Take a fresh look at your lifestyle.

في الساحة الخضراء يتكرر السيناريو ذاته إضفاء الشرعية على رغبات الدول الاستعمارية!

 

في الساحة الخضراء يتكرر السيناريو ذاته

إضفاء الشرعية على رغبات الدول الاستعمارية!

 

 

 

الخبر:

 

كشف المؤتمر الوطني عن مشاركة أكثر من (2) مليون مواطن في المسيرة الجماهيرية لإسناد الحوار الوطني والمجتمعي، بالساحة الخضراء، في وقت كشف فيه عن تشكيل آلية من الأحزاب للتبشير بتوصيات الحوار، والوثيقة الوطنية، بعد إجازتها في شكلها النهائي، وقال محمد حاتم سليمان – نائب رئيس الحزب بالخرطوم لـ (smc) إن المسيرة المليونية تعبر عن التزام القوى السياسية، ومكونات المجتمع المدني، بترسيخ عملية السلام والاستقرار بالبلاد، كاشفاً عن مخاطبة رئيس الجمهورية، للحشد الجماهيري، مؤكداً أن إجازة التوصيات تمثل إرادة أبناء الوطن، لتحقيق غاياته المنشودة؛ المتمثلة في تطلعات وآمال الشعب السوداني. (المصدر صحيفة السودانية الإلكترونية).

 

التعليق:

 

ما أشبه الليلة بالبارحة، فقد كتبت الصحف العالمية في اليوم التالي لوصول جون قرنق للخرطوم، أنه قد استُقبل استقبالاً لم تعرفه الخرطوم من قبل، وأن نحو مليون مستقبِل كانوا في انتظاره في المكان نفسه؛ الساحة الخضراء واختيرت (100) شخصية من الرسميين والشعبيين لاستقباله بالمطار في مقدمتهم النائب الأول آنذاك، علي عثمان محمد طه، واستمرت المهرجانات الخطابية التي تبشر أهل السودان بالسلام والاستقرار والنماء وأن اتفاق السلام الشامل (نيفاشا) هو مضمّد جراحات السودان.

 

ولكن مضت الأيام لتثبت أن اتفاق السلام (نيفاشا) الذي بُشر به أهل السودان، على أنه المخرج الوحيد لأزمات البلاد، ما هو إلا مخطط عنصري بغيض، رسم خطوطه العدو – أمريكا وبريطانيا، حتى يظل جرحاً غائراً في جسد السودان، ويكون أزمة حقيقية، وطامة كبرى، تفصل جنوب السودان، وتجعل شماله في دوامة الفقر، والفساد، والتردي المريع، ليتم التخلص من جون قرنق بعد أن حقق المطلوب، وبالتالي استنفدت أغراض دعمه من قبل القوى الخارجية، ذات المصالح في هذا البلد، والتي تعمل تحت الطاولة، وفوقها.

 

واليوم، وعلى المكشوف تتابع أمريكا وبالتفصيل، الحوار ثانية بثانية، علناً ويزور مبعوثها (ليمان) الذي هو مهندس فكرة الحوار لجان الحوار، لجنة تلو اللجنة، ويثني على أدائها ويباركها، ليخرج علينا أدوات المستعمر بالسيناريو ذاته مرة أخرى، يبشرون بالسلام والاستقرار!!

 

مقبل الأيام ستكشف للملايين الذين ضللوا وأخرجوا في المسيرة المليونية هذه، أنهم هم المتضررون من تنفيذ مخططات الدول الاستعمارية، التي ستؤسس بالحوار الوطني لحكم علماني صريح، وتفتت ما تبقى من هذا البلد لتزيد الجراح على الجرح النازف.

 

لن يقطع يد هذه الدول الاستعمارية إلا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بساستها الأتقياء الأنقياء، الذين باعوا أنفسهم رخيصة لإعلاء كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، فكانوا بحق عبيداً لله وحده لا شريك له. فكونوا مع حزب التحرير؛ الرائد الذي لا يكذب أهله، ترياق مخططات العدو. ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار – أم أواب

 

 

2016_10_14_TLK_1_OK.pdf