لقاء إذاعة حزب التحرير / ولاية سوريا مع الأخت الدكتورة نسرين نواز مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
لقاء إذاعة حزب التحرير / ولاية سوريا مع الأخت الدكتورة نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأخت الكريمة الدكتورة نسرين نواز مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عبر أثير راديو حزب التحرير / ولاية سوريا نلتقي بك في فترة خاصة للبث النسائي؛ لنتحاور في أمور تخص القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير…
أولا: متى تأسس القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير وما الغاية من تأسيسه؟
لقد تأسس القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في عام 2011. يعمل القسم على زيادة الوعي بالقضايا والمشاكل التي تؤثر على النساء والأطفال على الصعيد العالمي من خلال جميع وسائل الإعلام المتاحة، بما في ذلك إبراز وكشف جميع الأعمال الوحشية وأعمال القمع والظلم التي تتعرض لها النساء والأطفال المسلمون في جميع أنحاء العالم، وكذلك تقديم وجهة نظر الإسلام وحلوله لمثل هذه القضايا والمشاكل. كما ونسعى أيضاً لكشف العيوب والآثار السلبية للنظام الرأسمالي والقيم الليبرالية العلمانية بما في ذلك المساواة بين الجنسين وتأثيرها على النساء والأطفال والحياة الأسرية والمجتمع ككل، وكذلك نسعى لمقاومة وكشف الأكاذيب والأوهام السياسية والإعلامية المتعلقة بالمرأة والإسلام والخلافة. وفي النهاية، نحاول توضيح الفهم الصحيح للهوية والدور والحقوق والمسؤوليات المتعلقة بالمرأة المسلمة في جميع مجالات الحياة – في الحياة الأسرية والمجتمعية والسياسية – حسب ما جاء في الأحكام الإسلامية، وكذلك شرح الموقف الحقيقي للمرأة في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة.
ثانيا: كيف تتم عضوية النساء في حزب التحرير؟
إن عملية عضوية المرأة في حزب التحرير تجري بنفس الطريقة كما الرجال. حيث إن النساء اللواتي يرغبن في الانضمام لحزب التحرير يخضعن لعملية تثقيف حيث يدرسن كتباً معينة للحزب في حلقات مركزة مع مشرفة التي تكون بدورها عضوة في الحزب.
وبعد دراسة بعض المفاهيم والكتب الأساسية للحزب، تعطى العضوية للأخت إن كانت مقتنعة بحقيقة أفكار حزب التحرير، وتبنت أفكاره وآراءه، وأظهرت التزامها وتصميمها على حماية هذا الدين النبيل وعلى حمل هذه الدعوة النبيلة لإقامة الخلافة وفقاً لطريقة الحزب المستمدة من طريقة النبي r، وإن كانت تصلح أن تكون عضوة في الحزب.
الحمد لله، فلدى حزب التحرير الآلاف من العضوات في جميع أنحاء العالم؛ أمهات وجدّات وطالبات ومعلمات وأستاذات جامعات وربات بيوت وطبيبات وسيدات أعمال وقاضيات وصحفيات ومهتديات للإسلام والعديد من القطاعات الأخرى في المجتمع.
ثالثا: من يقوم بتدريس النساء في حزب التحرير وماذا يدرسن؟
في حزب التحرير تكون حلقات النساء منفصلة عن حلقات الرجال. تدرس النساء مع نساء عضوات في الحزب أو مع أزواجهن أو غيرهم من الرجال المحارم الذين هم بدورهم أعضاء في الحزب. تدرس النساء في التفصيل مفاهيم معينة تتعلق بكيفية إحياء الأمة من حالة الضعف والانحطاط وإعادة إقامة الخلافة: مثل لماذا الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إحياء الأمة وإرجاعها إلى الطريق الصحيح، كيفية إثبات أن العقيدة الإسلامية صحيحة وأدلة ذلك، وما هي الصفات المطلوبة من الحزب ومن حملة الدعوة لتحقيق النهضة وإقامة الخلافة، سيرة النبي rفيما يتعلق بالإجراءات التي قام بها لإقامة أول دولة يحكمها الإسلام في المدينة المنورة، وكيف قام بتنظيم شؤونها الداخلية والخارجية.
كما ويدرسن أيضاً العوامل التي ساهمت في تراجع الأمة وضياع الحكم الإسلامي، وكيفية مواجهة ضعف المسلمين في فهم أفكار إسلامية معينة، والتي ستمكننا مرة أخرى من جعل الإسلام نظاماً سائداً في العالم كما أمرنا الله سبحانه وتعالى. إلى جانب هذا، فإن النساء اللواتي ينضممن للحزب يتثقفن ويتعلمن صفات الشخصية الإسلامية وكيفية بناء شخصيات إسلامية، كما يدرسن أيضاً دستور وهيكل دولة الخلافة والنظم المختلفة للإسلام مثل الأحكام الشرعية والنظام الاقتصادي والاجتماعي.
رابعا: أليس هناك من صعوبات تواجه حاملات الدعوة؟ لو تذكرين لنا أبرز هذه الصعوبات وكيفية التغلب عليها…
هناك بعض التحديات والصعوبات التي تواجهها حاملات الدعوة، إن التحدي الأبرز الذي يواجهنه يتمثل في كيفية تحقيق التوازن بين المسؤوليات الكثيرة للبيت والأسرة وبين واجبهن الإسلامي في حمل الدعوة. إن النساء في الحزب كما النساء المسلمات في كل مكان، عليهن واجبات إسلامية مهمة في الاعتناء ببيتهن والوفاء بحقوق الزوج والأهل والأقارب، فضلاً عن الرعاية المهمة لاحتياجات أبنائهن، بما في ذلك تعليمهم الإسلام وتربيتهم تربية إسلامية قوية لبناء شخصيات إسلامية فذة. وبعض النساء عليهن العمل نتيجة ظروفهن المادية الصعبة.
إلا أنه وبالإضافة إلى بذلهن أقصى طاقتهن لإنجاز كل هذه الواجبات المهمة. فعلى أخواتنا أيضاً أن يخصصن وقتاً لمسؤوليات الدعوة – مثل لقاء الأخوات، وكتابة المقالات، وإلقاء المحاضرات وتنظيم الأنشطة المختلفة حسب طاقتهن وقدرتهن لدعم الدعوة للخلافة ولضمان دخول الجنة لمن انخرط في هذا العمل النبيل. في الواقع فقد روى الحسن البصري أن رسول الله rقال: «مَنْ جَاءَهُ الْمَوْتُ، وَهُوَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ يُحْيِي بِهِ الإِسْلامَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَنْبِيَاءِ فِي الْجَنَّةِ إِلا دَرَجَةٌ».
إن أخواتنا يضحين بوقتهن ونومهن ومصالحهن الشخصية أو بوقت فراغهن لينظمن يومهن بشكل فعال وليخصصن الوقت المناسب لكل شيء وفقاً لأوامر الله من أجل أن يضمن قدرتهن على الوفاء بجميع واجباتهن والتزاماتهن الإسلامية، وعدم الإهمال أو التقصير في أي مجال من مجالات الحياة، بما في ذلك حمل الدعوة. لأن الإسلام أمر المرأة كما الرجل على حد سواء بواجب حمل دعوة الخلافة. فعلى سبيل المثال: قال رسول الله r: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». هذا الحديث موجه للنساء والرجال على حد سواء.
فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجهها حاملات الدعوة، فهي تشابه الصعوبات التي يواجهها الرجال من حملة الدعوة أيضاً. حيث يتم سجنهم واضطهادهم وتعذيبهم من قبل الأنظمة القمعية في البلاد المختلفة بسبب حملهم لدعوة الخلافة. وبالإضافة لذلك، فهناك الكثير من الأمثلة لأخوات لنا يضطررن لحمل مسؤوليات الأسرة بدل الرجال أو يضطررن لتنشئة أطفالهن لوحدهن في ظل وضع مادي صعب نتيجة سجن أزواجهن أو آبائهن أو إخوانهن من قبل السلطات بسبب حملهم دعوة الخلافة. إلا أنهن يفعلن ذلك دون شكوى، بينما يستمررن في النضال بأنفسهن في سبيل هذه الدعوة دون ضعف لعزيمتهن أو ثباتهن! الله أكبر.
تتعرض بعض النساء من حزب التحرير للسجن في أكثر السجون وحشية وقسوة من قبل أنظمتهن بسبب حملهن للدعوة. كما هي الحال في أوزبيكستان وطاجيكستان وروسيا وباكستان وقرغيزستان وبنغلادش. مؤخراً، فإن إحدى أخواتنا في قرغيزستان، طاجيباييفا، حكم عليها بالسجن لمدة 8 سنوات و8 أشهر بسبب حملها لدعوة الخلافة. وهي أم لسبعة أطفال، وطفلها الأصغر في الصف الثالث فقط. وفي العام الماضي، تم اعتقال اثنتين من أخواتنا الشابات في بنغلادش وتعذيبهما بوحشية من قبل بلطجية نظام حسينة، حتى فقدت واحدة منهما وعيها. ومع ذلك، وبالرغم من كل هذا، فالحمد لله أخواتنا صامدات في صراعهن من خلال إيمانهن القوي بالله سبحانه وتعالى وبإبقاء الجنة الموعودة لمن ينخرط في هذا العمل النبيل أمام أعينهن! الله أكبر.
خامسا: كيف هو تفاعل النساء مع الدعوة في العالم الإسلامي بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص؟
في العالم الإسلامي، تنخرط نساء الحزب في العديد من الأعمال المختلفة، حيث يعملن بلا كلل أو ملل لنشر هذه الدعوة، فيكافحن ضد القمع والظلم، ويحاسبن حكام العالم الإسلامي بسبب ظلمهم وتخليهم عن الشريعة الإسلامية، ويدعين المسلمين للعودة إلى القيم والتزام الواجبات الإسلامية وإلى إقامة دولة الخلافة، وينخرطن في النقاشات مع الصديقات والزميلات وأفراد الأسرة، ويقمن بزيارات مختلفة لنساء المجتمع الأخريات بهدف نشر الأفكار، كما ويعطين الحلقات والدروس للنساء في منازلهن ومدارسهن وجامعاتهن وفي المراكز الاجتماعية والمساجد. كما ويكتبن المقالات ويوزعن المنشورات والكتيبات إلى من يعرفنهن من النساء وإلى غيرهن من نساء بلداتهن ومدنهن. وأيضاً يشاركن بنشاط في وسائل التواصل الإلكتروني لنشر أفكار هذه الدعوة. والبعض أيضاً يقدمن حلقات النقاش على محطات إذاعية أو تلفزيونية ويشاركن في وسائل الإعلام. بينما تتفاعل النساء مع غيرهن من النساء المؤثرات في المجتمع للحصول على دعمهن لهذه الدعوة. كما وتشارك النساء أيضاً في المظاهرات ضد أنظمتهن القمعية وينظمن حملات ومناقشات وندوات ومؤتمرات نسائية حول العديد من القضايا المختلفة. كما ويستخدمن كل الوسائل المتاحة أمامهن كنساء، كما وتسعى النساء أيضاً إلى ابتكار أساليب جديدة وزيادة فعالية الأساليب التي يستخدمنها لحمل هذه الدعوة بأفضل طريقة بإذن الله.
في سوريا تقوم النساء بالمثل بحمل الدعوة إلى أسرهن ونساء مجتمعهن ويرتبن بانتظام حلقات للنقاش والدروس في منازلهن وفي المساجد، ويوزعن المنشورات للنساء في مدنهن وبلداتهن، ويوصلن الرسائل المسجلة والمحفزة للأمة ولجيوش المسلمين والفصائل المقاتلة في الشام، وينظمن الندوات للنساء، حيث عقدت إحدى الندوات في تشرين الأول من هذا العام في إدلب تحت عنوان “المرأة في الإسلام ودورها في ضوء ثورة الشام”.
سادسا: ما هي أهم نشاطات القسم النسائي بشكل عام؟ وما هي الإنجازات البارزة للقسم النسائي؟
بصفتنا القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، فإن أهم الأنشطة التي نقوم بها هي الإصدار المنتظم للبيانات الصحفية حول القضايا التي تؤثر على النساء والأطفال في جميع أنحاء العالم، وكتابة المقالات والتعليقات اليومية لأهم الوقائع الجديدة، وإنتاج أشرطة الفيديو، والمشاركة الفعالة في وسائل الاتصال الإلكترونية من خلال صفحاتنا على الفيسبوك وحسابات تويتر وانستغرام. ونشارك أيضاً في المقابلات مع وسائل الإعلام، والتفاعل مع الصحفيات، وتقديم حلقات النقاش على المحطات الإذاعية للمكتب الإعلامي المركزي وتنظيم المؤتمرات الصحفية والمناقشات والحملات العالمية النسائية.
أما فيما يتعلق بأبرز إنجازاتنا، ففي عام 2012 نظمنا في تونس المؤتمر النسائي العالمي التاريخي والذي كان بعنوان “الخلافة: نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي”، والذي كان أول المؤتمرات النسائية وأضخمها حيث نظم في منطقة الربيع العربي بعد الإطاحة بحكام المنطقة المستبدين. وحضر المؤتمر حوالي 1000 امرأة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من النساء المؤثرات لمعالجة حقوق ومسؤوليات ودور المرأة في ظل الخلافة. وفي وقت لاحق من العام نفسه، نظم القسم النسائي حملة عالمية أخرى بعنوان “الخلافة: تحمي المرأة من الفقر والاستغلال”، والتي توجت بانعقاد المؤتمر العالمي المهم للمرأة في إندونيسيا. حيث حضر الحدث 1500 من النساء المؤثرات بالإضافة لناطقات بلسان الحزب من جنوب شرق آسيا وأوروبا وإفريقيا وآسيا والعالم العربي. وفي آذار/مارس 2015، نظم القسم النسائي مؤتمراً نسائياً تاريخياً عالمياً لم يسبق له مثيل، بعنوان: “المرأة والشريعة: بين الحق والباطل”. حيث يهدف إلى مواجهة الأكاذيب والمفاهيم الخاطئة بشأن معاملة الإسلام للمرأة وعرض الرؤية الصحيحة لموقف وحقوق المرأة في الإسلام وتحت ظل الخلافة. لقد كان حدثاً ضخماً، اجتمعت له النساء المؤثرات من صانعات الرأي، وقد عقد في وقت واحد ليعبر ثلاث قارات ويحط الرحال في خمس دول هي: فلسطين وتركيا وإندونيسيا وتونس وبريطانيا. وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقنا حملة عالمية وعقدنا مؤتمراً نسائياً عالمياً حول موضوع “الشباب المسلم: رواد التغيير الحقيقي”، حيث هدف للتصدي للهجمات التي تستهدف دين الشباب، وكيفية مواجهتها لإنشاء شخصيات إسلامية نموذجية تتمتع بثقة عالية بمعتقداتها الإسلامية وتقوم بواجباتها والتزاماتها الإسلامية. وضم المؤتمر مئات من الناشطات الشابات وصانعات الرأي في مؤتمر عالمي متزامن في ثلاث مناطق، في تونس وإندونيسيا وبريطانيا. وبالإضافة إلى هذه الأحداث العالمية الكبيرة، فإن القسم النسائي يقوم أيضاً بتنظيم الحملات والفعاليات لزيادة الوعي بمحنة المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك المسلمين في إفريقيا الوسطى ومسلمي الروهينجا والأمة في سوريا -. الحمد لله فقد تلقينا دعماً لعدد من حملاتنا من المنظمات ووسائل الإعلام ومن الأفراد المؤثرين الذين يشاركون أيضاً في معالجة هذه القضايا.
