Take a fresh look at your lifestyle.

ما هذا الهوان يا سلمان، أتهنئ المجرم ترامب بعد كل ما أهان!

 

ما هذا الهوان يا سلمان، أتهنئ المجرم ترامب بعد كل ما أهان!

 

 

 

الخبر:

 

أجرى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، هنّأه خلاله بالفوز في الانتخابات الرئاسية، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).

 

وأكد على تطلّع المملكة إلى تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والعمل معا لما يحقق السلم والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط والعالم، متمنيا للشعب الأمريكي الصديق التقدم والازدهار بقيادة ترامب.

 

وعبر ترامب عن شكره وتقديره لسلمان على التهنئة، وعلى مشاعره تجاه الولايات المتحدة الأمريكية والشعب الأمريكي، مؤكدا حرصه على تطوير العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الصديقين.

 

التعليق:

 

لقد عمت التظاهرات أمريكا نفسها احتجاجا على انتخاب ترامب، كما تتالت تصريحات ساسة الغرب تحفظا على فوزه، لأن كلا الطرفين يرى في ترامب نموذجا متطرفا يهدد الديمقراطية التي يزعمونها، أي يهدد صورتهم التي يحاولون الظهور فيها أمام العالم… وفي مقابل ذلك يسارع حكامنا لتهنئته متمنين لـ”فخامته” “التوفيق والسداد”!! فهل أصبح ولاء قيادتنا لأمريكا ورئيسها يفوق ولاء شعبه ونظرائه من ساسة الكفر؟!

 

لقد أساء ترامب بشكل متكرر ومتعمد للإسلام والمسلمين في أكثر من مناسبة وتوعد بمنعهم من دخول بلاده (العربية، 8 كانون الأول/ديسمبر 2015)، ثم أساء لمقدسات المسلمين ومهجة قلوبهم القدس وكشر عن نواياه بجعلها مستقرا لسفارة أمريكا في كيان يهود عوضا عن تل أبيب، في إشارة لحق يهود فيها وكخطوة لجعلها عاصمة لكيانهم (الجزيرة 2016/11/10)، وأساء لبلادنا تحديدا حين “طالب السعودية بدفع المال لأمريكا لقاء حمايتها من الزوال” (سي إن إن عربية، 19 آب/أغسطس 2015)، ومنذ لحظة فوزه التي لم تتعد بضعة أيام والمسلمون في أمريكا يتعرضون لانتهاكات ومضايقات واعتداءات، لم تسلم منها بناتنا المحجبات وطالباتنا المبتعثات… فماذا ينتظر سلمان أكثر إيذاءً وإهانة وتضييقا كي يتحرك فيه دم المسلم، أم أن من يهن يسهل الهوان عليه!

 

إننا نعلم أن سلمان بن عبد العزيز، كأبيه وإخوته من قبله، عملاء مخلصون لسادتهم في الغرب، وعلى رأسهم أمريكا، منذ تأسيس المملكة السعودية على أنقاض دولة الخلافة، وبخاصة بعد اللقاء الخياني الشهير بين أبيه عبد العزيز والرئيس الأمريكي روزفلت عام 1945، لكننا نتعجب من خلع برقع الحياء هكذا جهارا بهذه الجرأة على دين الله! ونتعجب ما الذي يضطره للمسارعة في هذا الهوان في وقت كان جل من سارع في التهنئة هم أشد القيادات عداوة للمسلمين، كنتنياهو ولوبين وبوتين، وصنو سلمان السيسي، أم أنه يضع نفسه في صفهم، ويعتبر همه همهم وفرحه فرحهم بفوز من اشتهر بتطرفه ضد المسلمين! حتى إنه لم يكتف كأكثرهم بوسيلة واحدة للتهنئة فقام بالاتصال الهاتفي وبإرسال برقية، أكل هذا فرح وحب! أم هو الذل والهوان!؟ أم أنه يقر ترامب ويقرهم على عدائهم وأقوالهم وأفعالهم! وإننا إذ نعجب من جرأته في المسارعة بهذه التهنئة الذليلة، لنعجب أكثر من إشراكه لنا في جريمته حيث يدعي كاذبا أنه يرسل تهنئته باسم الشعب والحكومة! وما كان ليفعل ذلك لو أنه يحسب أي حساب لعقيدة شعبه ولمشاعرهم ولغضبهم، وإننا كجزء من هذا الشعب لنبرأ إلى الله من هذه التهنئة ومن هذه العمالة ومن هذا الولاء، ونعاهد الله أن لا نوالي أحدا إلا هو سبحانه وأن نعادي كل من عاداه وكل من يوالي أعداءه…

 

على ذلك، لم يكتف سلمان بتهنئة قد يبررها البعض تضليلا بأنها بروتوكولية شكلية، بل زامنها بلقاء رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية ثم سارع بعرض حيثيات المكالمة واللقاء ومقتضياتهما على مجلس الوزراء، مما يؤكد أن الأمر أكبر من مجرد تهنئة – رغم أن التهنئة بذاتها جريمة – فالأمر عمالة متأصلة وخيانة مغرقة وشراكة في توجه عالمي – سيقوده ترامب الآن – للتضييق على المسلمين والمكر بهم، ولا غرْو فهو شريك الأمريكان في تحالفهم الدولي ضد المسلمين في الشام والعراق واليمن…

 

إننا على يقين تام أن لا فرق بين ترامب وكلنتون وأوباما وبوش في عدائهم للمسلمين، وفي مكرهم لدين الله ليل نهار، وما فعله أوباما في بلاد المسلمين أكبر دليل على ذلك، ولكننا نعجب ممن كانوا يبررون “صداقتهم” بأنهم لم يظهروا العداء الجهاري لدين الله، رغم أن أفعالهم كانت تجاهر بذلك ليل نهار، فبماذا يبرر أولئك الآن مسارعة سلمان لمبايعة ترامب على السمع والطاعة وهو أكثر الناس مجاهرة بعدائه للمسلمين!…

 

إننا نعلم أن حكام آل سعود لا تعنيهم مصلحة الأمة، ولا يهمهم ما يهمها ولا يؤذيهم ما يؤذيها، ولا تحركهم الإساءة للمسلمين أو دينهم أو بناتهم أو أبنائهم، ولكننا نستهجن ونستنكر ونبرأ إلى الله، من صمت كل متخاذل ممن يقرأون ويُقرِئون ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ ويقرأون ويقرِئون ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾، ثم لا يهزه مثل هذا الانتهاك لهذه الآيات العقائدية، ولا يحرك فيه هذا النفاق البيّن والموالاة الصريحة لأعداء دين الله أية حمية أو غيرة على دين الله ولا يدفعه كل ذلك ليفعل أو يقول ما يرضي الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله…

 

اللهم إنا نبرأ إليك من تخاذل المتخاذلين ونفاق المنافقين وموالاة الكافرين ومن والاهم، ونعوذ بك أن نكون من الشياطين الخرس أو الناطقين، ونسألك اللهم أن تهلك الكفرة والمجرمين وتخرجنا ودينك من بينهم سالمين فنحكم بأحكامه في دولة تقيمه حق إقامته، دولة راشدة على نهج أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ونسألك اللهم ربنا أن تعجل لنا بذلك، فما عدنا نطيق هذا العداء السافر الظاهر لدينك الذي ارتضيت…

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين

 

 

2016_11_17_TLK_2_OK.pdf