Take a fresh look at your lifestyle.

ماذا بقي من شعاراتكم الإسلامية بعد أن صوتّم لصالح رئاسة كيان يهود للجنة القانونية بالأمم المتحدة؟!

 

ماذا بقي من شعاراتكم الإسلامية

 

بعد أن صوتّم لصالح رئاسة كيان يهود للجنة القانونية بالأمم المتحدة؟!

 

 

 

الخبر:

 

نشر عدد من المواقع الإلكترونية في 6/25 ومنها موقع هسبريس بيان مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بالمغرب‎ بمناسبة ما تم تداوله إعلامياً من ظهور اسم المغرب ضمن المصوتين لفائدة رئاسة كيان يهود للجنة القانونية في هيئة الأمم المتحدة، حيث طالبت الحكومة بإصدار توضيح رسمي في شأنه.

 

ورصدت المجموعة تصويت بلاد عربية وإسلامية لفائدة رئاسة كيان يهود للجنة السادسة بهيئة الأمم المتحدة، معتبرة أن هذا التصويت “خيانة عظمى لثوابت الأمة، وتحريض صريح، بل ودعم مباشر للإرهاب الصهيوني وجرائمه ضد شعب وأرض ومقدسات فلسطين”، مطالبة المنتظم الدولي بـ”إلغاء القرار”.

 

وفيما ألحت المجموعة، على ضرورة إخراج مقترح قانون تجريم التطبيع في المغرب إلى الوجود، حذرت من المنحى التصاعدي الذي تأخذه ما وصفتها بـ”مخططات اختراق النسيج الوطني المغربي، التي يستعمل فيها كأدواتٍ خُدَّامُ الأعتاب الصهيونية”، كما عبرت عن رفضها “الابتزاز بقضايانا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية المغربية، من أجل تسويغ التطبيع”.

 

وتوقفت المجموعة عند مظاهر ما قالت إنها “محاولة لتنويع مجالات الاختراق الإسرائيلي للمغرب”، ذاكرة أن “أبرزها فضيحة التمور الصهيونية المنتجة في الأراضي الفلسطينية المغتصبة، والتي عمل الصهاينة بمختلف الوسائل على أن تغزو السوق المغربية بمناسبة شهر رمضان المبارك”، مضيفة أنها ما زالت تنتظر ردا من الحكومة المغربية، خاصة وزارتَي العدل والداخلية، على الرسالة المفتوحة التي وجهت لهما من طرف المجموعة في هذا الشأن، “وإخبار الرأي العام عن نتائج البحث الذي قاما به في هذا المجال”.

 

وانتقد البلاغ “احتفال صهاينة وعملائهم بمراكش، علناً وبدون خجل، مع رفع العلم الصهيوني في الذكرى 68 لنكبة اغتصاب فلسطين”، و”ظهور آليات طبية وانتشار تجهيزات فلاحية واردة من الكيان الصهيوني في الأسواق المغربية، والتي وصل تحدي أصحابها درجة عرض منتجاتهم في المعرض الفلاحي الأخير بمكناس”، إلى جانب “تنظيم رحلات للكيان الصهيوني الغاصب تحت ذريعة زيارة القدس، بدأت جد محتشمة وتكاد تكون سرية، وأصبح الأمر يتسع إلى درجة الإعلان عن تنظيمها، كما هو الشأن بالنسبة لعدد من الوكالات السياحية”.

 

التعليق:

 

مرة أخرى تظهر الحكومة بكل وضوح تراجعها عن وعودها، واحداً تلو الآخر، فحتى قضية فلسطين التي كانت تعتبر خطاً أحمر وكانت ولا تزال موضوع الندوات واللقاءات الجماهيرية التي ينظمها حزب العدالة والتنمية وذراعه حركة التوحيد والإصلاح والتي يتم فيها تجييش الناس وإلهاب مشاعرهم بالشعارات، حتى هذه القضية، تراجعت فيها الحكومة وسارت فيها على خطى من سبقها من دول التطبيع بل والتشجيع. فالتصويت لصالح رئاسة كيان يهود للجنة القانونية في الأمم المتحدة ليس مجرد تطبيع بل تشجيع وتنسيق ومباركة. وكان موقع تحرير نيوز قد أكد في 2016/06/16، أن ما يزيد عن ثماني دول عربية ممن توصف “بدول الاعتدال” صوتت لكيان يهود، وأن من ضمن الدول التي تأكد تصويتها لصالح كيان يهود، الإمارات ومصر والأردن والمغرب.

