بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الحياء شعبة من شعب الإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب أمور الإيمان”
حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال: حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان”.
هذا تصور مجمل للإيمان أراد أن يبينه لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، بدأ بشهادة لا إله إلا الله وانتهى بالحياء، فالحياء جزء من الإيمان، فهو خلق يمنع الإنسان من فعل الرذائل والقبائح، وهو من الأخلاق التي اتسم بها المسلمون الأوائل، كيف لا وهو خلق نبينا الكريم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً مِن العذراء في خدرها”، وهو خلق الصحابة رضوان الله عليهم، حيث تروي لنا أمّنا عائشة رضي الله عنها أن الملائكة كانت تستحي من عثمان رضي الله عنه.
أيها المسلمون:
عندما أصبح واقع المسلمين مريرا، بدأ هذا الخلق بالزوال شيئا فشيئا من حياتهم، حتى ساد ليل الوقاحة والصفاقة، وأصبح الوقح يسمى جريئا أو ذكيا. حتى أصبحنا نرى أناسا ينظرون بعيون لا تمت إلى أخلاق الدين بصلة، وهذا ليس عجيبا، إذ أن الحياء كخلق مبني على أفكار الإسلام، وأول هذه الأفكار لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولما حارب أعداء المسلمين وحكامهم هذه الأفكار اندثرت العفة والحياء من واقع الحياة إلا من رحم الله. ولن يعود هذا الخلق الرفيع حيّا- كما كان- في حياة الأمة إلا بعودة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” قولا وفعلا، قولا بالإيمان المطلق بها، وفعلاً بالتطبيق الكامل للأحكام التي انبثقت عنها، وهذا لا يكون إلا من خلال نظام الحكم بالإسلام، من خلال دولة الخلافة القادمة قريبا بإذن الله.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم