موقف وعبرة- علي محمد يصدع بالحق
نحييكم من ستوديو البث المباشر من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، ونرحب بكم في هذا اللقاء المتجدد في كل أسبوع، وقد اخترت لكم موقفاً كلنا نعرفه، والحمد لله قد شحذ همتي للعمل أكثر فأكثر، وبلا شك سيشحذ من هممكم ويدفعكم للعمل أكثر.
مستمعينا:
من خلال جولة توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للمنطقة، كان له زيارة وكأنها مقصودة في غير وقت الصلاة للحرم الإبراهيمي الشريف، وبينما كان يتجول بصحبة شخصيات إسلامية وفلسطينية وبحماية أمنية من أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أنه لم يسلم، فقد فوجئ بصوت شاب يدعي علي محمد وقد تعالى صوته صادعاً بالحق قائلاً لبلير في وجهه:
أنت إرهابي.
أنت من ذبح المسلمين في العراق وأفغانستان.
وبالرغم مما حدث له بعد ذلك إلا أننا نقف عند وضوح الشاب واستقامته في دعوته حيث تبين بأنه من شباب حزب التحرير الإسلامي، ونرجو أن يكون ما تعرض له عند اعتقاله من خشونة السلطة الفلسطينية في ميزان حسناته.
مستمعينا:
يكون هذا الخبر بالغ التأثير بأن حمل الدعوة يقتضي الجرأة والوضوح ولو خالف جمهور الناس، كما خالف رأي على محمد رأي مذيعة قناة الجزيرة عندما قال: هم كفار أنجاس لا يجوز أن يدخلوا مساجدنا أو كما جاء في المقابلة مع قناة الجزيرة،
لذلك حامل الدعوة وبشكل عام لا يجامل الناس، ولا يداهن الحكام، ولا يتملق الشعب، كما تملق الوفد توني بلير سواء أصحاب عمامات أو حتى شخصيات سياسية، فحامل الدعوة متمسك بفكرته ويحملها بشكل واضح محدد ومستقيم.
كما ونعتبر من هذا الحدث بأن حامل الدعوة صادق اللهجة وفصيح اللسان لا يعرف اللف والدوران، ولا يخفي أنه حامل دعوة، بل يجب أن يعرف الناس أنه من شباب الدعوة، فهذا الشاب لم يخف ولم يتردد بأن يقول بأنه من شباب حزب التحرير الإسلامي، واصفاً أن انتمائه هذا شرف له… وكلنا شرف بانتمائنا واهتدائنا للحزب الذي نسأل الله تعالى بأن يكون انتماؤنا هذا مبرئ لذمتنا أمامه عز وجل.
ونعتبر أيضاً بأن حامل الدعوة يصدع بكلمة الحق لا يخشى في الله لومة لائم، ولم يدفعه الجبن الذي هو ليس من صفات المسلمين ولا الخوف على المصالح الشخصية بأن لا يصدع بالحق في وجه هذا الكافر، وأن ما يحدث له من عواقب لا يكون إلا بما قدر الله له، ولنتذكر وصية الرسول عليه السلام لابن عباس رضي الله عنهما قال:
” واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء فلن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف”… وبالتالي يكون عند حامل الدعوة اليقين أنه لن يصيبه شيء من أذى الظالمين والواقفين في طريق الحق إلا بإذن الله.
مستمعينا:
بدون شك هذا الموقف فيه الكثير من العبر، لأن حمل الدعوة وصفاؤها ونقاؤها هو الضمانة الوحيدة للنجاح ولاستمرارية النجاح، فالنصر يكون مع وضوح الدعوة، ولو رمي حملة الدعوة بكل ما في قاموس دول الضرار القذر من أوصاف جارحة أو نعوت قادحة، فالحق أحق أن يتبع، سيما ونحن نعيش في زمان سيطرة الكفار وأدواتهم من الحكام وجنودهم من علماء السوء على وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، وقدرتهم إلباس الباطل ثوب الحق والفساد ثوب الصلاح… وإذا سلكنا إخوتي هذا الطريق الواضح فلننتظر من الله أن يحقق لنا وعده بالاستخلاف والتمكين، ويتحقق النصر، دون أن يتسرب الملل أو الفتور أو اليأس من عدم تحقق النصر، أو حتى من التعذيب في سجون الظلمة فعلينا بالعمل المتواصل والصبر على الأذى ، فالصحابة رضوان الله عليهم بالرغم من ثباتهم إلا أنهم شكوا إلى رسول الله وطلبوا منه أن يدعو لهم ويستنصر لهم ، فكان جوابه عليه السلام ما رواه البخاري عن خباب ابن الأرت قال:
“شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون “
وفي الختام
بالرغم من ما يتعرض له حملة الدعوة في كل مكان، إلا أننا واثقون من نصر الله ولو بعد حين، ولكن هذا يتطلب منا أن نصبر، فالرسول عليه السلام يقول: ” إنما النصر مع الصبر”
ذلك ونحن نعلم بأن طريق الدعوة طريق شائك ومليئ بالعقبات، وعلى حامل الدعوة أن يجتاز هذه العقبات والاشواك، فعلينا تحدي الصعاب حتى تتحقق غاية الغايات وهو إقامة شرع الله في الأرض. وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى:
” يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”
فتاة الإسلام