سابعا: تم من فترة عقد مؤتمر للمرأة في تونس ما الغاية من المؤتمر؟
كان مؤتمر تونس يهدف إلى تقديم رؤية مفصلة عن نظام الحكم في الخلافة وعن مبادئ الشريعة الإسلامية التي يستند عليها نظام الحكم بالكامل والتي توضح موقف وحقوق النساء في العالم الإسلامي. ولقد سعى المؤتمر لتسليط الضوء على جميع أشكال الأنظمة التي هي من صنع الإنسان والتي يتم تطبيقها في المنطقة وفي العالم ككل، سواء أكانت أنظمة ديمقراطية أم ديكتاتورية أم ملكية أم ثيوقراطية، والتي فشلت بشكل ذريع في تأمين الاحترام والحقوق التي تستحقها المرأة، وقد كشف المؤتمر العديد من الانتهاكات والظلم التي تواجهها النساء في بلاد المسلمين. كما وناقش الحاجة إلى رؤية سياسية جديدة للمنطقة والتي ستحدث تغييراً حقيقياً للنساء والرجال على حد سواء، بدلاً من إعادة تدوير نماذج فاشلة من الحكم الذي لا يعطي إلا وعوداً وأحلاماً كاذبة ومحطمة.
لقد سلط المؤتمر الضوء أيضاً على أن الخلافة هي وحدها النظام الذي يحمل المصداقية والحلول العملية لضمان أمن النساء والحفاظ على كرامتهن، ووضح كيف أن الخلافة قادرة على حل العديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، التي تعاني منها النساء في جميع أنحاء العالم الإسلامي بل والعالم ككل. كما وبين كيف أن حزب التحرير يحمل الصفات والمتطلبات اللازمة لإقامة هذه الدولة المجيدة. ولقد هدف هذا الحدث أيضاً للطعن في الرواية الكاذبة لاضطهاد المرأة في ظل الحكم الإسلامي. وأخيراً، فقد سعى المؤتمر لدعوة النساء المسلمات على مستوى العالم لدعم الدعوة لإعادة إحياء الخلافة على منهاج النبوة. ولقد كانت المشاركات في هذا الحدث من عدد كبير من الدول، بما في ذلك تونس والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان وإندونيسيا ومصر وتركيا واليمن وليبيا والسودان وعمان والصومال وأوروبا.
ثامنا: لماذا لم تقم وسائل الإعلام بتغطية المؤتمر رغم الحضور الجيد له علما أن ذات وسائل الإعلام تقوم بتغطية مؤتمرات صغيرة جدا للنساء؟
من المعروف أن وسائل الإعلام العلمانية لديها أجندة واضحة جداً لتعزيز الطريقة الليبرالية العلمانية في الحياة والحكم وإخفاء العديد من عيوبها. وأيضاً فهي تحوك الأكاذيب وراء الأكاذيب ضد الإسلام بهدف تشويه صورته وأحكامه ومعتقداته. فقد عملت وسائل الإعلام جبناً إلى جنب مع الحكومات العلمانية في المنطقة والغرب للحفاظ على الوضع العلماني الظالم والحيلولة دون عودة الإسلام ودون إعادة دولته دولة الخلافة. وكجزء من هذه الأجندة، فإن وسائل الإعلام العلمانية ومنذ سنوات عديدة تنشر الأكاذيب الاستعمارية والتي عفا عليها الزمن من أن الإسلام والحكم الإسلامي يقوم باستعباد النساء، كما وتقوم بنشر أن النساء المسلمات ينظرن للإسلام وأحكامه على أنه نظام غير عادل وأنه المصدر الأساسي لاضطهادهن وأنهن يرفضنه، كما وينشر أيضاً أن النساء المسلمات يعتبرن الطريقة الليبرالية العلمانية في الحياة وفي الحكم أنها الطريقة الأمثل لتأمين حقوقهن وحياتهن الكريمة. لقد أدركت وسائل الإعلام والحكومات العلمانية أن المرأة هي مركز الأسرة داخل المجتمعات الإسلامية وأنها العمود الفقري لها، وأنها المربية للأطفال والأجيال. فإذا ما تم الاستيلاء على قلوبهن وعقولهن فإنه يصبح من السهل السيطرة على الأجيال المسلمة في الحاضر والمستقبل، ويصبح بالإمكان أيضاً إيجاد مدافعين عن المعتقدات والقوانين العلمانية.
لذلك فإنه ليس مستغرباً أن تسعى وسائل الإعلام لمقاطعة ومحاولة فرض تعتيم إعلامي على مثل هذه الندوات الكبيرة، مثل تلك التي نظمناها في تونس، حيث حضرها المئات من المسلمات من جميع أنحاء العالم، حيث تجمعت فيها العديد من النساء المؤثرات في مكان ينظر إليه على أنه معقل للعلمانية. تجمعن فيه للتعبير بوضوح على أنهن ينظرن إلى النظام العلماني الليبرالي كمصدر لظلمهن وانتهاك حقوقهن. وأنهن يؤيدن مشروع إعادة الحكم الإسلامي في ظل الخلافة كطريقة للخلاص من القهر وكوسيلة وهبها الله لهن لتأمين مستقبل مشرق وحياة كريمة. ولقد سعت وسائل الإعلام العلمانية منذ عقود للتحدث بالنيابة عنا نحن النساء المسلمات، واستحضرت الأكاذيب عن كيفية تفكيرنا وبماذا نشعر، وفرضت الرقابة على أصواتنا وعلى تعبيراتنا عن معتقداتنا الحقيقية وعلى رغباتنا وتطلعاتنا من أجل الإسلام والخلافة. وعلى الرغم من جهودها، إلا أن العديد من وسائل الإعلام قد قامت بتغطية مؤتمرنا والحمد لله، حيث إنه كان حدثاً كبيراً جداً لم تستطع وسائل الإعلام تجاهله. وبالفعل، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 32]
تاسعا: هل هناك نشاطات قام بها القسم النسائي دعما للثورة في سوريا؟ لو تذكرين لنا أهم هذه النشاطات
إننا في القسم النسائي، نسعى باستمرار إلى تسليط الضوء الإعلامي على الفظائع التي ترتكب بحق إخواننا وأخواتنا في سوريا ونعمل كذلك على دعم الثورة الإسلامية في هذه الأرض المباركة من الشام وذلك من خلال وسائل التواصل الإلكتروني التابعة لنا، وكتابة المقالات، وإنتاج الفيديوهات وغير ذلك الكثير من الأمور.
وقد عقدنا نشاطين مهمين دعمًا للثورة السورية. ففي عام 2013 أطلقنا حملة عالمية عنوانها “سارعوا لإقامة الخلافة حماية لحرائر الشام” والتي هدفت إلى إبراز محنة نساء وأطفال سوريا التي تدمي القلوب، وتقديم حلول فعالة لوضع نهاية عاجلة للمجازر التي يقوم بها طاغية الشام. وتوّجت ذروة هذه الحملة بندوة نسائية فريدة من نوعها وغير مسبوقة في عمان في الأردن. وقد كان أول تجمع رفيع المستوى للنساء يهدف إلى تركيز اهتمام العالم وتوجيهه على وجه التحديد نحو الواقع المريع والمعاناة والوحشية التي تتعرض لها نساء سوريا وأطفالها، كما يهدف إلى دعم نضالهن الساعي إلى استبدال نظام الخلافة بالحكم الديكتاتوري القائم. كما هدف هذا الحدث أيضا إلى إرسال رسالة استنصار إلى جيوش الأمة ليتحركوا فيذودوا عن مسلمي سوريا ويعطوا النصرة لإقامة دولة الخلافة.
غير أن النظام الجبان في الأردن وفي يوم الندوة أرسل قواته الأمنية لمنع عقدها وحاولوا ترويع وإخافة المتجمعين الذين كان من بينهم أطفال ونساء مسنات ونساء حوامل. وقد أثبتت هذه الفعلة شراكة الملك عبد الله مع الجزار الأسد وتواطئه مع جرائمه. ومع ذلك، فلم يثن هذا السلوك العدواني للنظام الأردني نساء حزب التحرير اللاتي نظمن احتجاجًا ووقفن بجرأة دون خوف أمام هذه القوى الأمنية دعمًا لأخواتهن في سوريا، معلنات رفضهن التخلي عن أمتهن. ورددت الأخوات المتظاهرات (الحرة تذود عن الحرة) ودعون لإعادة إقامة حاميتهن والذائدة عنهن، الخلافة، على وجه السرعة. وفي وقت لاحق من ذاك العام، عقدت الندوة بحمد الله تعالى.
وفي أيلول/سبتمبر من العام ذاته، نظم القسم النسائي مسيرة ضخمة في لندن تحت عنوان “مسيرة: تضامنًا مع أخواتنا اللاتي يمتن من أجل الإسلام في سوريا! فلندعم جهادهن من أجل بلاد الشام!” وذلك لرفع مستوى الوعي والدعم العالمي للقضية الإسلامية التي تضحي نساء سوريا المسلمات من أجلها. وقد شارك في المسيرة 1200 امرأة وطفل ساروا في شوارع يقطنها جزء كبير من المسلمين في العاصمة البريطانية، وقد دعت الأخوات في المظاهرة إلى رفع الصوت عاليا دعمًا للنضال الإسلامي والكفاح الذي يخوضه مسلمو سوريا لإقامة حكم إسلامي، كما وجهن نداء إلى جيوش المسلمين ليهبّوا فيذودوا عن أمتهم ويعطوا النصرة لإعادة دولة الخلافة. وقد تمت تغطية الحدث على نطاق واسع في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإلكتروني.
عاشرا: سمعنا أن القسم النسائي قام بحملات على التويتر... ما هي هذه الحملات وما مدى تأثيرها؟
نظمنا عاصفة من التغريدات العالمية عبر حملات عديدة كوسيلة لضخ الوعي على القضايا والأفكار التي نتناولها. والآلية أن يتم تحديد يوم فيه نحثّ المسلمين وعلى مستوى العالم على مشاركة تغريدات متعلقة بموضوع معين من أجل خلق أكبر نقاش واسع حول هذا الموضوع في مجتمع التويتر. فعلنا ذلك في حملاتنا المتعلقة بالإبادة
الجماعية للمسلمين في إفريقيا الوسطى، وكذلك ضد اضطهاد وذبح المسلمين الروهينجا في ميانمار، وحملات أخرى نصرة لأهل فلسطين وسوريا، وضد سجن الأخوات المسلمات في قرغيزستان وبنغلادش بتهمة حملهن للدعوة وعملهن لإقامة دولة الخلافة.
الحمد لله، كانت هذه العواصف التويترية ناجحةً جدًا ولقيت دعمًا عالميًا واسع النطاق. وقد أثبت هذا الأسلوب نجاعته في تحقيق مزيد من الوعي والتركيز ولفت للانتباه إلى هذه القضايا التي لا تعطيها وسائل الإعلام الحالية كثيرًا من الاهتمام وهي بشكل عام مغيبة عن أعين عامة الناس.
