Take a fresh look at your lifestyle.

فيسبوك يهدد… وكيان يهود يتوعد

 

فيسبوك يهدد… وكيان يهود يتوعد

 

 

 

الخبر:

 

التقى وزير الأمن الداخلي في كيان يهود جلعاد إردان، ووزيرة العدل أييلت شاكيد، بمسؤولين كبار في فيسبوك يقومون حاليا بزيارة إلى تل أبيب للتباحث في وقف ما يزعمون أنه استخدام الشبكة “للتحريض على الإرهاب”. وتوصلوا إلى الاتفاق على توطيد العلاقات بين كيان يهود وشبكة فيسبوك من أجل شطب المضامين التحريضية.

 

التعليق:

من عالم افتراضي إلى أرض الواقع، هكذا أصبحت ثورة الاتصالات الحديثة والتي يقودها موقع التواصل الإلكتروني فيسبوك والذي يلعب دورا كبيرا في تشكيل الرأي العام وتحريك الشعوب، بعد أن أصبح مؤخرا أداة سياسية للتغيير ومساهما أساسيا في قيام الثورات في العالم العربي. فقد تحول الفيسبوك إلى وسيلة للتواصل السياسي بين الناس، واستثمار قدرات وطاقات الفئة الشبابية خاصة للتعبير عن آرائهم المختلفة وعرض مشاكلهم المتنوعة والتي تجتمع على قضية واحدة وهي “التغيير”.

 

وبعيدا عن الأهداف الأصلية لإنشائه، فقد ساهم الفيسبوك مساهمة فعالة في التحركات الشعبية للناس عبر العالم، وفي العالم العربي تحديدا، وتحويل احتجاجات الناس من الفردية والضيقة، إلى تنظيمات ميدانية قوية وفاعلة.

 

وقد أثبتت التجربة في تونس ومصر وسوريا، فعالية هذا الموقع في تجييش الناس فكريا وميدانيا وحشد أعداد كبيرة للمشاركة بالمظاهرات، وإيجاد تفاعل مميز بين الشعوب الثائرة، وفضح الأنظمة الحاكمة من خلال توثيق انتهاكاتها بالصور والفيديو ضد المتظاهرين، وتحولت في كثير من الأحيان إلى مصدر للمعلومات والأخبار لدى كثير من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية.

 

وهذا ما جعل الحكومات في العالم العربي تحسب لمواقع التواصل وأبرزها “الفيسبوك” حسابا كبيراً وتراقبه عن كثب في محاولة للتخفيف من حدة تأثيره لأنه تحول إلى عنصر ضغط كبير عليها، وأصبح كالمجهر الذي يراقب أي شكل من أشكال الفساد والاستبداد… وهذا ما يفسر التهديدات المتكررة بحظره أو اعتماد خاصية الحجب أحيانا أو شن الحملات الفيسبوكية المنظمة بمسح الصفحات الكبرى والمؤثرة والمنشورات التي تمثل خطرا حقيقيا للحكومات وحسابات الناشطين السياسيين والإعلاميين. من ذلك تعطيل صفحات حزب التحرير الرسمية على الفيسبوك وموقع أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أكثر من مرة، وتعطيل حسابات حملة الدعوة والناطقين الرسميين للحزب وخرق خاصيات الموقع أو منع صاحبها من النشر والتعليق كعقاب له.

 

ولأن شعوب العالم العربي قد تبنت قضية التغيير، وأصبح العمل السياسي على أساس الإسلام قويا ومؤثرا، فقد خرج مطلب التغيير من قضية وطنية ضيقة إلى مشروع أمة، تريد استئناف العيش بالإسلام وإقامة كيان سياسي يطبقه ويحرسه ويحمله إلى العالم، وعرض الإسلام كنقيض فكري وبديل حضاري عالمي يهدد كل الأنظمة العربية والغربية ويعمل على إزالتها، فقد لعب الفيسبوك في نشر هذا الوعي العام لدى الناس، من خلال المنشورات والصفحات الداعمة لهذا التيار الإسلامي الممتد عبر العالم. والذي يعبر عنه قادة العالم بـ(الإرهاب)… فالمسألة إذاً تجاوزت تهديد الحكومات العربية الهشة وبيان فساد القائمين عليها، بل وصلت إلى تهديد الأنظمة العالمية ومحاربتها والعمل على إزالتها من الوجود.

 

من هنا، كانت دولة يهود سباقة في أخذ الإجراءات اللازمة للحد من خطورة هذا “الغول الإلكتروني” الذي يهددها فعليا، وهنا يتجلى الأمر واضحا أن “التحريضات الإرهابية” المقصود منها، هو الفكر الإسلامي الذي يشتغل بالسياسة، ويدعو لاستئناف الحياة الإسلامية ويناقض كل الأنظمة الأخرى.

 

كما يتبين أن “فيسبوك” كموقع تواصل يخضع إلى الإرادة السياسية المتنفذة في العالم، وإدارته تخدم مصالح هذه السياسة المتنفذة، ومتى أصبح الخطر محدقا بها فلن تتوانى إدارة الفيسبوك في ممارسة “البلطجة الإلكترونية” ومناقضة فكرة الحريات الكاذبة التي تتبناها.

 

يبقى الفيسبوك وسيلة سياسية للتغيير، لكنه ليس سببا فيه، وإن حظروه ومنعوه، فإن إرادة الأمة أقوى وأعتى، والعمل الأساسي للتغيير هو بين الناس ومعهم، ميدانيا، على أرض الواقع، فلو بقي كل الناس على الفيسبوك لما قامت الثورات ولما خرجت المسيرات والمظاهرات. فالمسلمون يعادون كيان يهود وأنظمة الكفر، وإرادتهم في التغيير نابعة من إيمانهم بضرورة الحكم بما أنزل الله وحبهم للإسلام ولشرع ربهم.

 

ولتعلم إدارة الفيسبوك، أن فكر الإسلام عظيم، لا يعجزه حظر ولا حجب ولا مسح، إن حاربوه اشتد وإذا تركوه امتد، والله بالمرصاد لمن يصد وهو غني عمن يرتد وبأسه عن المجرمين لا يرد، وإن كان العدو قد أعد فإن الله لا يعجزه أحد.

 

قال تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسرين بوظافري

2016_09_15_TLK_2_OK.pdf