Take a fresh look at your lifestyle.

حرب فكرية بالتزامن مع الحروب العسكرية

 

حرب فكرية بالتزامن مع الحروب العسكرية

 

 

 

الخبر:

 

في مقالة للكاتب د. عبد الرحمن الحبيب على صفحة الجزيرة نت تحت عنوان “خلافة على منهاج مكيافيلي” اعتبر أن الـ”خلافة على منهاج النبوة” شعار محرك لأغلب حركات الإسلام السياسي ونظرياتها السياسية التي تختلف باختلاف تلك الحركات، السلمي منها والعنيف، ثم تساءل: “هل هي نظرية دينية مقدسة، أم دنيوية اجتهادية للبشر، أم وسط بين هذا وذاك أي بالاستناد على تراث إسلامي؟”

 

التعليق:

 

لقد خلص الكاتب في نهاية المقال إلى أن ظهور مصطلح «الخلافة» كمفهوم سياسي كان كرد فعل على حالة مضطربة (زوال الخلافة العثمانية)، وأنه ليس مصطلحاً أصيلاً في التشريع الإسلامي، أي أنه مصطلح دنيوي خاضع للاجتهاد والتغيير.

 

إن ما بين تساؤل الكاتب والنتيجة التي توصل إليها في نهاية المقال، اشتمل المقال على اقتباسات لباحثين استهوته أقوالهم وبنى عليها رأيه، مع أن الأمانة تقتضي منه الرجوع إلى أدبيات ومفاهيم من ينادون ويعملون لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، ليكون لبحثه وأقواله مصداقية تحسب له.

 

ليس الكاتب هو الأول ولن يكون الأخير ممن يقذف بسهامه ويحاول أن يُلبس على الأمة الإسلامية فكرة الخلافة سعيا منهم لمحاولة تيئيس المسلمين وتنفيرهم من مطلبهم ومشروعهم الحضاري المنبثق عن عقيدتهم وهويتهم الإسلامية.

 

أنكروا مفهوم الخلافة لينكروا وجوبها، ولكن أنى لهم ذلك ففكرة الخلافة ليست وليدة اليوم وإنما صارت متجذرة في أعماق الأمة وهذا ما أثبتته الثورات في الأعوام الأخيرة وأرعبت الغرب الكافر وأذنابه، فقد أدركوا أن المنافس لنظامهم الرأسمالي أقوى من أن يقهر بالسلاح العسكري فجندوا له جندا ظنوا أنهم سلحوه بالسلاح الفكري، وفاتهم أن لا سلاح أقوى من سلاح الفكر الإسلامي.

 

إذن، هي حرب معلنة على الخلافة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الفتاكة واستنفر لها باحثون وكُتّاب وعلماء باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل، وفتح الإعلام المسيس لهم أجهزته ليروجوا بضاعتهم، هم يعرفون الحق كما يعرفون أنفسهم لكنهم يتجاهلون بل ويتعامون عن رؤية النور والحق ويفضلون السير في الظلام الدامس رغم كل ما فيه من عقبات وحواجز يتعثرون بها فتوقعهم وتدميهم.

 

إن الخلافة فريضة أوجبها الشرع وأدلتها مستفيضة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، وهي ليست من اختراع الصحابة ولا هي مرحلة تاريخية وانتهت، بل إنها امتداد للدولة التي أقامها الرسول eفي المدينة فهو آخر الأنبياء لقوله: «وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر» فخلفه فيها أبو بكر الصديق ثم من تعاقب بعده من الخلفاء أكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان إلى أن أُسقطت الخلافة العثمانية، وغيضت فكرة الخلافة وحاولوا استمرارية طمسها وطمرها إلا أن وعد الله الذي اقترب لا بد أن يتحقق وها هي مبشرات ظهورها قد لاحت في الأفق بإذن الله.

 

فتعسا لهم وأضل أعمالهم فمهما أوقدوا من نار للحرب أطفأها الله، إلى أن يمهد الله أفئدة من أهل القوة تعطي النصرة لأصحاب المشروع الحضاري ليجسدوا الدولة الإسلامية – الخلافة الراشدة على منهاج النبوة – وتكون حقيقة واقعة ينعم فيها أهل الأرض جميعا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أختكم: راضية عبد الله

2016_07_21_TLK_2_OK.pdf