خطاب أردوغان في العيد يحمل في طياته ملاحظات بارزة في السياسة الخارجية
(مترجم)
الخبر:
قال رجب طيب أردوغان في خطابه في العيد “نحن نعمل على تطوير علاقاتنا مع “إسرائيل” وروسيا. وهناك خطوات إيجابية من قبل كلا الطرفين في الأسابيع الماضية، تعطي أملاً للمستقبل. نحن نتخطّى الأزمة التي نتجت عن مشكلة سوريا والإرهاب والضغوطات المصطنعة كما أننا نستعيد العلاقات التي انقطعت”. (المصدر: ensonhaber)
التعليق:
إن حكومة حزب العدالة والتنمية تشهد في السنوات الأخيرة تبدلاً براغماتيًا سريعًا يناقض ما كان يتبنى الحزب فيما يتعلق بسياسة الحكومة مع كيان يهود وروسيا ومصر. وهناك دلائل تشير إلى أنها ستفعل الشيء ذاته فيما يتعلق بسوريا. وقد طرحت إشاعات عن أن روسيا لن تكون راضية عن خطاب أردوغان، وبأنها ستطلب من تركيا تغيير سياستها تجاه سوريا والعراق إلى جانب تقديمها الاعتذار والتعويض. وكان حزب العدالة والتنمية يدعي وعلى مدى سنوات بأنه يحمل “سياسة ذات مبادئ”. وكانوا يصفون السياسة الخارجية التركية بكونها في “عزلة ذات قيمة”. ولكن هذه التحولات البراغماتية في السياسات الخارجية والمناقضة لما يُصرَّح به كان قد حدث مثلها فيما مضى مع أمريكا ولمرات لا تعد ولا تحصى. ولكن كونها هذه المرة تعلقت بـ “كيان يهود” و”روسيا” فإن العامّة في تركيا لا تزال تناقش واقعها. وهذا هو السبب وراء تركيز أردوغان في خطابه في العيد “على السياسة الخارجية”.
وكان أردوغان قد قال في خطابه بأن “العلاقات التي انقطعت أو أُفسدت بسبب الأزمة السورية ستتم إعادتها” وذكر بأن تركيا “ستترك مرحلة كآبة العلاقات الدولية”. وختم الخطاب بذكر فائدة ذلك كله على “المشاريع الاقتصادية الكبيرة”.
إن كلا من كيان يهود وروسيا على حد سواء هما كيانان إرهابيان. وقد “جعجع” أردوغان كثيرًا ضدهما في حملاته الانتخابية. وكان المدنيون من كيان يهود وروسيا يعتبرون بأن بلادهم تقتل مسلمين أبرياء. وكان أردوغان يصرّح بأن روسيا تقتل المدنيين في سوريا بحجة ضرب تنظيم الدولة، وبأن كيان يهود دولة إرهابية. لذلك، فالمقصود الحقيقي بـ “التطبيع مع كيان يهود وروسيا” هو: بذل كل الوسع في المساعدة في ذبح المسلمين، وإلقاء القبض على اللاجئين وعزلهم.
عندما حدث هذا التغيير في السياسة مع كيان يهود، استهدف خطاب أردوغان منظمة IHH (مؤسسة إغاثة إنسانية) لكنه قدم من خلاله رسالة إلى جميع القوى السياسية وبخاصة تلك التابعة لحزب العدالة والتنمية. وعلى الرّغم من أنه “هو بذاته كان قد أعطى الإذن” لسفينة الإغاثة مافي مرمرة إلا أنه تساءل قائلا “هل أخذتم الإذن من رئيس الوزراء في ذلك الوقت؟” نافيًا ما قاله فيما مضى بقوله “هل سألتموني؟” على الرغم من وجود مئات الأدلة المكتوبة والمرئية حول هذا الموضوع! ومن ناحية أخرى بدأت وسائل الإعلام والمطبلون بالإشادة بهذا الاتفاق للوقوف في وجه الانتقادات التي قد تظهر. وحتى قبل أن يبدأ عامة الناس مناقشة اتفاق التطبيع مع كيان يهود، جاءت بعده مباشرةً “رسالة الاعتذار إلى تركيا” ومن ثم الرسائل الليّنة لمصر وسوريا.
وعلى الرغم من أن كمية الانتقادات العلنية للحكومة والرئيس أردوغان قليلة، فإنه ليس من الخطأ أن نقول بأن المسلمين لا يشعرون بالراحة إزاء هذه التطورات الأخيرة. ولكون العلاقة بين جماعة غولن وحزب العدالة والتنمية في هذه الفترة لا تزال ساخنة، فقد تم تأجيل الانتقاد لما جرى. ولكن يمكن القول بأن غالبية المسلمين الذين صوتوا لحزب العدالة والتنمية منزعجون من هذا الوضع. وهذا هو السبب الذي يجعل أردوغان في كل مرة يكون فيها أمام الكاميرا يتحدث دائما عن موضوع روسيا وكيان يهود. ولهذا السبب ذاته حتى خطابه في العيد حوى “تركيزا على السياسة الخارجية”.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز