Take a fresh look at your lifestyle.

درس عميق نتعلمه من زلزال تنزانيا (مترجم)

 

درس عميق نتعلمه من زلزال تنزانيا

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

تحدثت وسائل إعلام محلية وأخرى دولية وعلى نطاق واسع عن وقوع زلزال ضرب شمال غرب تنزانيا بعد ظهر يوم السبت العاشر من أيلول/سبتمبر، 2016.

 

التعليق:

 

ليس الزلزال بالحدث الجديد في منطقة بحيرة فكتوريا، فقد سجلت تاريخيا هزات وقعت في الأعوام 1945، 1947، 1960، 1952، 1994، تسببت ببعض الأضرار القليلة. إلا أنه ووفقا لخبير هيئة المسح الجيولوجي في تنزانيا، فقد كان زلزال الأسبوع الماضي الأكثر تركيزا من أي وقت مضى تعرضت له البلاد سابقا.

 

لقد بلغت قوة هذا الزلزال 5.7 درجة على مقياس ريختر، وقد شعر السكان بالزلزال على بعد 40 كم في مناطق بعيدة مثل غرب كينيا وأجزاء من أوغندا، التي تشترك في مياه بحيرة فيكتوريا. وقد شعر السكان بالزلزال أيضاً في بوروندي ورواندا. وفي أوغندا، انهار أكثر من 100 منزل وقتل على الأقل 4 أشخاص وأصيب 7 آخرون بجروح في أنحاء البلاد.

 

على الرغم من أن تنزانيا تمتلك موارد ضخمة، إلا أنه وكما هو متوقع، فقد تمت المناشدة لجمع التبرعات والمساعدات الإنسانية من الأفراد والمؤسسات المحلية والدولية وكذلك من البلدان المانحة، لمواساة ضحايا واحدة من المناطق الأكثر فقراً في تنزانيا. إن أكثر من نصف المباني في المنطقة قد تم بناؤها من العصي والطين (غالباً الأعمدة الأساسية المغروزة بالأرض) و41.4% من المباني قد بنيت من الطوب المشكل من تجفيف الشمس. ومن الواضح أن الطبيعة الهشة للمباني قد تسببت في ارتفاع عدد القتلى.

 

إن الساسة الديمقراطيين سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة قد استفادوا من المأساة لتعزيز شعبيتهم وتسويق سياساتهم. إلا أنه من واجب أي شخص عاقل وخاصة السياسيين أن يفهموا الدرس من وراء هذا التكرار.

 

إن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل دليل واضح على عجز وضعف البشرية في جانبين: الجانب الأول هو أن الإنسان يمتلك معرفة ضئيلة ومحدودة، ويفتقر إلى معرفة الغيب الذي لا يعلمه إلا خالق الإنسان والكون. ورداً على سؤال ما إذا كانت المؤسسة قد أصدرت تنبيهاً على حدوث الزلزال، قال المسؤول من هيئة المسح الجيولوجي في تنزانيا إنه من المستحيل عادة للسلطات أن تصدر إنذاراً مبكراً، موضحاً أنه حتى الدول المتقدمة قد فشلت في القيام بذلك، ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.

 

ثانيا، الإنسان لا يستطيع أن يوقف أو يسيطر على حدوث أمر من عند الخالق ويتدخل ويفرض رغباته. فهو سبحانه المالك والمسيطر على كل المخلوقات وكل شيء يجري في ملكوته عز وجل بما في ذلك السماء والأرض والإنسان، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾.

 

من هذا السيناريو فإن العلمانيين سواء السياسيون أو المثقفون أو الناس العاديون إن فكروا بعمق فسوف يدركون أن وجهة النظر العلمانية في الحياة فاسدة. فكيف يعقل أن يخلصوا إلى الدفاع عن تهميش حكم الخالق لمخلوقاته الخاصة؟ إذا كان الخالق هو الوحيد الذي يعرف سر الغيب مثل وقوع الزلازل، تسونامي وغيرها، وهذا يعني أيضا أنه يعرف طبيعة كل المخلوقات بما في ذلك الإنسان، وبالتالي فهو سبحانه وتعالى الذي يعلم النظام السياسي الصحيح الذي يصلح لتنظيم ورعاية شئون الناس، وليس البشر أنفسهم كما تدعي الديمقراطية.

 

شيء مؤسف أن السياسيين الذين من المفترض أن يكونوا من ذوي الكفاءات العالية في التفكير وربط الأشياء بالواقع، هم فقط من يتسارعون بعد هذه المأساة لكسب شعبية سياسية وحشد المساعدات والعون الإنساني والتي في معظم الحالات في نهاية المطاف تصب في جيوب قلة من المنتفعين، وليس الضحايا.

 

لقد حان الوقت لهم ولأي شخص عاقل الانخراط في التفكير المستنير، وربط الأشياء مع الواقع وتسليم جميع الأمور لهدي الخالق سبحانه وتعالى.

 

﴿مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مسعود مسلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

2016_09_18_TLK_1_OK.pdf