الرئيس الأمريكي ورسم السياسة
الخبر:
أفرزت نتائج الانتخابات الأولية فوز المرشح الأمريكي ترامب
التعليق:
أولا: إن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات وهي الدولة الأولى عالميا، وعملية تحديد مدة الرئيس سواء لدورة أو دورتين لا ينسجم مع مكانة الدولة الأولى عالميا، لذا كانت يقظة أصحاب وصناع القرار الأمريكي لهذه الثغرة مبكرة حيث أدركوا أن تغيير السياسات والخطط تبعا لتغير الرئيس والخضوع لإملاءات الشارع ومزاج الرأي العام، هذا الأمر لا ينسجم مع مكانة الدولة الأولى عالميا لأن طبيعة الخطط أنها طويلة المدى وتحتاج إلى زمن ومتابعة وإدارة ثابتة؛ لذا كان أدوات الدولة العميقة وصناع القرار هم من بيدهم الأمر وليس بيد الرئيس الأمريكي مساحة كبيرة للتغيير.
ثانيا: ليس معنى هذا الكلام أن الرئيس الأمريكي شكلي وإنما له صلاحيات وليس مجرد ديكور، ولكن هذه الصلاحيات لا تتعلق بالمصالح الكبرى للأمن القومي الأمريكي.
ثالثا: يحتاج صانع القرار الأمريكي إلى نوعية من الكاريزما لبعض الشخصيات تتعلق بطبيعة الدور الذي أنيط به حسب تطلعات هؤلاء في مرحلة معينة؛ فسياسة الشراكة الدولية لا يصلح معها وجود ترامب مثلا، وسياسة محاولة التفرد تحتاج إلى أمثال بوش الابن… ومن هنا نستطيع أن نسبر أغوار المرحلة القادمة وبعض ملامح السياسة الخارجية من شخصية الرئيس الأمريكي الجديد، وهذا ليس غريبا فبمجرد القول بنجاح ترامب تعددت التصريحات الأوروبية وبعض السياسيين في العالم من خطورة المرحلة القادمة لهذا البلدوزر القادم والذي هو أصلا خريج النوادي الليلية وحلبات المصارعة، وهو أشبه بثور قادم يستطيع صناع القرار الأمريكي توجيه قرونه بالاتجاه الذي يريدون.
رابعا: لا شك أن لدى الولايات المتحدة بعض بقايا من سياسيين يشار لهم وتتوجه الأنظار لهم، ولكن طبيعة الأزمة المبدئية الرأسمالية وطبيعة المرحلة وطبيعة القوى والمشاكل الدولية تتطلب أحيانا بعض الشخصيات التي تثير الجدل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان