Take a fresh look at your lifestyle.

إن لم يكن التّوحّد على أساس نصرة دينكم ورفع راية رسولكم… فلا تأملوا فيه خيرا!!!

 

إن لم يكن التّوحّد على أساس نصرة دينكم ورفع راية رسولكم…

 

فلا تأملوا فيه خيرا!!!

 

 

 

الخبر:

 

اتفقت فصائل المعارضة السورية المسلحة على حلِّ نفسها وتشكيل كيان موحد باسم “جيش حلب“، بقيادة أبي عبد الرحمن نور قائدا عاما وأبي بشير عمارة قائدا عسكريا.

 

وقال مراسل الجزيرة في حلب إنه بهذا الإعلان لم يعد هناك وجود لأي فصيل مسلح داخل الأحياء المحاصرة خارج إطار “جيش حلب”، مؤكدا أن هذه الخطوة جاءت لمواجهة تقدم قوات النظام السوري داخل الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة.

من جهته، أوضح مراسل الجزيرة في غازي عنتاب أنّ تشكيل الكيان الموحّد لفصائل المعارضة المسلحة كان نتيجة لمطالبات من الأهالي ومن شخصيات داخل الأحياء المحاصرة، لمواجهة الانهيار الذي مكّن النظام من التقدم عسكريا داخل مناطق سيطرة المعارضة.

 

وأضاف أن فصائل المعارضة شكلت “جيش حلب” لتحقيق هدفين: أولهما مواجهة تقدم جيش النظام والمليشيا الموالية له، وثانيهما الرد على المزاعم الروسية بأن دعمها العسكري للنظام هدفه ملاحقة العناصر “الإرهابية” التابعة لجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)

 

ورجحت مصادر ميدانية أن يأخذ الصراع في حلب منحى آخر بعد الإعلان عن التشكيل الجديد من الناحية العسكرية، حيث سيشكل توحيد الفصائل المسلحة دفعا جديدا لها لمواجهة قوات النظام.

 

التعليق:

 

على إثر الهجمة الشّرسة الأخيرة التي شنّتها قوات النّظام السّوريّ بغطاء جوّيّ روسيّ على أحياء حلب الشرقيّة وما أعقبها من مجازر مروّعة ارتكبتها الطّائرات الحربيّة في حقّ المدنيّين المحاصرين والتي ذهب ضحيّتها المئات منهم جاءت الرّدود متباينة ومختلفة ورغم هذا الاختلاف وهذا التّباين فإنّ ما يحاك ضدّ أهل سوريا عامّة وحلب خاصّة يفنّد ذلك ليجعله اتفاقا وتآمرا على هذه الثّورة المباركة.

 

رغم ما عاشته حلب وما لاقاه أهلها من ويلات إلاّ أنّ ذلك لم يهزم عزائمهم ولم يخضعوا لاتفاقيات الدّول ولا استسلموا للنّظام الأسدي الغاشم، وهذا ما جعل القوى العظمى يجنّ جنونها فتستعمل لتركيعهم كلّ أنواع الأسلحة ولم يسلم من بطشها طفل ولا امرأة ولا شابّ ولا مسنّ… فالكلّ هدف لقنابلها وصواريخها، وحتّى المدنيين النّازحين الذين حسبوا خروجهم من مناطق النّزاع نجاة لهم كانوا عنوان مجزرة مريعة مفزعة.

 

أمام هذا الوضع السيئ الذي لا يرضي الدّول العظمى والتي تعمل على وأد ثورة الشام وإركاع شعبها الذي رفع شعارات تهدّد مصالحها وتنبئ بعودة الإسلام من جديد سعت هذه الدّول من جديد إلى خلق حلول تصرف هذه الثورة عن طريقها وتحدّد لها مسارا لا تحيد عنه.

 

عقد مجلس الأمن الدّولي اجتماعاً طارئاً، مساء الأربعاء، بطلب من فرنسا للتباحث في الوضع المتدهور في شرق حلب، فيما دعت فرنسا الدول المعنية بملف الأزمة إلى اجتماع دولي حول سوريا في باريس في العاشر من كانون الأول/ديسمبر وأكّد فيه المبعوث الأممي دي ميستورا أنّ القتال في شرق حلب قد يستمر لأسابيع وبخسائر جانبية فادحة، كما وقد حذّر مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتّحدة ستيفن أوبراين من أنّ مدينة حلب قد “تتحوّل إلى مقبرة ضخمة” إذا لم تتوقف المعارك واستمر منع إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى السّكان.

 

الكلّ يؤرّقه ما يحدث في حلب وكأنّه بريء منه. يؤرّقه لأنّ الأمور تسير عكس الاتجاه المرسوم وعكس المصالح المأمولة؛ لهذا تسعى هذه الدّول لإظهار أنّ الأوضاع متردّية وستزداد سوءاً إذا استمرت الحال على ما هي عليه، وكأنّها بذلك تنذر أهل حلب والشام بأنّهم سيهزمون: هي رسالة لتثبيط عزائمهم وفرض حلولها عليهم.

 

هذا من ناحية… من ناحية أخرى تعزف هذه الدّول بمعونة أبناء الجلدة على أوتار تعرف جيّدا أنّها تلقى الآذان الصّاغية ممّن تتلبّس عليهم الحقائق فتنادي بالدّفاع عن الأرض وصون الحرمات ويقوم مجلس قيادة الثورة في حلب بإصدار بيان في ظاهره دعوة إلى النّفير العام لصدّ الهجوم الذي تشنّه قوّات النّظام ومليشيّاته وفي باطنه امتصاص لغضب الأهالي وحرف سيرهم نحو التّغيير الجذري للأوضاع.

 

وفي 2016/12/01 تشكّل “جيش حلب” الذي وحّد الفصائل تحت رايته والذي أكّد قائده أبو عبد الرحمن نور أنّ الهدف من تشكيله هو توحيد الجهود ضدّ الهجمة الشّرسة التي تشنّها قوات النّظام وفكّ الحصار عن المدينة، ويأتي تشكيل جيش حلب بعد مطالبات من الأهالي وناشطين بالتّوحّد معبّرين أنّها الخطوة الأولى في طريق فكّ الحصار عن المدينة والنّصر.

 

فلئن نادى الأهالي بتوحيد صفوف الفصائل تحت كيان موحّد فإنّ هذا لن يحلّ الأزمة السورية ولن يؤتي هذه الثورة المباركة أكلها ولن يوفي شهداء حلب ولا أطفالها حقوقهم؛ لأنّ هذه الفصائل قد حادت ولم تجمعها كلمة واحدة أطلقها الأهالي منذ اندلاع ثورتهم “هي لله”، بل يظهر أنّ الغرب يسعى للالتفاف عليها وتوجيهها بمعونة من الدّاخل وكأنّ الفرج قد هلّ وستنتهي المآسي والأحزان ويعرف النّاس الأمن والاستقرار والعيش الهنيء… وفي واقع الأمر كلّ هذه المساعي إنّما هي لصرف الأنظار عن الحلّ الجذري الذي سيقطع دابر بشّار وأعوانه بل وملّة الكفر كافّة ليحلّ على هذه الأرض المباركة وعد ربّها بتمكين المسلمين وعودة الإسلام.

 

فلا تهنوا أهلنا في حلب ولا تيأسوا، وتمسّكوا بحبل الله ولا تغرّنّكم الوعود، ولا يغرّنّكم توحّد الصفوف؛ فإنّه إن لم يكن على أساس نصرة دينكم ورفع راية رسولكم فلا تأملوا فيه خيرا!

 

﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

زينة الصّامت

 

 

2016_12_03_TLK_3_OK.pdf