Take a fresh look at your lifestyle.

هل تنشئ الصين “ناتو خاص بآسيا الوسطى”؟ (مترجم)

 

هل تنشئ الصين “ناتو خاص بآسيا الوسطى”؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

عقد اجتماع في 10 آب/أغسطس عام 2016 في مدينة أورومتشي بمنطقة شينجيانغ الإيغورية ذاتية الحكم في الصين، بمشاركة قادة القوات المسلحة لطاجيكستان والصين وباكستان وأفغانستان، حيث تقرر بناء تحالف مكافحة الإرهاب لمكافحة ما يسمى “الإرهاب” وضمان الاستقرار في المنطقة. وقد عقد الاجتماع تحت إشراف رئيس هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصيني، الكولونيل العام فانغ فنغهواي.

 

التعليق:

 

بدأ التحالف من الجانب الصيني، ولكن بداية بناء التحالف كانت قد تمت في بداية هذا العام.

 

يذكر أنه في 28 و29 شباط/فبراير من هذا العام، قام القادة العسكريون من الصين وباكستان فانغ فنغهواي ورحيل شريف بزيارة رسمية إلى طاجيكستان وخلال الزيارة عقدت سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين من طاجيكستان رفيعي المستوى، بما في ذلك الرئيس إمام علي رحمان، مع عدم الإعلان عن إنشاء التحالف. ثم في 02 آذار/مارس 2016 زار فانغ فنغهواي أفغانستان، والتقى مع الرئيس أشرف غاني. وخلال الاجتماع قال فانغ فنغهواي إن الصين ستقدم 72 مليون دولار لأفغانستان كمساعدة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وأكد الجنرال الصيني حينها على أهمية التعاون بين الأجهزة الخاصة في طاجيكستان وأفغانستان والصين وباكستان.

 

وتجدر الإشارة إلى أن إنشاء التحالف العسكري بقيادة الصين، هو اقتصادي في طبيعته، وهو، في واقع الأمر لحماية الاستثمارات الصينية في هذه البلدان، وليس أكثر من ذلك. على الرغم من أن وسائل الإعلام الدولية تعلق على هذه الأحداث بعناوين رئيسية تزعم فيها أن الصين تنشئ “ناتو آسيا الوسطى”، لكن عند دراسة الحدث بالتفاصيل، يتضح أنه لا يتوافق تمامًا مع الواقع.

 

وهكذا، في 13 آذار/مارس 2016 ذكرت وكالة “صحافة خامة” (Khaama Press) نقلا عن (تلفزيون إن دي تي في) أن الصين تخطط لنشر قوات في باكستان لحماية “الممر الاقتصادي” الذي يبلغ طوله 3000 كم بين الصين وباكستان الذي يربط ميناء جوادر في بلوشستان مع منطقة شينجيانغ الإيغورية ذاتية الحكم في الصين. وعلاوة على ذلك، قال زامير كابولوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان، إنه ناقش في موسكو مع دنغ سيتسوزين، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الصينية في أفغانستان، ناقش الزيارة الأخيرة للجنرال الصيني في 15 آذار/مارس من هذا العام في كابول، وخلال المفاوضات أثيرت أسئلة حول القضايا الاقتصادية في ضوء حقيقة أن الصين تستثمر في مشاريع مختلفة في أفغانستان. وقال “لقد اتفقنا على النظر في إمكانية المساهمة المشتركة في بعض المشاريع المشتركة في أفغانستان، ولكن، من دون تفاصيل”.

 

وأيضًا حقيقة أن روسيا لا تعطي اهتماماً خاصاً للحدث يشير إلى أن إنشاء التحالف لا يسعى لأهداف سياسية خطيرة، بل يهدف في المقام الأول إلى الأهداف الاقتصادية. إن طاجيكستان في مجال النفوذ والاستراتيجية لمصالح روسيا وإذا كان هذا التحالف له أهداف جيوسياسية فستقوم روسيا باتخاذ إجراء ضده.

 

لذلك، إذا أخذنا في الاعتبار واقع المنطقة، يتطلب الوضع من الصين حماية استثماراتها، وبالتالي أنشأت الصين مثل هذا التحالف تحت هذا الشعار من أجل حماية استثماراتها. تستخدم الصين الأنظمة المستبدة في المنطقة، وتتلقى ضمانات سلامة لاستثماراتهم في مقابل الحصول على مساعدات عسكرية في أي لحظة، عندما تشكل الشعوب المظلومة خطراً على حكام المنطقة.

 

وهكذا، فإن الإعلان الصارخ بأن طبيعة هذا التحالف العسكري هو لمكافحة الإرهاب غير صحيحة، وتخدم الرابطة الجديدة المشتركة بين الدول كأداة لحماية المصالح الاقتصادية للصين فقط.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمر فارسي

 

 

 

 

من إعداد وحدة الإنتاج الفني في المناطقة الناطقة بالروسية
التابعة للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

2016_08_22_TLK_1_OK.pdf