بيان صحفي
الخلافة جُنّة المسلمين
الصين تمنع المسلمين من صيام شهر رمضان في تركستان الشرقية
ونظام رحيل/ نواز لا يحرك ساكنًا
بدأت الصين شهر رمضان بالتطاول على أمة محمد e، فأظهرت حقدها وعداءها للإسلام والمسلمين في الإقليم الذي تطلق عليه إقليم “شينجيانغ” بدلًا من اسمه الحقيقي “تركستان الشرقية”، وقامت بمنع موظفي الخدمة المدنية والطلاب والأطفال من الصوم، كما وأمرت المطاعم بالبقاء مفتوحة خلال ساعات النهار.
إن اضطهاد الصين للمسلمين ليس بالأمر الجديد، فعلى سبيل المثال: في تموز/ يوليو 2009م، أعرب المسلمون في جميع أنحاء العالم عن غضبهم من الأعمال العدائية الوحشية التي ترتكبها ضد المسلمين قواتُ الحكومة الصينية وعصابات “هان” الصينية المدعومة منها، فقد خلفت تلك الأعمال العدائية أكثر من مائتي قتيل ومئات الجرحى، وجاءت ذروتها عندما منعت السلطات صلاة الجمعة، وأغلقت المسجد الرئيسي في أورومتشي (عاصمة إقليم تركستان الشرقية).
إن تركستان الشرقية هي جزء من آسيا الوسطى من تركستان، فتحها المسلمون في القرن الهجري الأول، واحتلتها الصين في منتصف القرن الماضي، عام 1949م.
أما بالنسبة لأكبر وأقرب قوة مسلحة مسلمة يمكنها بسهولة تقديم الدعم للمسلمين المضطهدين في تركستان الشرقية، فقد كان هناك لقاء نادر و”استثنائي” للقادة المدنيين والعسكريين في باكستان في القيادة العامة للجيش، بدعوة من رئيس أركان الجيش (الجنرال رحيل شريف)، إلا أنه خلا من أية كلمة ضد العداء الصيني! وبدلًا من ذلك ركز الحكام على “التحديات” التي يواجهها الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وهو الممر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام الصين لنهب ثروات بلاد المسلمين!
إن الذي يجعل الصين وغيرها يجرؤون على احتلال بلاد المسلمين، وانتهاك حقوقهم واضطهادهم، هو فقدان المسلمين لجُنّتهم، الإمام العادل والدرع الذي يحميهم، فبدونه ستظل بلاد المسلمين مسرحًا لسفك دمائهم الزكية، من الشيوخ والنساء والأطفال، ومسرحًا تعلو فيه نداءات الاستغاثة من المكلومين، ومزرعة يقطّع الأعداء والحلفاء على حد سواء أوصالها للسيطرة عليها.
لا يغيب عن أي عاقل، يسمع ويرى، أن المسلمين فقدوا الراعي الذي يرعى شؤونهم، فقدوا الإمام الذي يقاتلون من ورائه ويحميهم، مصداقًا لما قاله e: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى به» رواه مسلم. نعم، لقد فقد المسلمون “المعتصم” الذي يستجيب لاستغاثات المنكوبين، وصرخات المظلومين.
إن تعداد المسلمين اليوم أكثر من مليار ونصف، لكنهم من دون دولة تحكمهم بما أنزل الله سبحانه وتعالى وتقودهم للجهاد في سبيله عز وجل، وبدلًا من ذلك، فقد نُصّب على رؤوسهم حكام يحكمون بغير الإسلام، ويحاربون كل من يعادي أعداء الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام والمؤمنين، حكام يرون ويسمعون ما يحدث في تركستان الشرقية، لكنهم لا يحركون ساكنًا لمساعدتهم، لأنهم صم بكم عمي لا يعقلون، لا تسمع منهم سوى قرقعة ولا ترى منهم طحنًا.
نذكر ضباط المسلمين في القوات المسلحة الباكستانية، الذين يجب عليهم إعطاء النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، أنهم قد تأخروا عن القيام بهذا الواجب وطال انتظارهم. إن عليهم الاقتداء بإخوتهم في السلاح، أمثال القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي الذي فتح تركستان من آسيا الوسطى، وفتح طريقين لأكبر مدينتين (سمرقند، وبخارى) في عام 94هـ، ثم التفت نحو الشرق حتى وصل إلى كاشغر، التي كانت في ذلك الوقت عاصمة تركستان الشرقية، وفتحها في 95هـ. ثم توقف على أبواب الصين وكان جيشه على وشك أن يطأ الأراضي الصينية، فلما سمع الإمبراطور الصيني بذلك، أصيب بالخوف والذعر، وأرسل وفدًا إلى القائد المسلم يدفع له الجزية، وأرسل له ترابًا من الصين حتى يفي القائد بيمينه بأن يطأ بقدميه تراب الصين. لقد كان هذا مجد الإسلام والمسلمين، لقد كان المسلمون أعزاء بربهم ودينهم، فوقفوا سدًا منيعًا أمام أعدائهم، ولم يجرؤ أحد على النيل منهم ومن دينهم. لمثل هذا نطالبكم أيها الضباط، فمتى تستجيبون؟
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية باكستان