حادي عشر: أما من رسالة تقومين بتوجيهها لنساء المسلمين عامة ونساء الشام خاصة؟
رسالتي إلى النساء المسلمات بشكل عام هي دعوتهن لرفض الطريقة الليبرالية العلمانية في الحياة ومثلها النظام الديمقراطي، هذه الأفكار والأنظمة التي وعدت نساء العالم لكنها لم تقدم لهن إلاّ الهباء، ولم تجلب لهن إلاّ المهانة والضوائق المالية والعوز وانعدام الأمن والقمع هذا فضلاً عن فشل نظاميها التعليمي والصحي وما جلبته من دمار وقتل وبؤس مطلق. وأدعوهن للالتحاق بصفوف حزب التحرير ليعملن مع أخواتهن من أجل قضيتنا المصيرية إعادة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي ستحررهن من الظلم والتي ستوفر لهن قيادة إسلامية وحاكما يهتم حقا باحتياجاتهن، حاكمًا سيطبق فيهم النظام الإسلامي الذي اجتاز وبجدارة اختبار الزمن في ضمان مكانة رفيعة وحياة آمنة للمرأة وحمى كرامتها وأنقذها من الاضطهاد والقتل. هذا إضافة إلى ما وفّره لهنّ من مستوى جيد من المعيشة ومنحهن فرصة من الدرجة الأولى للتعليم والرعاية الصحية، وضمن كافة حقوقهن كنساء نص عليها الإسلام – في صورة فاقت أي نظام آخر -.
أدعو أخواتي العزيزات إلى حمل أمانة هذه الدعوة العظيمة إلى كل من يعرفونهن؛ عائلاتهن وصديقاتهن، وزميلاتهن في العمل، ولمن يتواصلن معهن على شبكات الإنترنت، وخصوصًا أولئك الذين لهم تأثير في الإعلام وفي الجيوش، أدعوهن ألاّ يفوتن هذه الفرصة العظيمة لكسب الأجر العظيم الذي وُعِد به أولئك الذين يعملون في هذا العمل العظيم. قال رسول الله r في حديث في مسند الإمام أحمد أن الأنبياء والملائكة سيغبطون أولئك المؤمنين الذين أحيوا كتاب الله وسنته لمكانتهم العظيمة عند الله تعالى في وقت تعرضوا فيه لإحجام الناس وانفضاضهم عنهم.
أما رسالتي لأخواتي الكريمات العزيزات في الشام: لقد ألهمت شجاعتكن وبسالتكن التي لم تتزعزع وأنتن تقفن في وجه الجزار بشار ونظامه المجرم، وتضحياتكن في هذا النضال ضد الظلم من أجل الإسلام، ألهمت المسلمين في جميع أنحاء العالم وعززت تمسكهم بالإسلام بقوة أكبر مما مضى وقادتهم إلى العمل بجد من أجل دينهم وبذل مزيد من الجهود لإقامة دولة الخلافة. إننا في دعائنا آناء الليل وأطراف النهار ندعوه تعالى أن يحميكن وأهليكن وأن يلهمكن الصبر وأن يثبت أقدامكن فتصمدن في هذه الثورة الإسلامية، وأن لا تفتر عزيمتكن وأن ينصر الله المجاهدين على الطغاة وأعداء الدين قريبًا إن شاء الله. وأحثكن على الثبات في كفاحكن ونضالكن هذا فلا تقبلن بأي عرض أو تدخل أو هدنة تمليها هذه الحكومات الغربية الاستعمارية التي تسعى إلى إفشال ثورتكم وإضاعة جهودكم وتضحياتكم العظيمة. ونحن على العهد في دعم ثورتكم هذه بكل وسيلة ممكنة، ولن يهدأ لنا بال حتى نقيم دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والتي فيها سنعود وحدة واحدة نحن وإياكم إن شاء الله وسيزول الخوف ويعم الأمن وينزل الله علينا حينها نعماً لا تعد ولا تحصى ونحن نعيش في كنف نظام من رب عظيم. نسأله تعالى أن يكون هذا النصر العظيم قريبا بإذن الله. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]