لن يتغير حال مصر إلا بتغيير جذري على أساس الإسلام
الخبر:
أكدت منظمة “هيومن رايتس مونيتور” أن التعذيب الممنهج داخل السجون المصرية ومقار الاحتجاز يبلغ أن يكون جريمة ضد الإنسانية وفق اتفاقية روما التي تقضي بمحاكمة السلطات المسؤولة أمام المحكمة الجنائية الدولية. ورصدت المنظمة في تقرير لها استمرار تدهور حقوق الإنسان، وقالت إن ممارسات القتل والتعذيب والاغتصاب والتمثيل بالجثث أصبحت من المعتاد في مصر. وأضافت أن استهانة سلطات الأمن المصرية بحياة الناس أثناء وجودهم بحوزتها تدل على عدم احترامها لآدميتهم.
ويتزامن تقرير منظمة “هيومن رايتس مونيتور” مع مرور ثلاث سنوات على الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي. وتشير تقديرات منظمات دولية إلى أن السلطات المصرية تحتجز نحو أربعين ألفاً من معارضيها في ظروف سيئة يشوبها التعذيب، وتقول تلك المنظمات إن مئات توفوا في مراكز الاعتقال أو تمت تصفيتهم خارج إطار القانون. وانتقدت المنظمات الحقوقية قمع السلطات للمعارضين والزج بهم في السجون مع إصدار أحكام وُصفت بأنها مسيّسة، ووصلت حد الحكم بإعدام مئات من معارضي الانقلاب. (الجزيرة نت)
التعليق:
ثار أهل مصر على الظلم والطغيان، وسياسة الحديد والنار التي كان ينتهجها نظام مبارك ضدهم، فخرجوا إلى الشوارع والميادين هاتفين “الشعب يريد إسقاط النظام “، فتغير شخص الحاكم، ولكن النظام لم يتغير، فاستبدل بمبارك مرسي الذي جاء إلى الحكم عبر انتخابات قيل عنها أنها نزيهة، ورغم كل التنازلات التي قدمها مرسي وتعهده بالحفاظ على النظام الجمهوري، إلا أن السيسي وقادة الجيش قاموا بالانقلاب على حكم مرسي بعدما عجز عن تحقيق الاستقرار ومصالح أمريكا بالكامل في مصر. ومنذ ذلك الوقت والسيسي يخدم مصالح أمريكا في مصر والمنطقة، ومنذ ذلك الوقت وأهل مصر الكنانة يحيون سنوات عجافاً، وما ورد في هذا التقرير ليس سوى عينة من جرائم هذا النظام بحق المسلمين في مصر وخارجها.
فهذا النظام يقتل شعبه ويزج بعشرات الآلاف منهم في السجون ذات السمعة السيئة في التعذيب، وحسبما ورد في التقرير فإن ممارسات القتل والتعذيب والاغتصاب والتمثيل بالجثث أصبحت من المعتاد في مصر، وفي عهد السيسي تردت الأوضاع الاقتصادية وانتشر الفقر والبطالة وغلاء الأسعار وغيرها من المشاكل، وفي عهده تمت ملاحقة المجاهدين في سيناء خدمة لكيان يهود وحفاظا على أمنه، وتم أيضاً إزالة مدينة رفح المصرية بكاملها وما ترتب على ذلك من تشريد آلاف العائلات وهدم آلاف البيوت وإثقال كاهل الناس والدولة اقتصاديا، من أجل المحافظة على أمن يهود، وذلك فضلا عن إغلاق معبر رفح والتضييق على أهل غزة ومحاصرتهم، وتدمير الأنفاق وإغراقها بالمياه العادمة وبناء الجدران العازلة حرصا على أمن ورضا كيان يهود.
هذا غيض من فيض الواقع الأليم في مصر في ظل حكم السيسي، ونتساءل هنا هل يتصور هذا النظام أنه يمكن أن يستقر له وضع أو يهنأ له بال وهو يستعدي أبناء الأمة الإسلامية ويوالي أعداءهم؟! وهل يعتقد أن الأمة الإسلامية ترهبها السجون والمعتقلات والتعذيب وحتى القتل؟! وما استمرار الاحتجاجات في الميادين رغم هذه السياسات إلا دليل على ذلك.
إن هذا الواقع الأليم حتى يتغير، لا بد أن يكون التغيير جذرياً على أساس الإسلام، بتغيير النظام من جذوره وليس تغيير الأشخاص فقط، وهذا لا يكون إلا بنظام يحكم بالإسلام، نظام يوالي الله ورسوله والمؤمنين وينحاز إلى صفهم، ويعلن البراءة من الكافرين، وحتى يحصل هذا التغيير الجذري لا بد من العمل على إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي فيها عز الدنيا والفلاح في الآخرة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة