Take a fresh look at your lifestyle.

الحكومة السودانية في خدمة المخابرات الغربية

 

الحكومة السودانية في خدمة المخابرات الغربية

 

 

الخبر:

 

كشفت السلطات الإيطالية عن اعتقال تونسي في السودان وقالت إدارة مكافحة الإرهاب الإيطالية “إن تونسياً مداناً بتهم تتعلق (بالإرهاب) اعتقل في السودان، مضيفة أن معز فزاني المعروف باسم “أبو نسيم”، تم توقيفه الاثنين في العاصمة السودانية الخرطوم. وأوضح السيناتور الإيطالي جياكومو ستوتشي حسب فرانس برس أن عناصر المخابرات لعبوا دورا رئيسيا في العثور على هذا التونسي (وكالة آكي الإيطالية للأنباء 2016/11/14)

 

التعليق:

 

هذه ليست هي المرة الأولى التي تقوم بها الحكومة في الخرطوم بتسليم أبناء المسلمين لأجهزة المخابرات الغربية، فقد تكرر هذا الفعل المشين الذي يعتبر طعناً للأمة في الظهر وفي أعلى الجبين، فقد أوردت صحيفة (الشرق الأوسط: السبـت 21 ربيـع الأول 1426هـ 30 نيسان/أبريل 2005 العدد 9650 – في تقرير لكين سيلفرستون، يحمل عنوان: (مسؤولون أمريكيون وسودانيون: الخرطوم وواشنطن أصبحتا حليفتين في الحرب ضد الإرهاب وتعقدان اجتماعات استخبارية سرية). حيث أوضح كين سيلفستر أنه كان للـ (سي آي أيه) محطة سرية بالخرطوم في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2001م، وأن جهاز الأمن السوداني سمح وداخل السودان بـ(استجواب أعضاء في تنظيم «القاعدة» كانوا يقيمون في العاصمة السودانية، وأجري التحقيق في منازل آمنة أعدها جهاز الأمن الوطني، الذي أحضر المشتبه فيهم إلى ضباط «إف بي آي». من ضمن الأشخاص الذين حقق معهم كلونان محمد بايزيد ومبارك دوري). كما (… وسمح جهاز الأمن الوطني لمكتب المباحث الفيدرالي بالتحقيق مع مدير بنك الشمال)، وسلمت ملفات خاصة بالبنك للمحققين الأمريكيين، كما أوضح كين سيلفرستون بتقريره أنه (… وإلى جانب تعاونها منذ 11 أيلول/سبتمبر، فإن أجهزة الأمن والاستخبارات السودانية سمحت بجمع معلومات عن ما سماه (بالجماعات المتطرفة) المشتبه فيها في دول لا تستطيع العناصر الأمريكية العمل فيها بفاعلية… كما أوضح سيلفرستون أن مسئولا كبيرا في جهاز الأمن الوطني السوداني التقى (… في واشنطن مع مركز مكافحة التجسس في وكالة الاستخبارات المركزية لمناقشة الوضع في العراق، طبقا لمصادر على علم بالمحادثات). كل هذا دفع قياديا أمريكيا بالسي آي أيه للصراخ (… إنهم لم يبلغونا فحسب بهوية الأشرار، بل أحضروهم لنا. يا إلهي، لا يمكننا إقناع الفرنسيين بعمل مشابه).

 

الواضح من كل ما أورده كين سيلفرستون بالشرق الأوسط أن هناك تعاوناً عالي المستوى يصل إلى درجة الشراكة الاستخباراتية بين جهاز الأمن الوطني السوداني والسي آي أيه الأمريكية منذ العام 2001م. نعم هذا هو مستوى العمل الذي تباشره الحكومة مع أعداء الأمة الذين يذبحونها في اليوم والليلة مئات المرات ورغم ذلك يصر حكامنا على لعق الحذاء المخابراتي الغربي وخضوعاً بدرجة عبادة للأمريكان تمارسه الدولة طلباً لمرضاتهم وعفوهم.

 

ويجدر بنا تذكير المسلمين بالتاريخ الناصع المشرف الذي سطرته الأمة يوم أن كانت لنا دولة وكانت تهابنا شعوب الأرض وتخضع لنا الجبابرة والقياصرة… ونبقى مع رسالة الفاروق عمر بن الخطاب الذي يعبر عن ذلك الجيل، فقد أورد الواقدي في فتوح الشام فقال: (كتب خليفة المسلمين الفاروق عمر بن الخطاب، إلى هرقل كتاباً جاء فيه: “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، وصلى الله على محمد النبي المؤيد، من عبد الله عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، أما بعد: فإذا وصل إليك كتابي هذا فابعث إلي بالأسير الذي عندك، وهو عبد الله بن حذافة، فإن أنت فعلت ذلك رجوت لك الهداية وإن أبيت بعثت إليك رجالاً وأي رجال، رجال لا تليهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، والسلام على من اتبع الهدى وخشي عواقب الردى”. انظر إلى هذه الأمة العزيزة المنيعة وانظر إلى خطاب خليفتها وقائدها، فهو يستنفر طاقات الدولة بعدتها وعتادها ليس من أجل تحرير المقدسات المغتصبة، ولا من أجل تلبية نداءات الاستغاثة التي تنطلق من حناجر الملايين من الأطفال الرضع والشيوخ الركع ممن تسحلهم أجهزة القتل الغاشمة – أمريكية كانت أم روسية – أجل ليس من أجل هذا وذاك وإنما من أجل تحرير أسير من جنود الموحدين ينتمي لجسد الأمة… ترى ماذا يقول الفاروق عمر بن الخطاب إذا علم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الحقبة التاريخية المظلمة لديها عشرة آلاف أسير من أهل بيت المقدس يقبعون في سجون المغضوب عليهم إخوان القردة والخنازير، أما إذا أردنا أن نحصي عدد الأسرى في غونتنامو وصيدنايا وغيرها من سجون أعداء الأمة فإن الأرقام ستنزوي هلعاً ودهشة، من تلك الإحصائيات المهولة ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن عزاءنا في ذلك كله أن الفكرة التي أنجبت الفاروق عمر بن الخطاب ستظل خصبة ولادة وستظل تنجب الرجال والأجيال التي لديها الاستعداد لتسيير الجيوش من أجل تحرير طفل أو امرأة هنا أو هناك من بلاد المسلمين المحتلة، وعما قريب إن شاء الله سنسمع خطاب خليفة المسلمين قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مذل الكافرين وقاهر الطغاة المتجبرين ولو بعد حين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد: من عبد الله خليفة المسلمين إلى كلب أمريكا أن ابعث إلي بالأسرى وإلا سيرت لك رجالاً يحبون الموت كحبكم للدنيا والملذات والشهوات. والسلام على من اتبع الهدى وخشي عواقب الردى.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام الدين أتيم

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان

 

 

2016_11_19_TLK_1_OK.pdf