Take a fresh look at your lifestyle.

حكومة وحدة وطنية: حل أم أزمة؟

 

حكومة وحدة وطنية: حل أم أزمة؟

 

 

 

الخبر:

 

يعقد بقصر قرطاج الأربعاء القادم، اجتماع موسع بإشراف الرئيس الباجي قايد السبسي وتحضره مجموعة من الأحزاب والمنظمات الوطنية لمواصلة النقاش وتحديد خارطة طريق تضبط أولويات حكومة الوحدة الوطنيّة.

 

ونظم الباجي قايد السبسي خلال الأيام الماضية لقاءات تشاورية مع مختلف الأطراف المشاركة في الحوار الوطني ومع شخصيات وطنية، عبر أغلبها عن تثمين مبادرته والاستعداد للتفاعل الإيجابي معها.

 

وأكد قايد السبسي على ضرورة تفعيل مبادرته بتشكيل حكومة وحدة وطنية واستكمالها قبل حلول عيد الفطر.

 

التعليق:

 

صحيح أن الجميع يعتبر أن الحكومة الحالية فشلت في تسيير شؤون البلاد على جميع المستويات، وتأتي مبادرة السبسي في تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا الإطار – على حد قوله، ولكن لم نرَ بحثا جديا في أسباب فشل هذه الحكومة، بل لم نرَ من المسؤولين والسياسيين (إلا من رحم ربي) بحثا في أسباب فشل جميع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، ففي كل مرة وحين تولي الحكومة مهامها تسخر الآلة الإعلامية وأموال الدولة لإظهار نجاح زائف سرعان ما يظهر زيفه للعيان، ومن ثم يصبح رئيس الحكومة أو وزراؤه هم سبب الفشل.

 

إن المدقق يدرك أن الحكومات المتعاقبة واصلت تطبيق نفس النظام الرأسمالي الذي ما زال جاثما على قلوبنا ونفس السياسة – سياسة الارتهان والتبعية للمستعمر – المرسومة لها سلفا فهي مطالبة بتطبيقها. ولهذا لا يلاحظ تغيير حقيقي من حكومة إلى أخرى، بل يزداد الحال سوءاً وتزداد الأوضاع تدهورا، فخلال هذه الأيام مثلا شهد الدينار التونسي تراجعا حادا في قيمته أمام العملات الصعبة والذي سيكون له انعكاس سلبي على الاقتصاد.

 

فبماذا ستأتي هذه الحكومة المنتظرة، وهل اعتبارها حكومة وحدة وطنية كفيل بإخراج البلاد من عنق الزجاجة؟ هل ستستطيع هذه الحكومة التخلص من إملاءات صندوق النقد الدولي؟ بل هل تريد ذلك؟ وهل ستقدر على إلغاء جميع الاتفاقيات الاستعمارية مع الدول الغربية وخاصة بريطانيا فيما يتعلق بإعادة هيكلة الحكومة والوزارات وقطاعات البلاد مثلا؟

 

في الحقيقة إن الجديد في مبادرة السبسي – وهذا المقصود من حكومة وحدة وطنية – هو أن يسكت المعارضون وأن يقبل الجميع بما تسطّره القوى الاستعماريّة لتونس وأن يتحوّل الجميع إلى أعوان تنفيذيين لما تقرّره الدّوائر الاستعماريّة لتونس. وأبواق دعاية تسمّي الاستعمار استثمارا والخضوع إصلاحا هيكليّا، وبيع البلد ورهنه تنمية مستدامة!!

 

ولكن هيهات هيهات، فإن في البلد رجالا عاهدوا الله ورسوله، ثم أهل تونس أن لن يتركوا تونس تنهار على يد الضعفاء والعملاء، وإنّ في تونس شبابا ما عاد يخاف العصا ولا يبيت على ضيم، وإنّه يستعدّ لإتمام ثورته حتّى التحرّر الكامل من المستعمر، ثورة تقلع الاستعمار وعملاءه من البلاد قلعا، وحتّى يُقيم أحكام الله التي جاء بها دين الإسلام واضحة نقيّة.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أسامة الماجري – تونس

2016_06_21_TLK_4_OK.pdf