Take a fresh look at your lifestyle.

مات كريموف فاستراح منه العباد والبلاد والشجر والدواب

 

 

مات كريموف فاستراح منه العباد والبلاد والشجر والدواب

 

 

الخبر:

 

أعلن عن موت كريموف المجرم رئيس أوزبيكستان، عليه من الله ما يستحق، يوم الجمعة الموافق 2016/09/02، إثر نزيف في المخ.

 

التعليق:

 

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ». رواه البخاري ومسلم ومالك وأحمد والنسائي والبيهقي في السنن الكبرى وشعب الإيمان.

 

قال أبو الوليد الباجي في “المنتقى شرح الموطأ” قَوْلُهُ ﷺ لَمَّا رَأَى الْجِنَازَةَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ»، يُرِيدُ أَنَّ مَنْ تُوُفِّيَ مِنْ النَّاسِ عَلَى ضَرْبَيْنِ: ضَرْبٌ يَسْتَرِيحُ، وَضَرْبٌ يُسْتَرَاحُ مِنْهُ؛ فَسَأَلُوهُ عَنْ تَفْسِيرِ مُرَادِهِ بِذَلِكَ، فَأَخْبَرَ أَنَّ الْمُسْتَرِيحَ هُوَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَصِيرُ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَمَا أَعَدَّ لَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَالنِّعْمَةِ، وَيَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَتَعَبِهَا وَأَذَاهَا. وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ هُوَ الْعَبْدُ الْفَاجِرُ، فَإِنَّهُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَذَاهُ لِلْعِبَادِ بِظُلْمِهِمْ، وَأَذَاهُ لِلْأَرْضِ وَالشَّجَرِ بِغَصْبِهَا مِنْ حَقِّهَا وَصَرْفِهَا إِلَى غَيْرِ وَجْهِهَا، وَإِتْعَابِ الدَّوَابِّ بِمَا لَا يَجُوزُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ فَهَذَا مُسْتَرَاحٌ مِنْهُ.

 

وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ مَعْنَى يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ أَنَّهُمْ يَسْتَرِيحُونَ مِمَّا يَأْتِي بِهِ مِنْ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ أَنْكَرُوا عَلَيْهِ نَالَهُمْ أَذَاهُ، وَإِنْ تَرَكُوهُ أَثِمُوا؛ وَاسْتِرَاحَةُ الْبِلَادِ أَنَّهُ بِمَا يَأْتِي مِنْ الْمَعَاصِي تَخْرُبُ الْأَرْضُ فَيَهْلِكُ لِذَلِكَ الْحَرْثُ وَالنَّسْلُ.

 

وفي صحيح مسلم بشرح النووي مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ الْمَوْتَى قِسْمَانِ: مُسْتَرِيح وَمُسْتَرَاح مِنْهُ، وَنَصَب الدُّنْيَا: تَعَبهَا. وَأَمَّا اِسْتِرَاحَة الْعِبَاد مِنْ الْفَاجِر مَعْنَاهُ: اِنْدِفَاع أَذَاهُ عَنْهُمْ، وَأَذَاهُ يَكُون مِنْ وُجُوه مِنْهَا: ظُلْمه لَهُمْ، وَمِنْهَا اِرْتِكَابه لِلْمُنْكَرَاتِ فَإِنْ أَنْكَرُوهَا قَاسُوا مَشَقَّة مِنْ ذَلِكَ، وَرُبَّمَا نَالَهُمْ ضَرَره، وَإِنْ سَكَتُوا عَنْهُ أَثِمُوا. وَاسْتِرَاحَة الدَّوَابّ مِنْهُ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُؤْذِيهَا وَيَضُرّ بِهَا وَيُحَمِّلهَا مَا لَا تُطِيقهُ، وَيُجِيعهَا فِي بَعْض الْأَوْقَات وَغَيْر ذَلِكَ. وَاسْتِرَاحَة الْبِلَاد وَالشَّجَر، فَقِيلَ: لِأَنَّهَا تُمْنَع الْقَطْر بِمُصِيبَتِهِ، قَالَهُ الدَّاوُدِيُّ. وَقَالَ الْبَاجِيّ: لِأَنَّهُ يَغْصِبهَا وَيَمْنَعهَا حَقّهَا مِنْ الشُّرْب وَغَيْره.

 

وها هو اليهودي المجرم كريموف طاغية أوزبيكستان قد مات وذهب إلى جهنم وبئس المصير، واستراح منه العباد الذين ظلمهم وسجنهم ونكل بهم، وحكمهم بالكفر… واستراحت منه البلاد التي استأثر بخيراتها هو وعائلته وزبانيته، وأسلم مقدراتها وثرواتها للكفار المستعمرين. واستراحت منه الشجر التي أماتها، والدواب التي أجاعها؛ بإفقار أصحابها…

 

فهل سيرعوي الظلمة المجرمون، من موته وكفى بالموت واعظا، أم سيستمرون في ظلمهم للعباد والبلاد، ويستمر المسلمون واللاعنون في لعنهم والدعاء عليهم حتى يهلكوا وهم على ظلمهم وجبروتهم، فيستريح لموتهم العباد والبلاد والشجر والدواب، بدل أن يستريحوا هم من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله؟!

 

قال رب العزة تبارك وتعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد عبد الملك

 

 

2016_09_05_TLK_3_OK.pdf