Take a fresh look at your lifestyle.

التعتيم الإعلامي ضد الإسلام والمسلمين

 

التعتيم الإعلامي ضد الإسلام والمسلمين

 

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

احتشاد المسلمين التاريخي في جاكرتا في الرابع من تشرين الثاني لم يبلغ عنه من قبل العديد من الأوساط البارزة في المنطقة. تغطية وسائل الإعلام لم تكن فقط غير متوازنة، ولكنها قامت بـ”التعتيم الإعلامي”. إغلاق وإسكات جوهر رسالة مسيرة 11/4. تسمية “المتشددين” أو “المتشدد” للمسلم أصبح وصمة عار كبير وتأطير في وسائل الإعلام كلها تقريبا في سنغافورة وأستراليا وتايلاند والفلبين، والتي جميعها تابعة لشبكة وكالة فرانس برس للأنباء. على سبيل المثال جعلت ABC أستراليا تقريرها بعنوان “احتجاجات جاكرتا: المتشددون الإسلاميون يدعون للقبض على محافظ المدينة بناء على أوامر القرآن”. وحتى إنهم حددوا العدد أيضا “بانتقاص” كبير في عدد المشاركين، على سبيل المثال كتبت بانكوك بوست عن 50000 مشارك فقط، والتي كانت بعنوان “50000 من المتشددين المسلمين احتشدوا ضد الحاكم في جاكرتا”.

 

التعليق:

 

هذا الوضع جعلني أتذكر الدعوة المتطرفة من إندي بايوني، وهو صحفي ليبرالي (كبير محرري جاكرتا بوست) “لا تعطوا أي مجال للمتشددين! قوموا بتغطيتهم عند انتهاك القانون، لا تفسحوا المجال لمجموعة صغيرة من الناس عندما يحتشدون ضد شيء سخيف، فهم يستخدمون وسائل الإعلام بشكل فعال ويخدعون وسائل الإعلام لتتناسب مع أهدافهم الخاصة”، ودعا وسائل الإعلام الإندونيسية للعمل معا لضمان عدم حصول المجموعات الإسلامية المتشددة والذين سماهم بـ”الراديكاليين والمتطرفين” على منشورات في وسائل الإعلام. (جاكرتا غلوب، 9 أيار/مايو 2013).

 

والصحيح هو أن هذا الحدث التاريخي حشد أكثر من مليون (حتى إن بعض وسائل الإعلام قالت بأنهم أكثر من مليوني) شخص من المسلمين. الصور الجوية أكثر من كافية لتدلل على عدد المشاركين الكبير. فقد أتى المشاركون من جميع أنحاء إندونيسيا، من آتشيه إلى بابوا. من الشباب لكبار السن، من الرجال والنساء، من الناس العاديين والمهنيين، ومن فنانين ومسؤولين. لقد سافروا على نفقتهم الخاصة أو بمشاريع مشتركة. الناس من جميع أنحاء البلاد تحركوا بصدق وطالبوا بعفوية بالرسالة نفسها: اعتقال آهوك والوقوف مع القرآن!

 

ومن المفارقات، وهذا واضح وضوح الشمس بأن الواقع لا يمكن أن يرى بعين العديد من وسائل الإعلام الليبرالية العمياء. ومن شدة جنونهم أيضا عدم رؤيتهم قوة رغبة المسلمين في إندونيسيا الموحدين التي لا يمكن إنكارها لمحبة قرآنهم الكريم. بل هم حتى مشغولون جدا بسرد السوء ضد الإسلام والمسلمين.

 

بدلا من الاستمرار بإسكات وانتقاد أصوات أولئك الذين يدعمون القيم الإسلامية، أو حتى تعتيم التطلع الحيوي للمسلمين، يتوجب على الإعلام أن يفي الغرض من التحقيقات الصحفية الموضوعية والحقيقية، والتي هي خدمة موضوعية الصحافة نفسها: بنشر المعلومات والواقع بشكل موضوعي ومستقل للجمهور من خلال التحقيق وطرح الأسئلة الملحة وراء وقوف هذا العدد الكبير في إندونيسيا مع القرآن ورفض زعيم الكفر والقيم العلمانية. وسائل الإعلام هذه يجب أن تملك الشجاعة والبسالة في مواجهة واقع أن صحوة المسلمين تحدث في كل مكان، ولذلك يجب عليهم الدفاع عن فهم أعمق لماهية الإسلام، والشريعة والخلافة.

 

ومع ذلك، هذا النفاق الصارخ الذي تبديه وسائل الإعلام الليبرالية هذه هو في الواقع مجرد دليل آخر على فشل النظام العلماني الديمقراطي وتوضيح لسبب هذا العدد المتزايد من المسلمين الذين يرفضون الديمقراطية ويتبنون الإسلام كنظام قادر على إضاءة مستقبلهم السياسي والاقتصادي، والحياتي. إن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فيكا قمارة

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

2016_11_22_TLK_1_OK.pdf