Take a fresh look at your lifestyle.

ضرب عصفورين بحجر واحد – أم قتل العصفور الذي يضع البيض؟ (مترجم)

 

ضرب عصفورين بحجر واحد – أم قتل العصفور الذي يضع البيض؟

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

بدأ الأسبوع الماضي صخب سياسي حول فصل الذكور عن الإناث في ناد رياضي في كوبنهاغن، تلاه هذا الأسبوع، طرد فتيات يرتدين النقاب من مدرسة ثانوية دنماركية. وفي كلتا الحالتين كانت حجة البلدية أن ذلك يتناقض مع سياسة الاندماج ومفاهيم “الحرية”. وأوضحت المدرسة بأن الطرد كان بحجة كون النقاب يعيق “حرية التواصل”.

 

التعليق:

 

تسببت كلتا المسألتين بنقاشات ساخنة مستمرة، سواء في الأوساط السياسية أو وسائل الإعلام وبين المفكرين وأصحاب الرأي في الدنمارك. ويرى البعض بأن “الحريات” لا بد لها من حدود وبأنها لا بد وأن تكون محمية، وبأن عملية الطرد هذه هي في الأساس لمصلحة الفتاة لتتمكن من التحرر والاندماج ولتُحمى من “نمط الحياة الأبوية للعصور الوسطى”، بينما يدعي آخرون بأن لكل واحد الحرية في ارتداء ما يريد وفعل ما يريد.

 

وكما هو الحال دائمًا فإن ردود الأفعال الأكثر إثارة للاهتمام وذات الصلة العملية تأتي من الوسط السياسي، حيث تدخل حتى الوزراء فيما يعتبر من القضايا المحلية على مستوى البلديات، كمرافق السباحة العامة والمدارس الثانوية. والمراقب الواعي يدرك أن هناك سببين رئيسيين لهذا التدخل والصخب السياسي وعلى هذا المستوى العالي.

 

أولاً، وكما هو الحال دائمًا فإن السياسيين الدنماركيين يستغلون كل مناسبة للهجوم على الإسلام وتشديد الخناق على المسلمين؛ من إجبار لأطفال المسلمين على أكل لحم الخنزير تقريبًا، إلى محاولات لحظر الآراء والأفكار الإسلامية، كل حجر هنا يجري قلبه. لقد أصبح هذا وبصدق القضية السياسية رقم واحد، وهو أيضًا حيث تكمن الأصوات، وحيث يمكن الفوز في الانتخابات.

 

ثانيًا، إن هذه القضايا تحصل وبشكل ملحوظ في فترات تتواجد فيها قضايا سياسية أخرى يمكن أن تؤدي إلى جدل سياسي أكثر أهمية بكثير عند الدنماركيين. وفي هذه الحالة، تتمثل القضية في دخول الدنمارك حربًا جديدةً في سوريا والعراق، ودون سبب واضح، في حين لا يزال لم يعرف حتى الآن لماذا تدخلت في العراق وأفغانستان في المرة الأولى، بسبب ستارات التعتيم السياسية على ما يعرف بـ “لجنة العراق وأفغانستان”. فضيحة ساخنة أخرى هي شراء مقاتلات جديدة مقابل 30 مليار كرونا دنماركي وهذا ما يرفضه غالبية الدنماركيين في وقت يعانون فيه من الأزمات والحاجة للادخار، والقائمة تطول.

 

سياسيًا، يمكن أن يُنظر للأمر على أنه ضرب عصفورين بحجر واحد، لكن الطائر الذي يضربونه هو ذات الدجاجة التي تضع البيض في مجتمعهم، وتحديدًا هو المفاهيم المبهمة الخاصة بهم من حريات ومحاسبة سياسية وانفتاح وتسامح.

 

إن الضغط السياسي على المسلمين عامةً والحروب الجارية في بلاد المسلمين ستكون سببًا لدمارهم إن شاء الله. فهم يقوضون قيمهم الخاصة، ويخلقون حالةً من عدم الثقة حتى عند رعاياهم، في حين يدفعون المسلمين ليروا بأن دولة الخلافة على منهاج النبوة هي الحل الوحيد لمشاكلهم وهي التي ستحفظ كرامتهم وسلامتهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

يونس كوك

 

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في اسكندنافيا

2016_05_11_TLK_1_OK.pdf