالهطول يوم الخميس مما أدى إلى حدوث فيضانات على الطرق السريعة داخل المدينة تسببت في حدوث ازدحام مروري كبير. وشملت بعض الطرق المتضررة من يوم الجمعة في المدينة وفقا للصليب الأحمر الكيني طريق دينيس بريت، بونيلا، والشارع التجاري، وطريق أوهورو السريع. بالإضافة إلى نيروبي، كما تسببت الأمطار في حدوث أضرار في عدة مناطق أخرى داخل البلاد بما في ذلك انهيار أرضي في نيري ومقاطعة مورانجا. وعلى الرغم من تخصيص كل من الحكومة الوطنية وحكومة المقاطعة ملايين الشلنات لتحسين قطاع الصرف الصحي، إلا أن المشكلة ما زالت مستمرة تقريبا في كل مواسم الأمطار في نيروبي وأجزاء أخرى من البلاد.

 

التعليق:

 

على الرغم من توقعات دائرة الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، فإن الحكومة على ما يبدو لم تولِ أي اهتمام لهذه المعلومات. في أيار/مايو الماضي، اجتاحت مياه الأمطار المنازل في بعض المجمعات السكنية، مثل جنوب C نيروبي مما أدى إلى إتلاف الممتلكات. كما غمرت المياه الطرق بما في ذلك طريق مومباسا – نيروبي السريع وحولتها إلى ما يشبه برك السباحة مما جعلها غير سالكة. وهذا يثير قلقا خصوصا في قطاع السفر حيث يقوم مالك “سيارات خدمات الركاب”  برفع أجرة الحافلة كما شهدنا في نيروبي.

 

عندما يبدأ موسم الأمطار الطويل (نيسان/أبريل حتى حزيران/يونيو)، أصبح معتادا أن تشهد كينيا خسائر ضخمة في الأرواح والممتلكات. وقد أظهرت جليا هذه الكارثة والتي استمرت تقريبا في جميع مواسم الأمطار سوء تخطيط المدن وكذلك سوء حالة الطرق في كينيا. وعلى الرغم من أن الحكومة قد أكدت مرارا وتكرارا على الملأ أنها قد حسنت شبكة الطرق، ولكن عندما يبدأ هطول الأمطار فإن الحقيقة تصبح ملموسة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضيق الطرق وإدارتها السيئة يؤدي إلى اختناقات مرورية كبيرة حتى لو لم تمطر. دمار تلو الآخر كما لو أن الأمطار تباغت الحكومة على حين غرة!

 

كل هذا يبرهن هشاشة الحكومات العلمانية لا سيما بلدان ما يسمى بالعالم الثالث في إدارة حياة الناس وممتلكاتهم. حكومات هي عرضة للكوارث والتي حتى قبل وقوعها تكون مرحباً بها! ويتم عادة تمويل العديد من المشاريع التي تعتبر تنموية من خلال قروض من دول أجنبية. على سبيل المثال، يتم تمويل ازدواجية طريق نغونغ في نيروبي من قبل الحكومة اليابانية التي منحت كينيا بالفعل مبلغ 1.3 مليار شلن. وهذه مأساة، لأن هذه القروض هي أدوات استعمارية يستخدمها الغرب لزعزعة استقرار اقتصاد بلدان أخرى لتصبح مثقلة بالديون الربوية المتراكمة. وعلاوة على ذلك، فإن العديد من هذه الأموال المخصصة لهذه المشاريع تنتهي في بطون بعض الأفراد وبالتالي تبقى الطرقات على حالها دون الاكتراث بفعاليتها.

 

إن وسائل النقل العام هي في الواقع من الحاجات العامة، وإن أي حكومة فعالة ستأخذها على محمل الجد. وللأسف فإن هذا ليس هو الحال في الأنظمة العلمانية وحكامها الذين لا يهتمون برعاياهم. أولئك الحكام الذين يطبقون النظام الرأسمالي الذي يهدف فقط لرعاية النخبة الحاكمة وحاشيتها. هذه الفئة من النخبة عادة ما تقوم بخداع الناس عندما يحدث دمار. فقط الحاكم المسؤول هو الذي سيحكم في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة؛ الدولة الفريدة من نوعها التي تضع المصالح العامة في نطاقها الكامل. فها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ الخليفة المهتم بشؤون رعيته الذي أثر عنه أنه قال: “لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر؟”.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

شعبان معلم

 

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

2016_05_04_TLK_1_OK.pdf