Take a fresh look at your lifestyle.

شتان بين نظام كرّم الإنسان… ونظام أعاده إلى الرق والاستعباد!

 

شتان بين نظام كرّم الإنسان… ونظام أعاده إلى الرق والاستعباد!

 

 

 

الخبر:

 

يصادف الثاني من كانون الأول/ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لمنع الرق والعبودية. ويشير أحدث تقرير عن مؤشر الرق العالمي إلى أن نحو 46 مليون شخص في أرجاء العالم هم ضحايا للرق الحديث. وتتركز نصف هذه الأعداد في خمس دول آسيوية، هي الهند والصين وباكستان وبنغلاديش وأوزبيكستان. وذكر التقرير الصادر عن مؤسسة طلقاء الأسترالية أن الفقر والحروب والأنظمة الدكتاتورية ساهمت في زيادة نسبة الرق الحديث هذا العام بـ28% مقارنة بعام 2014.

 

وتبرز مظاهر العبودية الحديثة هذه الأيام في استغلال أشخاص للعمل بلا مقابل أو بأجر زهيد لا يكفل لهم عيشا كريما، أو تلك الممارسات التي تستغل الأطفال لقلة إدراكهم وضعف حيلتهم في تجنيدهم قسرا والزج بهم في الحروب والنزاعات أو استغلالهم وتحويلهم إلى أيد عاملة. وغير ذلك كثير من الطرق التي تسلب المرء حريته وحقه مكرها أو تمعن في استغلال جهله أو حاجته، مثل الإجبار على العمل في الدعارة وتجارة الأعضاء والزواج بالإكراه وغيرها. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

كثيرة هي الأيام العالمية التي يُحتفل بها في ظل الرأسمالية التي تولد المشاكل والأزمات، فهذا يوم للقضاء على العنف ضد المرأة، وذاك يوم للقضاء على التمييز العنصري، وآخر للاجئين، ورابع للقضاء على الفقر، وأيام أخرى لا يتسع المجال لذكرها، حتى المشاكل التي ظنت البشرية بأنها قد تخلصت منها، عادت إليها بقالب جديد في ظل الرأسمالية، كمشكلة الرق والعبودية.

 

إن الرأسمالية تجعل من الإنسان عبداً لشهواته ورغباته يسعى لتحقيقها بأي وسيلة كانت، وتجعله عبداً للمادة يسعى للحصول عليها بأي ثمن حتى لو كان ذلك الثمن حياة الناس وكرامتهم، حيث أصبح الإنسان يباع ويشترى دون أي اعتبار لإنسانيته، وباتت تجارة البشر وسرقة الأعضاء سوقاً رائجةً، واتخذ هؤلاء “التجار” من المهاجرين واللاجئين لقمة سائغة، وصيداً ثميناً لهم، مستغلين حاجتهم للوصول إلى بر أمان، وحاجتهم للعمل لتوفير حياة كريمة لهم ولذويهم، وفي ظل العبودية الحديثة ظهر عندنا ما يسمى “بالعمل القسري” والذي يتخذ أشكالاً عدة، كعدم دفع الأجور للعمال، والعمل لساعات طويلة دون أيام راحة، ومصادرة وثائق الهوية، والخداع والترهيب والعنف الجسدي أو الجنسي، إضافة إلى السخرة لسداد دين.

 

ولم يكن الأطفال والنساء بعيدين عن هذا “العمل القسري”، فوفقا لتقارير الأمم المتحدة فإن هناك حوالي 21 مليون شخص وقعوا ضحايا العمل القسري، من بينهم حوالي 11 مليون امرأة وفتاة وحوالي 9 ملايين رجل وفتى، يعملون بشكل رئيسي في ظروف عمل قاسية بما فيها الزراعة والبناء والصناعة والعمل المنزلي، وبعض النساء والفتيات يجبرن على ممارسة الدعارة، ويتعرض هؤلاء لسوء المعاملة والاستغلال والعمل بأجر زهيد أو بدون أجر على الإطلاق.

 

لقد أدخلت الرأسمالية العالم في حقبة مظلمة من تاريخ الإنسانية تكابد فيها عبودية جديدة بعد أن حررها الإسلام منها، حين عالج مسألة الرق فجفف منابع الاسترقاق وحض على تحرير العبيد عبر منظومة تشريعية راقية منبثقة من الوحي حفظت للعبيد حقوقهم ورسمت طرقا واضحة لتحريرهم وسدت سبل استرقاق الأحرار، فقلصت أعدادهم وسارت بالبشرية نحو الارتقاء بالإنسان وصون دمه وعرضه وماله، ورفعت من قيمته، وأخرجته من عبودية العباد إلى عبودية الله الواحد الأحد، ومن جور الأديان إلى عدل ورحمة الإسلام.

 

أما على صعيد الاستغلال الاقتصادي والذي يمثل أعلى نسبة من نسب “الرق الحديث” فإن أحكام النظام الاقتصادي في الإسلام، كفيلة بتوفير الحياة الكريمة للأفراد، وبتوفير حاجاتهم، ومنع استغلالهم.

 

ولن تتحرر البشرية من العبودية الجديدة التي وضعتها فيها الرأسمالية، إلا بعودة الإسلام لسدة الحكم عبر إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ونسأل الله تعالى أن يكون قيامها قريباً.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أختكم براءة مناصرة

2016_12_05_TLK_1_OK.pdf