Take a fresh look at your lifestyle.

وزيرة الداخلية تيريزا ماي تصبح رئيسةً للوزراء في بريطانيا (مترجم)

 

وزيرة الداخلية تيريزا ماي تصبح رئيسةً للوزراء في بريطانيا

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أصبحت وزيرة الداخلية تيريزا ماي رئيسة للوزراء في بريطانيا يوم الأربعاء، مع مهمة قيادة وتوجيه انسحابها من الاتحاد الأوروبي.

 

“يشرّفني وبكل تواضع أنه تم اختياري من قبل حزب المحافظين لأصبح رئيسها” هكذا قالت ماي التي تفضّل البقاء في الاتحاد الأوروبي، إلاّ أنها أوضحت بأنه لا عودة إلى الوراء عن نتيجة الاستفتاء الذي جرى في 23 حزيران/يونيو. حيث قالت “استفتاء Brexit يعني Brexit وسوف نشق طريقنا إلى النجاح من خلال ذلك”. (رويترز)

 

التعليق:

 

يرى الكثيرون في أحداث الأسابيع القليلة الماضية أنها دليل على الديمقراطية في بريطانيا. حيث صوت الشعب لمغادرة الاتحاد الأوروبي وتتعهد الحكومة الآن بتنفيذ ذلك. إلاّ أن الحقيقة هي أن الديمقراطية مجرد سراب كاذب لا يمكن أبداً أن يوجد عملياً. وأعمال بريطانيا في الأسابيع الأخيرة هي أبعد ما تكون عن السماح حقاً بأن يتحكم صوت الشعب في شؤونها.

 

يحمل الاستفتاء حدثاً نادراً للغاية في السياسة البريطانية، حيث يتم تحديد السياسات من قبل الحكومة والبرلمان من دون الحاجة إلى الرجوع للشعب في مثل هذه الأمور. وهذا يتفق مع فكرة “ممثل الديمقراطية” وهو ما يتم تنفيذه فعلياً في عالم اليوم. لكن ممثل الديمقراطية ليس هو الديمقراطية، خاصةً وأنّ الناس لا يستطيعون اختيار ممثليهم بحرية ولكن يجب أن يختاروا بين الخيارات المحدودة التي تسيطر عليها الأحزاب السياسية الرائدة. ويتم تأمين المشهد السياسي الواسع عن طريق سيطرة مؤسسة الإعلام والقضاء ومصالح الشركات.

 

لا تنشأ الحاجة إلى الاستفتاء إلاّ عندما تشعر المؤسسة بأنها تخسر السيطرة على الطبقة السياسية وتحتاج إلى إعادة تنظيم السياسيين مع السياسات الرئيسية. لم يجر الاستفتاء لأخذ رأي الشعب بل أجري لتوحيد الطبقة السياسية خلف سياسة المؤسسة. ولقد تم انقسام الطبقة السياسية بشأن هذه المسألة، لا سيما في حزب المحافظين منذ عهد مارغريت تاتشر. إن سبب الانقسام هو في الواقع سياسة المؤسسة نفسها. حيث تطمح المؤسسة إلى مشاركة جزئية في شؤون أوروبا ولا تريد مشاركة كاملة ولا تريد أيضاً عدم المشاركة بتاتاً. ولذلك فمثل هذه السياسة لا يمكن إلغاؤها سياسياً، لذا كان من الطبيعي بالنسبة للسياسيين بأن يكونوا مشوشين حول هذه المسألة، مما أدى إلى نشوء معسكرين مختلفين حول قضية أوروبا. حيث أصبح مثل هذا الموقف لا يمكن الدفاع عنه، ولذلك استخدمت المؤسسة الاستفتاء لتوحيد الطبقة السياسية في هذا الشأن.

 

إن من المتوقع أن المؤسسة كانت تفضل صوت البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن على أي حال، فإن حزب المحافظين الآن قادر على التوحد خلف قيادة تيريزا ماي، وهي السياسية البارزة الموالية للمؤسسة. ولقد تم استبعاد أندريا ليدسوم بسهولة كبيرة من التنافس على القيادة من خلال حملة إعلامية مضللة. تماماً كما تم سابقاً وبسلاسة استبعاد بوريس جونسون من الترشح بواسطة أعمال مايكل غوف الموالي للمؤسسة. إن من السهل على المؤسسة في بريطانيا اختيار رئيس الوزراء من اختيارهم، حيث إنه لا يتم انتخاب قادة الحزب مباشرة من قبل الشعب.

 

الديمقراطية هي فكرة خيالية غير قابلة للتطبيق، إن الناس بشكل عام غير مؤهلين لاتخاذ قرار بشأن القوانين والسياسات المعقدة. إن السياسات والقوانين في الغرب ليست مصنوعة من قبل ناس عاديين. ولقد كان الاستفتاء فقط عبارة عن تصويت إما إلى “ترك” أو “البقاء” في الاتحاد الأوروبي. حيث لم يكن ولا يمكن أن يستشار الناس حتى في أبسط القرارات: الشروط التي في البقاء أو التي في المغادرة.

 

لقد فشلت النصرانية في الغرب في صراعها مع الإلحاد، ويقع على عاتق المسلمين الآن فضح الواقع الحقيقي للحرية والديمقراطية. مثل أي شيء مصنّع، فإن الإنسان لا يستطيع ابتكار نظامه الخاص، حتى الملحدون الماديون لا يدعون أن الإنسان خلق نفسه. إن الإنسان لا يمكنه أن يؤدي دوره بشكل صحيح إلا إذا اتبع نظام خالقه الذي أنزله له. يجب على المسلمين إظهار هذا عملياً من خلال إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة وإعادة بناء الحضارة العالمية استناداً إلى عبادة الخالق.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

فائق نجاح

2016_07_19_TLK_2_OK.pdf