Take a fresh look at your lifestyle.

أفعال أمريكا وأقوالها توافق أفعال حزب إيران وتُكذّب أقواله

 

أفعال أمريكا وأقوالها توافق أفعال حزب إيران وتُكذّب أقواله

 

 

 

الخبر:

 

نقلت نيويورك تايمز عن وزير الخارجية الأمريكية كيري قوله في اجتماع مع بعض أطراف المعارضة السورية إن أمريكا لن تستهدف حزب الله في سوريا لأن الحزب “لا يعمل ضدها ولا يتآمر عليها”.

 

التعليق:

 

ظلت أبواق حزب إيران تُصدّع رؤوسنا بمشروع المقاومة والممانعة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، حتى إنهم أخيراً استخدموا الشعار نفسه للتغطية على جرائمهم في الشام.

 

الأسطوانة نفسها كانت قد استخدمت من قِبَلِ قادة القومية العربية والأنظمة الوطنية والمنظمات الفدائية لسنوات خلت، ثم ما لبثت تلك المقولات الكاذبة أن سقطت تحت مبررات أفعالها الخيانية المستسلمة لأمريكا والصهيونية.

 

انطلت شعارات حزب إيران كما انطلت شعارات مَنْ قبلَهم على الكثيرين الذين غيّبت عقولهم إلى درجة أن أعينهم ما عادت ترى الشمس في رابعة النهار!

 

كان يكفي أن يرى أولئك النفر كيف أن حزب إيران الذي يدعي العمل على تحرير فلسطين والقضاء على كيان يهود، وهو يكبر وينمو ويتسلح وعلى حدود فلسطين، دون أن تعمل أمريكا لمنعه أو وقفه أو القضاء عليه!

 

كان يكفي أن يرى أولئك حزب إيران وهو يتسلم القيادة الحقيقية في لبنان، في الوقت الذي يتحدث فيه عن مواجهة أمريكا والصهيونية، وتتحدث أمريكا عن (الإرهاب)، إلا أن خطوة أمريكية واحدة لم تُتَّخذ لمنع حزب إيران من الهيمنة على لبنان وقراره!

 

كان يكفي أن يرى أولئك الحدود والدول المفتوحة أمام تمدد حزب إيران في المنطقة لفرض واقع جديد فيها بينما تصطاد أمريكا بطائراتها كل من يشكل خطراً على سياساتها في طول بلاد المسلمين وعرضها!

 

كان يكفي أن يرى أولئك أن حزب إيران أعقب حربه مع كيان يهود بالإتيان بالقوات الدولية على الحدود كما فعل أسلافه من خونة القوميين والوطنيين ليتبع وجود تلك القوات مشاريع سلام واتفاقيات هزيلة!

 

كان يكفي أن يرى أولئك أن حزب إيران لا يوجد إلا في البلاد التي تسعى أمريكا لأخذها بالكلية أو تغيير المعادلات السياسية فيها، أو خلق وقائع جديدة تخدم سياساتها!

 

هذه بعض أفعال حزب إيران التي تُكذب مزاعمه وأقواله.

 

أما أفعال أمريكا التي تُصدّق أفعال حزب إيران وتُكذّب أقواله فهي كثيرة:

 

فلماذا لم تقم أمريكا باستهداف رجالات وقيادات والبنى التحتية لحزب إيران سواء في الخارج لو كان حزب إيران حقيقة هو رأس الحربة في مواجهة أمريكا؟!

 

ولماذا سمحت أمريكا للعراق وسوريا مثلاً أن تكون ممرا للسلاح والرجال الذين يأتون لحزب إيران في لبنان، مع أن تلك الدول تحت هيمنتها وتستطيع وقف تدفق السلاح على حزب إيران؟!

 

لماذا لم تضغط أمريكا على لبنان – الدولة والكيان – لإخراج حزب إيران من منظومة الدولة إذا كانت فعلا تعتبره معادياً لها وإرهابياً؟!

 

لماذا سمحت أمريكا لحزب إيران ومن معه بالتحرك عسكرياً والدخول في سوريا مع ما يعنيه وصول هذا الحزب إلى حدود سوريا مع كيان يهود، أي زيادة الخطر على كيان يهود لو كان زعم حزب إيران صادقاً!

 

وحتى لا يقول قائل ولكنكم تسكتون عن وضع بعض الأسماء على قوائم المطلوبين أو وضع حسابات البعض المالية تحت اليد، بل وحتى استهداف بعض الأفراد والقادة من قبل كيان يهود، فإن هذا يتناقض مع ما قلنا حول التعامل مع الحزب بوصفه حزباً، فهناك أفراد في كل التنظيمات يخرجون عن الخط لا بد من وضع حد لهم حتى تبقى الهيمنة موجودة، وقد حصل هذا حتى في منظمة التحرير الفلسطينية عبر السنوات الماضية، حيث تخلصوا من كثير من الأفراد ليصلوا بسلام إلى الاستسلام وتثبيت كيان يهود.

 

لم تتوافق أفعال أمريكا مع أفعال حزب إيران فقط، بل ها هي أقوال وزير خارجية أمريكا تؤكد أفعالها أيضاً ويعلنها بالفم الملآن أن حزب إيران “لا يعمل ضدها ولا يتآمر عليها”.

 

ومع كل هذه الحقائق إلا أنني أدرك أن هناك نفراً من الناس لن يروا أبداً ما لا يعجبهم أو ما لا يريدون، حتى لو كانت كالشمس في وسط النهار!!

 

وصدق الله العظيم: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس إسماعيل الوحواح (أبو أنس)

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا

2016_10_09_TLK_3_OK.pdf