نقاشات النظام الرئاسي في تركيا
(مترجم)
الخبر:
أدلى رئيس حزب الحركة القومية دولت باهشلي تصريحًا حول نقاشات نظام الرئاسة قال فيها “إذا استمر حزب العدالة والتنمية في إصراره حول النظام الرئاسي فيجب عليهم أن يحضروا مسودة دستورهم إلى البرلمان. إمّا أن تحصل على 367 صوتًا وتصبح القانون أو سيتم تقديمها إلى الشعب”.
التعليق:
أثارت تصريحات رئيس حزب الحركة القومية، باهشلي، الكثير من الضجة في الإعلام. عندما كان الجميع يتكلم عن ازدياد الهجمات (الإرهابية) وعمليات درع الفرات والموصل، فجأةً يتغير المناخ السياسي. بدأ السياسيون وبعض الجماعات فجأةً مناقشة هذا الموضوع. ويبدو أن هذا الموضوع سوف يحتل القسم الأكبر في الإعلام لوقت طويل. وكان باهشلي قد أدلى بتصريح آخر قبل ثلاثة أيام قال فيه “في الوقت الحاضر يوجد نظام برلماني في تركيا. ولكن تطبيقه يولّد صراعًا وهناك حاجة إلى بعض الإصلاحات. هناك من يريدون الإصلاح من خلال طرح النظام الرئاسي”. وأجاب باهشلي عن سؤال “هل سيكون هناك استفتاء في نيسان/أبريل؟” قائلاً “بدايةً يجب أن يقدم إلى البرلمان وإذا ما حصل على 330 – 367 صوتًا فمن الطبيعي أن يذهب إلى الاستفتاء. ولكن تخريب تقدم جيد كهذا سيكون خطأ”.
إن النظام البرلماني الذي لعب دورًا كبيرًا في سقوط العثمانيين هو في جوهره نظام إنجليزي شائن. فقد حافظ الإنجليز على نفوذهم في تركيا لوقت طويل بفضل هذا النظام ومنعوا الحكومات المدعومة من أمريكا من التأثير على هذا النظام. وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها الضبّاط العلمانيون المدعومون من الإنجليز في 15 من تموز/يوليو من العام الجاري، وبعد أن أمّنت الحكومة الحالية سلامتها، استغلت الحكومة المحاولة الفاشلة في تطهير القوميين من مؤسسات الدولة.
لقد خدع الرئيس أردوغان القوميين بمناورات سياسية مباشرةً بعد محاولة الانقلاب، مظهرًا أنه قام بالاتفاق معهم، ولهذا السبب يستمر في طرح شعار (روح بينكابي) ويدلي بتصريحات حولها. ولهذا السبب، أيضًا ولكي لا تفشل هذه الروح، فإن زعيم حزب الحركة القومية باهشلي، المقرّب من أمريكا قام أيضًا بطرح هذا الموضوع من أجل منع أيّ شكوى ضد أردوغان أو الحكومة من الشعب. ومن خلال الابتعاد عن هذه النقاشات يحاول أردوغان أن يظهر وكأنه قد ترك الأمر للحكومة. ومن ناحية أخرى فقد طهّرت الحكومة، وبنجاح، أغلبية الإنجليز عن طريق مراسيم حالة الطوارئ. واستمروا بعملياتهم في الجيش خاصة، وأطاحوا بالضبّاط الإنجليز العلمانيين.
وفي هذا الوقت من الممكن أن يُطرح سؤال: “إذا ما استطاعت الحكومة أن تفعل كل شيء بواسطة قوانين حالة الطوارئ وسنّ قوانين وتطهير أغلبية الإنجليز مع وجود أردوغان رئيسًا، فلماذا الحاجة إلى النظام الرئاسي؟ ويمكن الإجابة على هذا السؤال بالتالي: “لم يستطع حزب العدالة والتنمية تشكيل الحكومة منفردًا في انتخابات السابع من حزيران/يونيو، وأحسّت أمريكا بالخطر وقتها، وبمعنى آخر مثل هذه النتيجة غير المتوقعة أقلقت الحكومة وأمريكا. تريد الحكومة تطبيق النظام الرئاسي بأسرع وقت ممكن لتفادي حصول الشيء نفسه مرةً أخرى. من جهة ثانية فإن المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 من تموز/يوليو قد جعلت الحكومة والرئيس أردوغان يشعرون بالتوتر والقلق. لذا فإن أمريكا وأردوغان يريدان ألاّ تواجه الحكومة وضعًا صعبًا كهذا في المستقبل. وأيضًا فإن حالة الطوارئ سوف تنتهي بعد مدة معينة، ولا يبدو أنها ستستمر لفترة أطول. وبعد ذلك فإن أمريكا وأردوغان في حاجة ماسة للنظام الرئاسي. فمن هنا، وكما قلنا دائمًا، إذا ما تحولت تركيا إلى النظام الرئاسي وأصبح أردوغان رئيسًا فستكون ضربةً عظيمةً ضد الإنجليز. لذا فإن أردوغان بحاجة إلى هذا النظام لتأمين كرسيّه وتقوية النفوذ الأمريكي في تركيا. إذا ما حصل الإصلاح في عام 2017 فلا تتفاجأوا، ويبدو أنه سيكون ناجحًا أيضًا، بسبب أن أيدي أمريكا وأردوغان الآن ما زالت قوية. إنه يشرّع القانون الذي يريد ولا يستشير أحدًا في ذلك أيضًا. وفي المقابل فإن يد الإنجليز ضعيفة ولا يبدو أنهم يستطيعون الوصول إلى الحكومة في المستقبل القريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك