Take a fresh look at your lifestyle.

فيم صبركم يا أهل الكنانة، على نظام ينهبكم ويمتهن كرامتكم؟!

 

فيم صبركم يا أهل الكنانة، على نظام ينهبكم ويمتهن كرامتكم؟!

 

 

 

الخبر:

 

نقلت كل وسائل الإعلام ومن بينها سكاي نيوز عربية الجمعة 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م، قرار وزارة البترول المصرية رفع أسعار الوقود، الجمعة، بعد ساعات من إعلان البنك المركزي تحرير سعر الجنيه كإجراء لإعادة الاستقرار لسوق النقد الأجنبي، وبحسب بيان للوزارة تقرر رفع سعر البنزين 80 أوكتين إلى 2.35 جنيه (حوالي 15 سنتا أمريكياً) للتر من 1.6 جنيه بزيادة نحو 46.8 بالمئة، وسعر البنزين 92 أوكتين إلى 3.5 جنيه للتر من 2.6 جنيه بزيادة 34.6 في المئة، وسيرتفع سعر السولار إلى 2.35 جنيه للتر من 1.8 جنيه بزيادة 30.5 في المئة، بينما سيرتفع سعر غاز السيارات 45.5 في المئة إلى 1.6 جنيه للمتر المكعب من 1.1 جنيه، بينما سيصل سعر أسطوانة غاز الطهي إلى 15 جنيها من 8 جنيهات، والزيادة عمت كل الوقود بلا استثناء، ويأتي رفع أسعار الوقود بعد أن قرر البنك المركزي المصري تحرير سعر صرف الجنيه مخفضا قيمته إلى مستوى استرشادي أولي يبلغ 13 جنيها للدولار من 8.8 جنيه.

 

التعليق:

 

وضع موقع سكاي نيوز مع الخبر صورة للجنيه المصري ليس مقابل الدولار بل مقابل السنت الأمريكي في إشارة أظنها مقصودة لمستقبل العملة المصرية في مقابل الدولار، بل وما ستكون عليه القيمة الشرائية للجنيه المصري مستقبلا.

 

من يستعرض تاريخ الجنيه المصري مقابل الدولار والذهب يرى العجب، فعندما انضمت مصر في عام 1945 إلى صندوق النقد الدولي، وتم تحديد سعر الجنيه المصري بقيمة ثابتة من الذهب تعادل 3.6728 جراما (أو 4.133 دولار)، حيث بلغت قيمة أوقية الذهب 38.7 دولاراً (الأوقية = 28.35 جرام)، والآن سعر أوقية الذهب يزيد على 1300 دولار بينما تجاوز سعر الدولار 15 جنيهاً مصرياً وقابل للزيادة.

 

هذا من جانب الدولار وتعويم الجنيه في دولة لا تنتج بل تعتمد في جل سلعها واحتياجاتها على الاستيراد وخاصة السلع والصناعات الاستراتيجية كالقمح والسلاح على سبيل المثال لا الحصر، في ضربة موجعة للفقراء والبسطاء الذين يدفعون كل فواتير الرأسمالية الحاكمة وجشعها، في دولة لا تعبأ برعاياها، ونظام لا هم له إلا قهرهم وإذلالهم لإرضاء سادته في الغرب الكافر.

 

هذا النظام الذي بلغ في جبروته وغيه ما لم يبلغه سابقوه وكأنه يسارع بالكنانة إلى الهاوية فبعد ساعات وفي منتصف الليل يعمد إلى رفع كل أسعار الوقود غير عابئ بالشعب ودعوات الثائرين ولسان حاله يخاطب أمريكا ويسترضيها ويقول لها أنا رجل المرحلة، أنا من يحارب الإسلام في الكنانة ويدعو للثورة عليه وعلى أحكامه ومفاهيمه، أنا من فعل في أشهر ما لم يستطع السابقون فعله على مدار عقود، أنا من قتل وشرد واعتقل وجوع أهل الكنانة لنيل رضاكم وحتى لا يخرج فيهم من يطالب بالانعتاق من تبعيتكم.

 

يا أهل الكنانة! أزماتكم تتلاحق وها أنتم ترونها ولا فكاك منها ولن يتحمل عبئها غيركم أنتم، وسداد ضريبتها سيكون من أجسادكم بعد أن تنفد أقواتكم، والنظام لم يترك لكم سبيلا واحدا للنجاة ويمعن في تكبيلكم بقيود الرق لعدوكم بمزيد من القروض والتبعات، وكل ما تم ويتم من إجراءات هي من توصيات صندوق النقد الدولي كشرط للقرض الجديد الذي سيكون على أهل الكنانة ضغثا فوق إبالة، فضلا على أن الكنانة لا تحتاجه أصلا ولا تحتاج لمثله من القروض ولا تحتاج للرأسمالية النفعية كنظام لحكمها من الأساس.

 

فمصر فيها من الموارد ما يكفيها ويغنيها، بل وما يطعم العالم كله كما فعلت في السابق، إلا أن هذا يحتاج إلى تطبيق الإسلام بعظمته وعظمة نظامه في خلافة على منهاج النبوة، تثبت قدرتها برؤيتها الصحيحة للنقود والثروات والملكيات، فتضع قاعدة الذهب والفضة كبديل لكل تلك الأوراق التي لا قيمة لها، فتكون لعملة الدولة قيمة في ذاتها، وتضع تصورها الصحيح لتقسيم الملكيات والثروات إلى ملكية عامة وملكية خاصة وملكية الدولة وتبين أن الثروات المدفونة ومنها النفط ومشتقاته كلها من الملكية العامة التي هي من حق جميع أفراد الرعية بالتساوي بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق.

 

يا أهل الكنانة! هذا هو واقع هذه الثروات التي يبيعكم إياها حكامكم بأسعار مضاعفة بينما يهبونها لعدوكم بلا ثمن، فعلام صبركم عليهم وقد ذقتم الأمرين في عقود حكمهم؟! أليس فيكم رجل رشيد؟!

 

يا أهل الكنانة! لا خلاص لكم إلا بثورة حقيقية عليهم تحمل مشروع الإسلام الذي يعبر عنكم ويحقق العدل والخير فيكم ويحفظ ثرواتكم الموجودة إن لم يعد لكم ما نهبه الغرب منها وينهي عقود نهبه لثرواتكم وخيراتكم، فلا بديل أمامكم إلا الخلافة على منهاج النبوة تقوم فيكم بالعدل والقسط الذي تريدون والذي يحييكم ويحيي كنانتكم ويعيدها كما كانت تطعم الدنيا، ولا يحمل هذا الأمر فيكم بما تريدون وما تحتاجون إلا حزب التحرير فكونوا له عونا وسندا واحملوا معه حمله ففيه خيركم وعزكم ونجاتكم ونجاة بلادكم والأمة كلها معكم، فلا تديروا لهم ظهوركم فوالله لا عز لكم إلا بهذا وستظل حالكم هكذا ما بين سيئ وأسوأ حتى تكون الخلافة على منهاج النبوة، فسارعوا إليها وعجلوا بها يكن الفرج الذي تريدون والعدل الذي إليه تطمحون واعلموا أننا منكم بمقام الرائد الذي ما كذبكم ولم يكذبكم وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

2016_11_10_TLK_2_OK.pdf