Take a fresh look at your lifestyle.

الأمطار والخسائر وإهمال الدولة السودانية

 

الأمطار والخسائر وإهمال الدولة السودانية

 

 

 

الخبر:

 

أعلن وزير الداخلية السوداني أمام البرلمان، أن الأمطار تسببت في خسائر في 13 ولاية من أصل 18 ولاية، وأدت إلى وفاة (76) شخصاً، وانهيار مئات المنازل. وقال محمدين أبو القاسم المتحدث باسم الدفاع المدني: (غمر فيضان نهر القاش الموسمي عشرات القرى في ولاية كسلا، وأدى إلى انقطاعها عن العالم).

 

وأعلن الهلال الأحمر السوداني، حسب سكاي نيوز العالمية، أن عدد المتأثرين من الأمطار التي تعرضت لها البلاد منذ منتصف تموز/يوليو الماضي بلغ نحو 60350 شخصاً.

 

وتداول نشطاء صوراً لشوارع الخرطوم وقد اختفت معالمها جراء سوء قنوات التصريف، وكذلك صالة المغادرة بمطار الخرطوم الدولي، التي تحولت إلى بركة مياه.

 

وكانت وزارة الداخلية السودانية قد أصدرت في وقت سابق إحصاءات، كشفت عن أن الفيضانات دمرت نحو 3206 منزلاً، وخلفت أضراراً مادية بأكثر من 3048 منزل في ولاية كسلا.

 

التعليق:

 

مع أن المولى سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ﴾، إلا أن المياه في السودان قد أصبحت بفضل سوء الرعاية مصدراً للموت العاجل، بالغرق أو الهدم، أو الموت الآجل بالحشرات كالعقارب، أو الأمراض والأوبئة، وهذا المشهد الذي ذكرناه آنفاً يتكرر بشكل دوري كلما زاد معدل هطول الأمطار في السودان، أو فاض النيل، ولكن لا حياة لمن تنادي. لكن المستغرب حقاً، والمعيب فعلاً أن السودان فيه أكثر من 130 مليون فدان، أرض صالحة للزراعة، ومسطحة تماماً، وخالية من أي معيقات، وتهطل فيه أمطار بمعدل أكثر من 600 مليون متر مكعب من المياه، وفيه أطول أنهار العالم، ومع كل هذه الخيرات يصنف السودان ضمن الدول الأكثر فقراً في العالم! فبدلاً من أن تصير الأمطار، وفيضان الأنهار وبالاً على الناس، يمكن أن تكون مصدر خير وبركة، وينتفع بها الناس.

 

إن الذي وصف السودان بأنه سلة غذاء العالم، كان صادقاً ومحقاً في وصفه، فهذا الكم الهائل من الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة، والمياه الوافرة، يمكن أن تكون غذاء لكل سكان البلاد العربية التي تجاور السودان. ولكن غياب الإحساس بواجب الرعاية الذي فرضه المولى سبحانه من فوق سبع سماوات، وعلى لسان رسوله الكريم r القائل: «الإمامُ راع، ومسؤول عن رعيته»، غياب هذه المسؤولية والرعاية هي التي بدلت نعمة الله، وأحل القوم البوار والمآسي. ولنا في عهد عمر بن عبد العزيز أسوة، فقد جمع المال من أغنياء بني أمية، ومن الذين كسبوه بطريق غير مشروع، وحفر به القنوات، وأقرض بعض المزارعين، ومنح العاجزين منهم، فكانت النتيجة القضاء على الفقر حيث لم يعد هناك من يستحق الزكاة، فنثروا الحبوب للطير على قمم الجبال بأمر منه، فصارت مقولته المشهورة: “كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين” تشهد له إلى يوم القيامة.

 

فما أحوجنا إلى عمر، اللهم أكرمنا بمثله واجعلنا من العاملين لتحقيق ذلك.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير

 

المهندس/ حسب الله النور سليمان

2016_08_13_TLK_2_OK.pdf