Take a fresh look at your lifestyle.

جرائم القتل في شيكاغو: “هل هذا بلد مزّقته الحرب؟ ما هذا الذي نفعله؟”

 

 

جرائم القتل في شيكاغو: “هل هذا بلد مزّقته الحرب؟ ما هذا الذي نفعله؟”

 

(مترجم)

 

الخبر:

 

تعتبر شيكاغو حاليًا عاصمة جرائم القتل في الولايات المتحدة، وقد ذكرت صحيفة شيكاغو تريبيون في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2016 بأن “خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 35 آخرون على الأقل في إطلاق نار وقع نهاية الأسبوع في شيكاغو، ليصل عدد الأشخاص إلى 3366 على الأقل حتى هذه اللحظة”.

 

التعليق:

 

في الواقع، منذ بداية هذا العام، قتل 590 شخصًا في شيكاغو، ولو أن أسماءهم طبعت على ورق لملأت ثلاث صفحات كاملة، ولو أنهم قتلوا في ساحات الحرب، لكانت أسماؤهم نحتت على نحو مثير للإعجاب على نصب من حجر، لكن هؤلاء كانوا ضحايا جريمة، وكانوا قد تعرضوا للقتل على يد أصدقائهم الأمريكيين على الأراضي الأمريكية. أما عن أسمائهم وقصصهم فقد تمّ الاحتفاظ بها على قاعدة بيانات غير حكومية تسمى “شاهد جرائم قتل شيكاغو” “هوميسايد واتش شيكاغو”، وهي تعج بقصص أليمة محزنة.

 

في آب/أغسطس، قتل اثنان من الأطفال بعمر أربعة سنوات في حادثين منفصلين. أحدهما هو مانويل أغيلار والذي “عثر رجال الإطفاء على جثته التي تعاني من سوء التغذية، محترقةً جزئيًا داخل بطانية زرقاء متفحّمة في منزل شاغر شوهدت فيه غارسيا وعشيقها البالغ من العمر 17 عاما وأخوه الأكبر يدخلونه وهم يحملون وعاءً يحتوي سائلاً شفافًا” نقلاً عن “شاهد جرائم قتل شيكاغو” التي أضافت معلومة أكثر مأساوية عن أن “مانويل كان ضئيل الحجم جدًا إلى درجة جعل المحققين يخطئون ابتداء ويظنون أنه طفل ابن تسعة أشهر”. لقد كان ضحية إهمال، ووالدته الآن في عهدة الشرطة بتهمة القتل. قالت بأنها وجدت ابنها ميتًا وبأنها حاولت إخفاء موته لأنها كانت تخشى أن تخسر حضانة أطفالها الآخرين!

 

الأطفال ذوو الأربعة أعوام ليسوا أصغر من يموت هذا العام. فقد ذكر موقع “هوميسايد ووتش” حادثتين عن طفلين دون سن العام. وعلى قائمة الأطفال الأصغر عمرًا ذكروا: بريسون لي ميكا هولمان (العمر صفر)، طفل صغير ذكر من عائلة ويلش (العمر صفر)، كاتانا سيمون جرين (العمر عام)، مانويل أغيلار (العمر 4 سنوات)، ماديسون واتسون (العمر أربع سنوات)، شانيا ستابلز (العمر 7 سنوات)، أليكس كروز (العمر 10 سنوات). أكبر الضحايا كان هنري إسماكان جيه أر (العمر 84 عاما)، وقد قتل في انفجار في مرآب منزله على يد لصوص، كانوا قد هددوه سابقًا بحرق مرآبه بعد أن أفسد عليهم محاولة السطو السابقة.

 

مع عمليات القتل هذه في شيكاغو، قال المرشح الرئاسي دونالد ترامب في مناظرته مع هيلاري كلينتون في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر: “هل هذا بلد مزقته الحرب؟ ما هذا الذي نفعله؟ إن علينا أن نوقف هذا العنف. علينا أن نعيد القانون والنظام في مكان كهذا في شيكاغو التي يقتل فيها الآلاف، الآلاف على مدى السنوات الماضية، في الواقع، قتل حوالي 4000 شخص منذ أن أصبح باراك أوباما رئيسا”. دونالد ترامب اشتهر باختلاق القصص، لكن هذه المرة أرقامه صحيحة للأسف. وقد وعد بأنه في حال انتخابه، سيمنح الشرطة “سلطة أكبر” لإيقاف وتفتيش المشتبه بهم السود والإسبان. إن مثل هكذا سياسة ما كانت لتنقذ ابن الأربعة أعوام مانويل أغيلار، ولن يكون بوسعها فعل شيء لإصلاح الانهيار الأخلاقي والاقتصادي داخل المدن الأمريكية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

 

 

2016_10_16_TLK_1_OK.pdf