Take a fresh look at your lifestyle.

الأسد وحلفاؤه يستهدفون السيطرة على كل حلب قبل تنصيب ترامب

 

الأسد وحلفاؤه يستهدفون السيطرة على كل حلب قبل تنصيب ترامب

 

 

الخبر:

 

قال مسؤول كبير في التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للحكومة السورية إن الجيش السوري وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة المسلحة قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في كانون الثاني/يناير ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا للعملية بعد تحقيق مكاسب كبيرة في الأيام الماضية.

 

غير أن المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أشار إلى أن المرحلة التالية من حملة حلب قد تكون أشد صعوبة مع سعي الجيش وحلفائه للسيطرة على مناطق أكثر كثافة سكانية بالمدينة.

 

وفقدت المعارضة أكثر من ثلث المنطقة التي تسيطر عليها في حلب في الأيام القليلة الماضية من هجوم حكومي قتل خلاله المئات وتسبب في نزوح الآلاف. وهذه واحدة من أخطر فترات الحرب بالنسبة للمعارضة.

 

ومن ناحية أخرى قال مسؤول بالمعارضة إن قوات المعارضة خاضت قتالا ضاريا لوقف تقدم القوات الحكومية لمسافة أعمق في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة يوم الثلاثاء. (رويترز 2016/11/29)

 

التعليق:

 

إن التقدم الكبير الذي أحرزه جيش المجرم الأسد وحلفاؤه في حلب، يضاف إليه الهدوء الكبير في المناطق الأخرى في سوريا يجب أن يضع الثورة السورية وأهلها أمام مراجعة جادة لمسيرة الثورة، ليقوم الثوار بتبني مواقف جدية بعد هذه المراجعة ويسيروا عليها، وإلا فإن أمريكا قد وضعت الثورة على منزلق خطر بعد ست سنوات من الصمود والاندفاع، وهذه المراجعات يجب أن تشمل محورين أساسيين:

 

المحور الأول: علاقة الثورة مع الدول في الخارج: يجب على الثورة وقادتها أن يعترفوا بأن الدولار الذي قبضوه من دول الإقليم تركيا والسعودية وقطر وغيرها كان مسموماً، فهذا الدولار هو الذي جر ولاء فصائل للخارج، فانسحبت فصائل من حول حلب واتجهت إلى جرابلس والباب، لماذا؟ لأن تركيا أمرتهم بذلك! ولأن الدولار ينكتُ في القلب ولاءً، فوافق قسم من الثوار على ترك جبهة حلب ومرافقة أردوغان (وفق خطة أمريكية محكمة لإضعاف حلب) حيث يسير. وتصحيح هذه العلاقة لا يكون إلا بقطع شامل وأكيد لعلاقات الثورة وفصائلها ونشطائها مع كافة أجهزة الدول الإقليمية والدولية، ويجب أن يضغط الشارع السوري من أجل تجريم أي قائد فصيل على علاقة مع الخارج. ولو أبقى الثوار عيونهم مفتوحة لقلع النظام ولم يستريحوا في دبي واسطنبول وجدة حيث الدولار، لتم قلع النظام سنة 2012، أي قبل أن تأتي إيران وروسيا. وهذا البند يجب أن لا يكون موضع نقاش، وإلا فإن أمريكا تنتصر مع أحلافها إيران وروسيا، والثورة تنتكس.

 

وأما قيادة الثورة فإن الداخل هو الذي يصنعها، وكل حديث عن قيادات ولدت في اسطنبول أو دبي أو جدة، عبر مؤتمرات مع سفراء أمريكا، وقيادات العرب والترك الخائنة لله ولرسوله وللمؤمنين، تلك الموالية لأمريكا وأوروبا، فكل ما يوهم الإعلام المجرم من عربية وجزيرة وغيرها بأنهم قيادات، كلها يجب إهمالها وعدم الالتفات إليها، وعدم قبول حتى أن يرد على اتصالاتها، فهي إنما تعمل مع تلك القيادات الخائنة من أجل قمع الثورة وحرفها إلى جنيف، بدل الميدان، وبعبارة أخرى إعلان وفاة المجلس الوطني وأزلامه، والائتلاف الوطني وأزلامه، ووفد المفاوضات جماعة رياض حجاب وباقي أزلامهم، وكذلك كل من يتصل من رقم من خارج سوريا، فكل هؤلاء شركاء في انتكاسة الثورة من حيث يعلمون، أو من حيث يدفعهم إليه الدولار. ويلحق بهؤلاء قيادات الفصائل التي تمضي وقتاً طويلاً في الخارج، كمثل قيادات الجنوب، فهؤلاء يجب إبعادهم عن الثورة وإلا فإنهم عنصر خراب، قد تعلم أساليب اللف والدوران في الخارج، ويمكنهم تبرير عدم فتح الجبهات، والسكوت وحلب تذبح. وإذا بقي لهؤلاء شأن داخل الفصائل المؤثرة فإنهم قد وضعوا الثورة على طريق التصفية.

 

الخبر أعلاه يتحدث عن إنجاز معركة حلب قبل تولي ترامب، وهذه سياسة أمريكا، وليست سياسة النظام السوري، إلا من باب اتباعه هو وإيران وروسيا لها، باعتبار طلب أمريكا وأمرها، فالقائد العسكري الحقيقي لمعركة حلب هو وزير الخارجية الأمريكي الذي ذكرت أنباء روسيا بأنه يعمل بثقل مذهل لصفقة في حلب، أي هزيمة حلب، وإذا لم تعلن الثورة السورية بكافة رموزها بأن العدو الأول لها هو أمريكا، مانعة السلاح، وفارضة الخطوط الحمر عبر غرف الموك في الأردن وتركيا، فإن الثورة في خطر حقيقي، بسبب قلة وعي قياداتها، أو تخاذلهم من أجل الدولار. فلا يمكن لثورة أن تنجح وهي لا تعرف أعداءها من أصدقائها، فأمريكا عدو، بل رأس الأعداء، وأوروبا عدو، وروسيا وإيران وأشياعهما أعداء بشكل ظاهر، والأنظمة العربية وتركيا أعداء قد كشفتهم الثورة، فأين سلاحهم وأين رجالهم، وأين بنادقهم، ومضادات الطائرات؟! وأما كلامهم المعسول، فهو فقط من باب إسقاط قيادات الثورة في الفخ الذي ترسمه أمريكا، لتصفيتها.

 

وأما المحور الثاني، ففي الداخل؛ فيجب على تلك المراجعات أن تجيب على السؤال المركزي: لقد تآمرت عليكم أمريكا، وأوروبا، والدول العربية وتركيا، ولم يبق من دول العالم دولة إلا آجرت مع الأسد ضدكم، وأنتم تشاهدون رأي العين بأن الكل ضدكم، فهذه حرب عالمية على ما اشتمّوه منكم من إسلام، فهل أنتم مع الله؟ أم لا؟

 

وحتى لا تترك الأمور للهزل فإن من كان مع الله يسعى لقلع نظام المجرم الأسد وبناء دولة الإسلام، وبدون مواربات، فلا داعي لإرضاء تركيا والسعودية بمصطلحات “مرجعية إسلامية” أو ما شابه، من الكلام، فمن كان مع الله فلا يخيفه أحد، ولا يرجو النصر إلا من ربه. فمن قرر وحسم أمره وبراميل الموت فوق الرؤوس، وأنتم إلى الله أقرب، فيجب أن يعلنها وبشكل مدوٍ بأنه سيقيم دولة الشريعة، وهي نفسها الدولة التي تحكم بما أنزل الله، وهي نفسها دولة الخلافة على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير. فمن اختار طريق الله فعليه أن يكون كاملاً، ويتوكل على الله، ويترك كافة الدول الأخرى. ومن اختار هذا الطريق، فعليه أن ينطلق لتحقيقه ويعلن ذلك جهاراً نهاراً.

 

ثم إسقاط كافة الخطوط الحمر التي رسمتها أمريكا وطالبتكم بها الدول العربية وتركيا، فالساحل للإسلام، وكفريا والفوعة للإسلام، ودمشق للإسلام، بل يجب تقصد مهاجمة هذه الخطوط كإعلان نهاية عهد الخطوط الحمراء.

 

ثم الوحدة، فمن قاتل من أجل الله، فلا يهمه إن كان أميره أحمد أم مصطفى، ولا تهمه تسمية الفصيل، فالوحدة والتلاحم وتسليم الأمر إلى أكثركم إخلاصاً ودراية وحكمة هو رأس النجاح بإذن الله.

 

وهذه خطة للعودة بالثورة إلى زخمها، وهي عائدة بإذن الله، بكم أو بغيركم، فبلاد الشام هي عقر دار الإسلام، والثورة ستنتصر والله معها، ولكن كثر الخبث، فوجب إخراجه، ووجب الإعلان الصريح بأهداف الثورة الإسلامية، والتي بسببها تنالون ما تنالون من تآمر العالم عليكم، ولكن الوعي على ذلك يؤدي إلى تصحيح المسار، وأن تكونوا بإذن الله بناة الإسلام في هذا العصر، فهذا فضل عظيم قبل أن يسبقكم غيركم إليه. والله ناصر عباده المؤمنين…

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام البخاري

 

 

2016_12_01_TLK_3_OK.pdf