Take a fresh look at your lifestyle.

الرأسمالية أس الداء ورأس البلاء

 

الرأسمالية أس الداء ورأس البلاء

 

 

 

الخبر:

 

نشر موقع جريدة “الحياة اللندنية” خبرا جاء فيه: “أدت الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية والجريمة في العالم إلى تشريد 40 مليون نازح أكثر من نصفهم في سوريا واليمن والعراق خلال العام الماضي، وفق تقرير سنوي نشره «مرصد أوضاع النزوح الداخلي»، اليوم، وهو الرقم «الأعلى في التاريخ».

 

وأفاد التقرير بأن حركة النزوح «تسارعت منذ بدء الربيع العربي في نهاية 2010 وظهور تنظيم  «الدولة الإسلامية» (داعش)»، وسجّل 8.6 مليون نازح جديد بسبب النزاعات المسلحة و4.8 مليون منهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليصل العدد الإجمالي إلى 40.8 مليون نازح.”

 

التعليق:

 

أيا كانت الأسباب التي أدت إلى هجرة ونزوح هؤلاء الملايين خلال عام 2015م، والأسباب التي أدت إلى هجرة ملايين غيرهم خلال المائة عام الماضية، فإنها كلها أسباب فرعية لسبب رئيسي واحد، وهو الاستعمار الرأسمالي المجرم؛ فهو الذي احتل البلاد، وهو الذي سلب المقدرات ونهب الثروات، وهو الذي أشعل الفتن الطائفية وأحيا النعرات القبلية والعصبية، وهو الذي أشعل الحروب الداخلية وأجج سعارها، وهو الذي نصب على رقاب الناس حكاماً عملاء لا يرقبون في رعيتهم إلا ولا ذمة، ساموهم سوء العذاب فألجأوهم إلى الفرار من بلادهم هربا بأرواحهم، ولم يرعوا شئونهم لا في أزمات إنسانية ولا في كوارث طبيعية فاضطروهم ليهيموا على وجوههم داخل بلادهم بحثا عن ملجأ أو مأوى.

 

كل هذا وغيره من النكبات والمصائب التي ألمت بالناس مسلمين وغير مسلمين، سواء في البلاد الإسلامية، أم في غيرها من البلاد الفقيرة، إن السبب الأساسي فيها هو الدول الرأسمالية الاستعمارية.

 

لذلك فإن الحل الجذري الوحيد لكل هذه الأسباب هو باستئصال السبب الرئيسي الذي أدى إليها وهو المبدأ الرأسمالي، ودوله الاستعمارية التي أنشئت على أساسه، وهذا لن يكون إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تجسد عمليا قوله تعالى ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾، فينعم الناس في ظلها بالأمن والأمان، والعدل والإنصاف، ويفر الناس إليها وليس منها.

 

ويكون لسان حالنا ومقالنا: نحن أمة ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة الرؤساء والزعماء والملوك والقادة إلى عبادة رب العباد، ومن جور وظلم الرأسمالية والمبادئ الوضعية إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. وإنه لكائن قريبا بإذن الله سبحانه وتعالى.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

محمد عبد الملك

2016_05_12_TLK_1_OK.pdf