Take a fresh look at your lifestyle.

انتهاء مناسك الحج

 

انتهاء مناسك الحج

 

 

 

الخبر:

 

تنتهي مناسكُ الحج هذا اليومَ الخميسَ الثالثَ عشر من ذي الحجة 1437هجرية، الموافقَ الخامسَ عشَر من أيلول/سبتمبر 2016 ميلادية.

 

التعليق:

 

تنتهي اليومَ مناسك الحج لهذا العام، ويعود الحجيجُ إلى ديارهم مع ما غنموا من أجر وثواب ودرجاتٍ عند الله تعالى، فحسبُ كلِّ حاج لم يفسُق ولم يرفُث أن يعودَ كيوم ولدته أمه، فهنيئاً لإخوتنا الحجاج حجّهم، سائلين الله تعالى أن يجعلَه مبروراً، وأن يعفوَ عنهم وعن أمةِ الإسلام، فيرفعَ عنها ما بها من ابتلاءات.

 

لكنّ الحجّ في غياب دولة الخلافةِ الراشدة على منهاج النبوة يفتقدُ معاني كثيرةً حرص الإسلامُ على تعزيزها، فما إن يغادر الحجاج أرض الحجاز حتى تقف في وجههم حدودٌ مصطنَعةٌ فرضها عليهم الكافر المستعمر، لم يقم الحجاجُ والمسلمون من ورائهم بإزالتها لإعادة أمة الإسلام أمةً واحدةً من دون الناس كما شرعَ ذلك رسولُ الله eفي خطبة حجة الوداع بقوله: «أيها الناس؛ إنما المؤمنون إخوة».

 

يعود الحجيجُ إلى ديارهم ويستمر حكام بلادهم في أكل أموالهم بغير طيب نفس منهم، مخالفين بذلك وصية رسول الله eفي حجة الوداع التي قال فيها: «ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه» فيأخذ الحكام أموال المسلمين مرة باسم الضرائب وأخرى باسم المكوس…

 

وفي أثناء وجود الحجيجِ في مناسكهم، وقبلها وبعدها، يستمر سيل دماء المسلمين في الجريان، ويستمر انتهاك حرمات المسلمين في مناطق كثيرة في العالم، كسوريا واليمن وليبيا والعراق وغيرها، مخالفين بذلك وصية رسول الله eفي حجة الوداع: «أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» ويستمر حكامُ المسلمين في تحالفهم مع دول الكفر فيقتلون المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً، لا يرعون في مسلم إلاًّ ولا ذمة، وتستمر دول الكفر في قتل المسلمين بحجة وبغير حجة، وحكام المسلمين لا يعنيهم أمر المسلمين… فإلى متى أيها المسلمون؟!

 

إلى متى أيها المسلمون يقتل المسلم أخاه المسلم، ورسول الله eقال في حجة الوداع: «فلا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت… اللهم فاشهد»… فهل يعود المسلمون ليتمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه eحتى لا يضلوا؟

 

أيها المسلمون: إن الحجّ في كل عام يذكّر المسلمين بواقعهم، والحدود التي رسمت بين بلادهم، ويذكّرهم بوجوب وحدتهم تحت راية خليفة واحد يقيم شرع الله تعالى فيهم، ويحمي بيضة المسلمين، ويحمل الإسلام رسالة نور وهدى للعالم… فإلى ذلك أدعوكم أيها المسلمون، وإلى شرف الدنيا والآخرة أناديكم أيها المسلمون، انفضوا عن كواهلكم غبار الدنيا ومتاعها الزائل، واخلعوا من رقابكم كل ولاء إلا الولاء لله ورسوله والمؤمنين، وارفضوا كل المفاهيم التي يغزوكم بها عدوكم، فهي أخطر عليكم من الغزو العسكري… حسبُكم مفهوم وحدة المسلمين وكونهم أمة واحدة من دون الناس كما رأيتم في الحج…

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خليفة محمد – الأردن

2016_09_15_TLK_3_OK.pdf