Take a fresh look at your lifestyle.

إن استجارتكم أيها العلماء بالمجتمع الدولي كالمستجير من الرمضاء بالنار

 

إن استجارتكم أيها العلماء بالمجتمع الدولي كالمستجير من الرمضاء بالنار

 

 

 

الخبر:

 

 أهاب مجلس علماء باكستان بالمجتمع الدولي حل القضية “الكشميرية” وغيرها من البلاد التي يستضعف فيها المسلمون، مثل فلسطين، وبورما، والشام، والعراق.

 

وذمّ المجلس ما يفعله الجيش الهندي في كشمير المحتلة من ظلم وقتل وتشريد وتجويع لأهالي كشمير الذين يطالبون سلمياً بحريتهم واستقلالهم والعيش بكرامة.

 

وقال المجلس: منذ أن صمت العالم عن القضية الكشميرية ووضعها طي التجاهل ازدادت حدة الحكومة الهندية والجيش الهندي في كشمير، إذ إن كشمير تُعتبر أكبر سجن عالمي مفتوح يطوقه ما يقارب 800 ألف جندي هندي.

 

التعليق:

 

إن ما ترونه أيها العلماء من تقتيل وتنكيل بأهالي كشمير على أيدي الجيش الهندي ليس وليد أيام وأشهر بل سنوات طوال أسفرت منذ 1989م حتى نيسان/إبريل 2016م عن مقتل 94.455 مسلماً من كشمير، حيث تم قتل 7046 أثناء الاحتجاز، وتم القبض على 134.115 مدنياً، وأسفر ذلك الاحتجاز والقتل عن 22813 أرملة، و107.566 يتيماً، كما سجّلت 101.181 حالة تحرش واغتصاب، أما المباني التي حُرقت وهُدمت فقد تجاوزت المائة ألف.

 

فهذه الأرقام والإحصائيات ليست بغائبة عن المجتمع الدولي الذي لم يعد خافياً على أحد بأن العالم قد شقي منذ أن تحكمت فيه هذه الأسرة الدولية، وسيبقى على حاله المتردي ما دامت تتزاحم هذه الدول الكبرى على استعمار الشعوب وتتسلط على مقدراتها وثرواتها وتجعل نظامها الرأسمالي هو المتحكم في البلاد والعباد عن طريق نشر أفكارهم وقواعدهم لتتحكم في كافة المجموعات البشرية الموجودة في العالم كله ولو بمنطق القوة، ضاربين عرض الحائط بما عند باقي الدول من أعراف وأفكار ونظم.

 

وهكذا فإن فكرة وجود المجتمع الدولي كانت وبالاً على العالم، خاصة وأن الدولة الكبرى الأولى (اليوم هي الولايات المتحدة الأمريكية) تُسخر باقي دول العالم لتحقيق مصالحها هي في الدرجة الأولى ولتستحوذ على كل الغنائم كما حدث في التحالف الدولي في حرب الخليج الثانية أو كما حدث في عدوان أمريكا على العراق في أوائل العام 2003م. وهي تجيز لنفسها أيضا التدخل ضد أي دولة في العالم بحجة تهديد السلام أو تهديد النظام، أو محاربة الإرهاب، تلك الشماعة التي أوجدتها هذه الدول الكبرى للقضاء على أي حركة أو ثورة تقوم ضدهم وضد عملائهم من حكام المسلمين.

 

فها هو المجتمع الدولي يتفق ويتحالف للتدخل في سوريا والعراق واليمن وليبيا وأفغانستان وباكستان وغيرها من بلاد المسلمين وبالمقابل يحجب بصره عن المجازر وإبادة المسلمين في بورما وكشمير والسودان وعن الاعتقالات التعسفية والتضييق على المسلمين في طاجيكستان وبنغلادش، وذلك لاختلاف مصالحها في هذه الدول أو تلك.

 

فالحل لا يكمن أيها العلماء باستجداء هذا المجتمع الدولي الذي يعيث في أراضي المسلمين فساداً وإفسادا، بل يكمن الحل بأن تدعو الشعوب التي عانت وتعاني من تكتل هذه الدول الكبرى من الشقاء والبلاء لبذل الكثير من المحاولات الجدية لإلغاء هذه الفكرة من الوجود وذلك عن طريق إقامة دولة قوية تتبنى إزالتها وتخليص الأمة من هذه الفكرة المقيتة.

 

واعلموا أيها العلماء أن قضية كشمير هي إحدى قضايا الأمة النازفة، والتي أُوجدت لإمعان تقسيمها وتشرذمها وإلهاء كل شعب بقضيته وجعلها هي قضيته المصيرية حتى يغيب عن أذهانهم أنهم أمة واحدة، وأنهم أصبحوا في ذيل الأمم بعد أن كانوا رأسها وصاروا في هامش الأحداث بعد أن كانوا قادتها والمحركين لها.

 

فلنشحذ الهمم لإنقاذ المستضعفين والمظلومين بإيجاد الخليفة الراشد ليقاتل من ورائه ويُتقى به، فينقذ البلاد والعباد قبل أن يستفحل الخطب ويزداد…

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

رنا مصطفى

2016_07_18_TLK_2_OK.pdf