Take a fresh look at your lifestyle.

نفاق الإعلام الغربي

 

نفاق الإعلام الغربي

 

 

 

الخبر:

 

استهجن صحفي بريطاني طريقة التغطية الإعلامية في بلاده لحوادث الاغتيال، وآخرها مقتل النائبة في مجلس العموم (البرلمان) جو كوكس على يد أحد رافضي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

 

وقال مدير تحرير صحيفة فايننشال تايمز، روبرت شريمسلي – في مقال – لو أن القاتل كان مسلما أو واحدا من أبناء المهاجرين، لما اتسمت تغطية الإعلام البريطاني للحدث بهذه الحصافة والتعقل.

 

وأردف قائلا لو أن القاتل مسلم “لما قرأنا على الصفحات الأولى أن ما حدث من فعل انطوائي مجنون، حتى لو كان ثمة دليل منطقي على ذلك”.

 

وقال إن هناك تقارير تتحدث عن أن قاتل جو كوكس “المزعوم” له صلات بجماعات يمينية ذات نفوذ متطرف، لكن الإعلام يتعامل معها بكل حرص وحذر.

 

التعليق:

 

يشهد شاهد من أهل الغرب بين الفينة والأخرى على مدى نفاق الإعلام الغربي وازدواجية معاييره في التعامل مع القضايا خاصة إذا تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين؛ وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على انكشاف وجهه المخادع وعدم نزاهة وسائل الإعلام لديه وعدم حيادها بل وكونها أدوات بيد أطراف سياسية ذات توجه يعادي الإسلام.

 

لقد انكشف عوار المؤسسات الإعلامية الغربية من خلال تعمدها التغاضي عن جرائم الكراهية التي تطال المسلمين مثل تجاهلها لقضية شابيل هيل التي راح ضحيتها ثلاثة طلبة مسلمين في 2015 بل التعميم الإعلامي الكلي عليها مما حدا بالكاتبة البريطانية المسلمة، صبرية برفير، أن تصرح في مقال نشر بصحيفة “الإندبندنت” حينها، أن السبب الرئيسي لتجاهل الإعلام الغربي لمقتل ثلاثة شباب، هو كونهم مسلمين. أيضا عدم تغطية خبر مقتل الشاب العراقي “أحمد الجميلي” بعد تعرُّضه وزوجته لإطلاق نار في مدينة دالاس كشف النقاب كذلك عن التجاهل المقيت الذي تعامل الإعلام به والذي استنكره بشدة الكاتب الصحفي “ماكس فيشر”، في مقال له بموقع “فوكس” الأمريكي والذي لفت فيه وقتها إلى أنّ “الصمت التام الذي يُخيّم على الحادث يتزامن مع موجة العداء المتزايدة ضد المسلمين في الولايات المتحدة”!!

 

ولا يمكن أن لا نذكر في هذا المقام طريقة تعاطي الإعلام الغربي مع جرائم كيان يهود والذي أثار ويثير استياء كثير من الغربيين العقلاء النزهاء أنفسهم.

 

أيضا تغافل الإعلام عن الجرائم التي تحدث من غير المسلمين والتي تكون بدوافع عرقية أو قومية أو انفصالية قد نزع عنه ورقة التوت التي يتستر بها، فكما أوردت ديلي بيست فإنّ 98% من جرائم الإرهاب في أوروبا و94% في أمريكا منفذوها ليسوا مسلمين.

 

ورغم ذلك لا يتم تسليط الضوء عليها ولا تثير بلبلة ولا تخصص منابر لنقاشها وحتى حين تغطيتها يكون الحذر سيد الموقف فلا نسمع حديثا عن الإرهاب، وتبحث الأسباب والمسببات وغير ذلك، بل ويلتمس كل ما يخفف وطأة الصدمة على الناس.

 

إذن خلاصة القول؛ ما عاد هناك قناع تتخفى خلفه وسائل الإعلام الغربية، فحقيقتها صارت بائنة لكل ذي عينين، وذلك يدلل على الحاجة الملحة لبديل إعلامي نزيه يتبنى القضايا العادلة ويسعى لما فيه خير البشرية.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

هاجر اليعقوبي – تونس

2016_06_25_TLK_3_OK.pdf