Take a fresh look at your lifestyle.

بنغلادش بين ثورة الأمة وثارات حسينة واجد

 

بنغلادش بين ثورة الأمة وثارات حسينة واجد

 

 

 

الخبر:

 

نفذت حكومة بنغلادش حكم الإعدام شنقا يوم السبت غرة الشهر الحرام الموافق 2016/9/3 في الشيخ مير قاسم علي، عضو المجلس التنفيذي المركزي للجماعة الإسلامية في بنغلادش بعد إدانته بجرائم حرب (خطف وقتل مقاتل في حرب الاستقلال عام 1971). وقد سبق إعدام مير قاسم علي إعدام عدد من قادة الجماعة الإسلامية في بنغلادش – رحمهم الله جميعا: الشيخ مطيع الرحمن نظامي، والشيخ عبد القادر ملا، والشيخ محمد قمر الزمان، والشيخ محمد عبد السبحان، والشيخ علي أحسن مجاهد.

 

التعليق:

 

أسست رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد محكمة جرائم الحرب الدولية في بنغلادش عام 2010، للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت أثناء حرب الانفصال عن باكستان عام 1971م، وقد نددت هيئات دولية ومحلية بأعمال هذه المحكمة المزعومة ونوعية القضايا التي تنظر فيها، ومنافاتها لمبدأ المحاكمة العادلة. كما أدان أحكام الإعدام بحق الشيخ نظامي والشيخ ملا كلٌّ من هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وغيرهما من الهيئات التي بينت أن المحاكمات صورية والحكم سياسي صرف، وأن المحكمة تستهدف خصوم حكومة الشيخة حسينة واجد، وهي أداة للثأر من معارضيها ومعارضي حزب عوامي العلماني المتطرف.

 

إن هذه المحكمة لا تعدو كونها فرصة لنصب مشانق لخصوم سياسيين وشركاء الأمس في لعبتهم الديمقراطية المزعومة، من أجل التفرد بالحكم. كان الأولى بمحكمة جرائم حرب الاستقلال هذه أن تبحث في الجريمة الحقيقية وهي الحرب الدموية من أجل الاستقلال الزائف وفصل بنغلادش المسلمة عن باكستان المسلمة وجعلها طعما سائغاً للهند وحكامها الهندوس. غضت حسينة الطرف عن جرائم نظام والدها مجيب الرحمن (المدعوم من الهند) ضد المسلمين الرافضين للانفصال ووصفت من عارض الانفصال بأنه عدو لأهل بنغلادش لا بد من ملاحقته والقصاص منه. كيف لحسينة أن تدعي أنها تقطع ذيول حرب الاستقلال عام 1971م بينما تسعى لتركيع 150 مليون شخص في بنغلادش وجعل البلاد والعباد تابعين للهند وأمريكا، تسخر لهم البلاد وتقدم العلماء والأحزاب الإسلامية وزعماء الحركات الإسلامية قربانا ليرضوا عنها؟!

 

لقد لاحق حكم الشيخة حسينة واجد شبح الثأر من قتلة والدها مجيب الرحمن وأفراد أسرتها وتصفية حسابات شخصية وعائلية مع خصومها السياسيين، نشرت في البلاد هاجس الدولة العميقة وخطر ذيول حرب الاستقلال واتخذت من هذا ذريعة للقضاء على زعماء الجماعة الإسلامية. والمفارقة أن مجيب الرحمن نفسه أقر في اتفاقية عام 1974م التي وقعها مع باكستان بمشاركة هندية عدم ملاحقة المتورطين في أحداث 1971م؛ “رئيس وزراء بنغلادش أعلن فيما يتعلق بالفظائع والدمار الذي ارتكب في بنغلادش 1971م أنه يريد من الناس أن تنسى الماضي، وتبدأ بداية جديدة، مشيرا إلى أن شعب بنغلادش يعرف كيف يسامح”. (الجزيرة 2016/5/15).

 

لقد جاوز ظلم حسينة المدى، ركنت للدعم الدولي والمنظومة الدولية الظالمة واغترت بصبر أمة الإسلام عليها وتناست أن الله يمهل ولا يهمل. وسيخلد التاريخ في صفحاته السوداء اسم حسينة واجد قاتلة العلماء وعدوة حملة الدعوة كما خلد اسم بني إسرائيل قتلة الأنبياء. وما سلسلة الإعدامات إلا إمعان في إظهار العداء للإسلام وأهله وتحدٍّ لإرادة الأمة بأسرها.

 

متى يثور الناس على حسينة فيلفظوا حزب عوامي العلماني المفسد لفظ النواة ويستردوا منهم سلطانهم المسلوب وكرامتهم المهدرة؟ متى تتنبه الحركات الإسلامية العاملة في بنغلادش أن هذا النظام فاسد جملة وتفصيلا ولا بد من مراجعة مبدئية بدلا من السعي للمشاركة في إصلاحات ترقيعية لا تبدد عتمة هذا الظلام بل تؤدي لمزيد من التخبط وتمكن للمفسدين وتضفي عليهم الشرعية؟! ألا نرى في ما قد سلف عبرة وحافزاً لمراجعة كلية لا تقبل بالترقيع وأنصاف الحلول والسكوت على حسينة وأشكالها بل تطبق الإسلام كاملا ولا ترضى بحكم الطواغيت والعملاء؟

 

لا بد للحركات الإسلامية في بنغلادش أن تدرك أن مجرد مشاركتها في المسرحية الديمقراطية (أو مجرد الرغبة في المشاركة) يعني أنها شريكة لهذه الأنظمة الدموية الظالمة، وستجد نفسها لا محالة بين فكي الكماشة. ولن يطفئ النار التي تؤججها حسينة واجد وينهي ثاراتها سوى ثورة الأمة على هذا النظام العلماني الذي يحادد الله ورسوله ولا يخاف فيهم إلا ولا ذمة. وما ذلك على الله بعزيز.

 

﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ

 

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هدى محمد (أم يحيى)

2016_09_07_TLK_2_OK.pdf