 

أي تفسير يمكن أن تقدمه الحكومة لهذه الفعلة الشنعاء؟ هل ستلجأ إلى الصمت كعادتها؟ أم أنها ستتحجج بأن العلاقات الخارجية لا تدخل ضمن اختصاصاتها وأنها موكولة إلى الملك وحاشيته؟

 

لقد أصبحت هذه الحجة ممجوجة مستهلكة، كلما أطلت فضيحة تلو فضيحة وآخرها تلك المتعلقة بوثائق بنما وتهريب الأموال، قيل لنا هذا ليس من اختصاصنا، وأن العفاريت والتماسيح لا تزال آخذة بمفاتيح الأمور.

 

إذا استشرى الفساد وتضخم الفاسدون قيل لنا ليس لنا من الأمر شيء، وإذا اعتدى الأمن على الناس ونكل بالمحتجين، قيل لنا لم نُستشر في ذلك، وإذا استأسد العلمانيون ودعاة التغريب والإفساد، قيل لنا الأمر أكبر منا، وإذا انتهكت الأحكام الشرعية جهاراً نهاراً قيل لنا ما لتطبيق الشرع قَدِمنا، الشام تستغيث ولا من مجيب، الفلوجة تحترق ولا من معين، أهل فلسطين يُقنصون يوميا ولا من نصير… قولوا لنا بربكم، ما الفائدة من وجودكم في الحكم إن كانت كل الكبائر ترتكب باسمكم وتمرر من تحت عباءتكم؟

 

يا أعضاء وكوادر حزب العدالة والتنمية،

 

إنكم لتعلمون أننا لا ننافسكم على مقاعد في البرلمان أو الحكومة، وأننا لسنا في سباق معكم حول نصيب من كعكة الحكم، وأنه إنما يحركنا حب الإسلام والحرص على مصالح المسلمين، وها أنتم ترون كيف يمعن قادتكم في مسايرة النظام الذي طالما تغنوا بمعارضته، وتحت ستار وأد الفتنة وتجنب ما آلت إليه دول الربيع العربي، يتم تبرير السكوت عن الفساد والظلم والنهب والقمع ومحاربة الإسلام و… وحتى الشعار البراق، شعار اليد النظيفة الذي لطالما كان رمزاً لكم، يبدو أنه في أفول أيضاً بعد تصريحات بنكيران عن وجوب المرسيدس للوزير وسيارات الدفع الرباعية للنواب السبعة لرئيس جهة درعة تافيلالت، إلى غير ذلك…

 

إن استمرار حزبكم في هذه الطريق، طريق التي لا ترد يد لامس، يجعله يسير في طريق الانتحار السياسي، تماماً كما فُعل بالحزب الإسلامي العراقي وحزب النهضة في تونس وحزب النور في مصر، فلا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً. شُدُّوا على أيدي قادتكم، وأعيدوهم إلى جادة الصواب، وألزموهم شرع الله، ولتكن مصلحة الإسلام أحب إليكم من مصلحة الحزب، فإن سكوتكم عليهم هو تفويضٌ مفتوحٌ لهم، ومدعاةٌ لهم لمزيد من التنازل والمسايرة للظالمين، قال الشاعر:

 

بني تميمٍ، ألا فَانْــهَوْا سَفِيهَكُمْ          إنَّ السَّفِيهَ إذا لم يُـــنْـــهَ مَأْمُور

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

محمد عبد الله

2016_06_28_TLK_3_OK.pdf