إذا لم تلائم الحقائق النظرية، فلتغيّر الحقائق!!!
الخبر:
تناولت وسائل الإعلام خبرا مفاده أن الرئيس الفرنسي السابق والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية العام القادم نيكولا ساركوزي يعمل مع فريقه على صياغة مشروع قانون يمنع الحجاب في الأماكن العامة لتقديمه للبرلمان. هذا ما أكّده ساركوزي في حوار على راديو كلاسيك الفرنسي ولكن استدرك فريقه قوله بعد قليل على نفس الراديو بحجّة أن ساركوزي يقصد بتصريحه منع ارتداء البوركيني والحجاب في الجامعات والمؤسسات. (europe1 2016/10/05).
التعليق:
“لدينا هوية وطنية، نمط عيش في فرنسا، لا أريد أن يكون هناك في المسابح مواعيد للنساء وأخرى للرّجال، طبيبات للنساء وأطباء للرجال…”، “لباس الحجاب والبوركيني هي محاولات يستغلّها الإسلام السياسي بغرض تقويض الجمهورية”، “نلبس كما نريد في الفضاء الخاص وفي الشارع ولكن في مدارسنا وجامعاتنا لا أريد أن تُنعت كل من لا ترتدي الحجاب بالإصبع في العشر سنوات القادمة”، “نحن نحدّ من هوية الإرهابيين لنحمي حريتنا”. هذا بعض الكلام المتناقض الذي صرّح به ساركوزي في مقابلات تلفزيونية وإذاعيّة وأخرى في تدوينات له على تويتر في الأيام الماضية. بدأ ساركوزي المرشح لرئاسة 2017 حملته الانتخابية ليُكمل من حيث انتهى في عهده مستندا إلى توتّر المشهد السياسي ومعاداة الرأي العام للإسلام في فرنسا.
حظرت فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس عام 2004 والنقاب في الأماكن العامة عام 2010 بالرّغم من أن هذا يتعارض مع التشريعات الفرنسية (المادّة 10 من إعلان حقوق الإنسان والمواطنة لسنة 1789 وقانون 9 ديسمبر 1905 المؤسس للعلمانية والمادة 1 من الدستور الفرنسي لسنة 1958) والاتفاقيات الأوروبية (المادة 9 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والمادة 10 من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي) والاتفاقيات الدولية (المادّة 18 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والمادة 1 من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري). ضربت فرنسا كلّ هذه التشريعات عرض الحائط وربطت مسألة حظر الحجاب بتهديد الأمن العام وهذه من أكبر المهازل.
غريب أمر السياسيين في فرنسا، تركوا كلّ المشاكل الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد وانكبّوا على المرأة المسلمة يُلبسونها الحجاب ويمنّون عليها أنْ وهبوها حرّية ومن ثَمّ ينزعونها بقانون لأنّ لهم الحرّية!!! هذه هي حال المنهزم المفلس فكريا ينطبق عليهم قول أينشتاين “إذا لم تلائم الحقائق النظرية، فلتغيّر الحقائق”.
إنّ ساركوزي وأمثاله يتوجّسون خيفة وفي قلوبهم رهبة من هذا الدّين العظيم “الإسلام” الذي كلّما حاصروه انتشر وإذا ما أرادوا دحره انتصر تصديقا لقوله تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش