مع الحديث الشريف
الإسلام من هؤلاء براء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”من حلف فقال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذبًا، فهو كما قال، وإن كان صادقًا، فلن يرجع إلى الإسلام سالمًا” رواه أبو داود.
إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام محمد بن عبد الله أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بما يحدث الآن ولا أظنه حدث من قبل، أبواق كثيرة تحرف أحكاماً من الإسلام، وتصفه بأوصاف ليست فيه، وآخرون صوّر لهم الشيطان أنهم أصبحوا بمكانة يستطيعون فيها كتابة إسلام جديد يوافق أسيادهم ويتناسب مع أهوائهم! وآخرون يتاجرون بالإسلام، فإن علا الإسلام بين الأمم ارتفعوا معه وأصبح لا يخرج من أفواهم سوى ما يوافق الإسلام، وإن كانت الدائرة للكفر تبرؤوا منه.
إن الإسلام ليس بأحجية صعبة الفهم، بل هو واضح وضوح الشمس في كبد السماء، لا يجاوره أي سوء، ولا يخرج منه إلا ما فيه نفع للمسلمين وللبشرية جمعاء. لكن هناك من يتبرأ من الإسلام ومسلماته، ويقول لا يوجد فيه كذا وكذا، يظن أن المستمعين له لا يعون شيئًا من هواه المريض ووساوس شيطانه، لقد أخبر الحديث أن من يقول بهذا وهو صادق في قوله فهذه شهادة من نفسه أنه خرج من الإسلام وأهله، فلا يعود منا نحن المسلمين الفخورين بديننا، وإن كان كاذبًا في قوله، فهذا الكذب الذي لا يقبله الله تعالى من أحد، إلا إذا غلب على ظن المرء أنه سيهلك إن لم يتبرأ من الإسلام لفظًا، على أن يكون قلبه مطمئنًا بالإسلام.
وهنا تجدر الإشارة إلى من يحلف بأنه بريء من حكم معين من الإسلام محكم في الكتاب لأنه خالف هواه، ولا ينسجم مع مبتغاه، أو لحاجة من الدنيا يصبو لها، فهو من أعداء هذا الدين، ويشكل خطرًا على الإسلام والمسلمين.
المسلم التقي النقي يطابق سلوكه ما في قلبه، وكلامه لا يخالف شرع ربنا، ويسيّر هواه لما يحب الله ويرضا، وإن أراد التكلم بكلام يعلم علم اليقين بأنه سوف يحاسب عليه فإنه لا يقوله، وإلا وقع في المحظور.
الله نسأل أن يبعد عنا أمثال هؤلاء الفاسقين المنافقين، الذين يسعون لتشويه ديننا وتحريفه وتغييره، وأن يبدل حالنا لخير حال.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح