Take a fresh look at your lifestyle.

حاجة الغرب للمهاجرين

 

حاجة الغرب للمهاجرين

 

 

 

الخبر:

 

عدد سكان ألمانيا سوف يتقلص عام 2060 بمقدار 16 مليون نسمة. ونسبة السكان العمرية فوق 65 عاما سوف تصل إلى ما يقارب 33% من عدد السكان بينما تصل في دول أوروبية أخرى إلى ما يقارب 36%، وفي المتوسط ستصبح نسبة السكان في دول الاتحاد الأوروبي من الفئة العمرية فوق 65 عاما حوالي 30% في حين بلغت عام 2010 نسبة حوالي 17.6% [دي فلت]

 

التعليق:

 

هذا الانخفاض الحاد في عدد السكان وازدياد أعداد المسنين والعجزة في المجتمع الأوروبي هو نتيجة حتمية لفلسفة الحياة التي يحملها الغربي الرأسمالي، حيث إن الحصول على أكبر قدر من الشهوات والملذات والمتعة في الحياة هي السعادة في نظره، ولذلك فإن الإنجاب وما له من تبعات من حمل وميلاد ورضاعة وتربية وغيره يعتبر عند الكثيرين عبئا عليهم في طريق الوصول إلى الغايات الأنانية من متع وملذات. لذلك يقتصر عدد العائلة على الزوجين وطفل أو طفلين، وقلما تصل العائلة إلى ثلاثة أطفال، وإن زادت صارت عائلة همجية غير متحضرة، وينظر للأبوين نظرة دونية. وبحسب الإحصائية فإن نسبة التوالد تصل إلى 1.4 طفل لكل أم ألمانية بينما المطلوب للحفاظ على الجنس ما لا يقل عن 2.1 طفل لكل أم. هذا ناهيك عن العداء الكامن في نفوس الناس للأطفال وعدم قبولهم للعائلة الكبيرة لتسكن في الجوار خشية الإزعاج.

 

هذه وغيرها أدت إلى تراجع أعداد السكان في أوروبا بشكل ملحوظ يقال إنه بلغ درجة عدم القدرة على التراجع مما أحوج الغرب إلى دماء جديدة تضخ في المجتمع حيوية ونشاطا محاولة منهم لتجنب كارثة الانقراض.

 

وقد حاولت الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ ثمانينات القرن الماضي استجلاب المُهجَّرين الألمان إبان الحربين العالميتين في جمهويات وسط آسيا ولكنهم سرعان ما لبسوا ثوب الرأسمالية فلم يفلحوا في قلب مؤشر التوالد في المجتمع.

 

الحاجة ماسة في الدرجة الأولى لإنعاش الاقتصاد وتوفير الأيدي العاملة، وكذلك لتمويل صناديق التقاعد التي أصبحت مهددة بالإفلاس بسبب زيادة نسبة المسنين على عدد العاملين في المجتمع.

 

المشكلة الأكبر التي ستواجه ألمانيا بسبب انخفاض عدد السكان بحلول عام 2060 هي أن 59% من العاملين الألمان سيعملون من أجل توفير معاشات الموظفين المتقاعدين وتكاليف رعايتهم الصحية فحسب. هذه النسبة لا تتجاوز حالياً 32%. وبتقدير الخبراء فإن ألمانيا على وجه التحديد بحاجة إلى ما يقارب 15 مليون عامل خلال الخمسين سنة القادمة.

 

أقول هنا، لم يكتف الغرب بنهب خيرات البلاد من مواد خام ومنتوجات زراعية وحيوانية، بل تعداه إلى نهب خيرات البلاد من الطاقة البشرية، وخاصة أصحاب الخبرات وذوي التأهيل للخدمة بشكل فوري أو خلال سنوات قليلة، وهكذا يتم توفير الكادر البشري الذي سيعيد للمجتمع الأوروبي شبابه بعد أن نهش الهِرَمُ عظامه. أضف إلى هذا أن خروج هؤلاء الشباب سيفرغ المجتمع من الطاقة المغيِّرة المؤثرة سياسيا، مما يُسهِّل قيادة البلاد وتكريس تبعيتها.

 

على أن هذا المكرَ مكرُهم، وهو يبور، حيث الملاحظ أن التغيير الديمغرافي في بلاد الغرب سيكون لصالح المسلمين إن شاء الله، وستكون هذه الأعداد من الشباب رأس الحربة لدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فاتحين لهذه البلاد من داخلها لتنضم إلى دولة الخلافة الراشدة في أسرع وقت، ولعلها تكون دون حرب.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

م. يوسف سلامة – ألمانيا

2016_06_16_TLK_1_OK.pdf