فرض الثقافة الغربية من خلال دروس الرقص في المدارس الباكستانية
(مترجم)
الخبر:
كتب مؤخرًا أحد النواب في حزب حركة الإنصاف الباكستانية (PTI) إلى نائب وزير التربية في السند يطالبه بوقف دروس الرقص في بعض مدارس الإناث الخاصة. بحسب جريدة الفجر الباكستانية (https://www.dawn.com/news/1288253).
كانت الطريقة التي تمت بها تغطية هذا الخبر محزنة، وليس ذلك بسبب نوع الخبر المذكور فحسب ولكن للكيفية التي جرت فيها لملمته تحت البساط. يُدَرَّس الرقص كمادة دراسية في المدارس الخاصة منذ 40 سنة خلت، وبخاصة في مدارس الإناث. والسبب الذي يقدَّم لتبرير ذلك هو أن الرقص يعد جزءًا مهمًا من ثقافتنا وبأنه يعلم الفتيات السير قدما والارتقاء بأنفسهن، أو أنه شكل من أشكال الفن أو بأن الرقص الذي يدرّس بعيد كل البعد عن الرقص المبتذل. وما يشكل أكثر إثارة للقلق هو أن أنصار الرقص يحاولون تصويره على أنه إسلامي دون أن يقدموا أي دليل على ذلك! في المدارس الأساسية والجامعات يتم الترتيب لحفلات موسيقية مرة واحدة على الأقل في السنة وما يدور في تلك الحفلات لا يعد سرًا. لقد أدت إلى تدنٍ أخلاقي ممنهج عند شبابنا. إنها صورة عن ثقافة لا ينتمون إليها لكنهم يُجبرون على تقبلها واحتضانها. ويعتبر وجود معلمين للرقص ذكور في مدارس الإناث أمرًا طبيعيًا اعتياديًا، بحجة أن مواد أخرى يدرسها معلمون ذكور، فلماذا يُستثنى الرقص من ذلك؟.
التعليق:
إن الشيء المهم الذي لا بد من ملاحظته هنا هو الارتباك التام الذي أصاب هذا النظام والأشخاص المتمسكين به. فهم من جهة يتحدثون عن المساواة بين الجنسين، ومن جهة أخرى يجعلون من الفتيات مجرد شيء ويطالبونهن بأن يكُن على صفة معينة. فالحزب نفسه الذي طالب بحظر هذه الدروس سيكون لديه عضو عنده الاستعداد التام للذهاب كضيف رئيسي في حفل أداء للرقص في مدرسة للإناث. والسبب سيكون بأن هذه الأحزاب تتبع أيديولوجية وحيدة هي “كيفية الوصول إلى السلطة؟” والمبدأ الأخلاقي الوحيد الذي يهمهم هو “لا يجرؤ أحد على الاقتراب من مصالحي” وهذا هو الشيء الوحيد الذي يتواجد فيه الحزب والفرد على الجهة ذاتها. وبما أن حزب حركة الإنصاف الباكستانية لم يؤيد أو يستنكر تصريح نائبه فإن هذا يظهر بأن تصريحه كان فرديا. وهو يظهر أيضا بأن هذه الأحزاب السياسية تدور حول مصالحها ومكاسبها الشخصية. كما أننا نعلم أيضًا بأن هذا الحزب يتحدث عن “التغيير”، لكن التغيير الحقيقي الذي يطرحه هو تغيير في الوجوه.
وكما في كل نظام آخر في باكستان، فإن نظام التعليم يتبع أيضا الغرب بدل اتباعه المصالح الإسلامية. فنمط الحياة الغربي في الحياة هو الذي يتم دعمه ويُعزز. إن من عفة المرأة المسلمة أن تحمل نفسها على أن تكون حييّة محترمة ضمن الحدود التي شرعها الله سبحانه وتعالى. وقد حرم الإسلام عليها الرقص أمام الرجال، هذا الفعل الذي يجعل منها شيئا ومتاعًا ويقلل من شأنها ويمتهنها فتكون مجرد مصدر إمتاع للرجل، في فعل يحط من قدرها الرفيع الذي جعله الإسلام لها في المجتمع. كيف إذن يجرؤ الناس على الإقدام على فعل الشيء أو تركه بناء على مصالحهم الخاصة؟ وجدت المدارس للتعليم، وهي تشمل الأمور البدنية والعقلية والعاطفية والتدريب الفكري، لكن الغاية من العلم وصفت بشكل دقيق في أول آية نزلت في كتاب الله: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾.
قبل 1400 عام جاء أمر الخالق العظيم واضحًا جدًا فيما يتعلق بطلب الإنسان العلم، وقد خاطب الله تعالى مطلق البشر ذكورًا وإناثاً دون تمييز بين الجنسين، لكن وللأسف بعد مرور 1400 عام ها نحن نقف عند نقطة لا تختلف السلطة فيها عن تلك التي كانت في مكة، تلك التي اعتبرت النساء متاعًا يشبع رغبات الرجال كيفما شاؤوا. وفي الواقع فقد احتضن المجتمع هذه الثقافة الفاسدة باسم العادات والتقاليد. نحن بحاجة إلى أن نتذكر بأن الإسلام عندما جاء تحدى كل تلك التقاليد غير الإسلامية، وطالب الناس بأن يعبدوا الله وحده. وبالتالي فإن الواجب علينا كوننا مسلمين هو أن نتحدى هذه السلطات التي تطبق هذا النظام الفاسد. هذا النظام الذي ولَّد الانحطاط الفكري والسلوكيات غير الأخلاقية وغير اللائقة عند شبابنا كل ذلك بهدف صرفهم عن الغاية التي خلقوا لأجلها وسلخهم عن دينهم. وإن كل شر وباطل في هذا المجتمع ليس إلا فرعًا من فروع الشر الأكبر – النظام غير الإسلامي الفاسد الذي يحكم هذه البلاد. نحن بحاجة إلى أن نجتثه من جذوره تمامًا وأن نستبدل نظام الإسلام الحقيقي في دولة خلافة به، وذلك باتباع طريقة رسول الله r، لتعود الدولة التي سترقى بأخلاق مجتمعنا وستحافظ على الهوية الإسلامية لشبابنا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان