ازدهار ظاهرة العُزّاب في الصين: علامة من علامات موت الحضارة
(مترجم)
الخبر:
ذكرت صحيفة الشعب اليومية في 13 كانون الأول/ديسمبر بأن الصين تصبح بسرعة بلدا من العزاب والعوانس، حيث بلغ عدد سكانها غير المتزوجين رقما ضخما يقترب من 200 مليون عازب. وفقا لبحث أجرته تينسنت في عام 2016، فإن 36.8 في المائة من النساء الصينيات العازبات يعتقدن بأن الزواج ليس من الضروري لتعيش حياة سعيدة.
من بين 200 مليون من الرجال والنساء غير المتزوجين في الصين، أكثر من 58 مليون شخص يعيشون بمفردهم. حيث ارتفعت نسبة السكان غير المتزوجين في الصين من ستة في المائة في عام 1990 إلى 14.6 في المائة من السكان في عام 2013. علماء السكان يعتقدون بأن استقلال المرأة الصينية الحديثة هو أحد الأسباب الرئيسية لتزايد عدد السكان غير المتزوجين.
التعليق:
قبل انهيار أي امبراطورية، فإنها تتآكل أولا من الداخل. الانهيار قد يظهر بشكل مفاجئ، ولكن عمليات التعفن الداخلي تجوف مرونة وحيوية الامبراطورية قبل الانهيار النهائي. وبالمثل مع الصين. فحدوث ذلك لمدة طويلة من الزمن، سوف يتبعه ارتفاع نسبة النساء غير المتزوجات وانخفاض معدل المواليد، ويؤدي ذلك في النهاية إلى هجرة وخيمة للسكان. وهذا يحدث في كل بلد رأسمالي متقدم. الصين – البلد الأكثر سكانا في العالم – من المؤكد أيضا بأنه ستتغير تركيبته باتباعه كباره في الغرب، وكذلك في الشرق كاليابان وكوريا الجنوبية.
عندما تولي النساء للنجاح المادي أهمية أكبر من بناء الأسرة، ولا تؤمن في الالتزام بالزواج، وحتى تعتبر الأطفال عبئا اقتصاديا، فهذه هي حقا الأعراض الأولية لموت الحضارة. سياسة “المرأة كقوة عاملة” الرأسمالية التي ترغم المرأة على العمل، والتي خلقت استغلالا شاملا للعاملات. والتي تسببت في النظر إلى الكثير من النساء العاملات بمكانة أعلى من كونها أمّاً، مما أدى إلى خسارة المرأة لشغفها بأن تصبح زوجة ولها العديد من الأطفال.
لذلك إذا استمرت هذه الحضارة بالشيخوخة وانتظار الموت، فلن يعود لديها سيطرة على الأضرار المجتمعية وستدفع ثمنا باهظا للتقدم الاقتصادي الذي تسعى إليه. في الوقت الذي يسعى المسلمون فيه الآن إلى التجديد، وانتفاضتهم تصبح أعلى صوتا في جميع أنحاء العالم، فإن وعيهم لاستعادة الدور المشرف للمرأة يزداد قوة. فالنظرة الإسلامية للمرأة تري بأن المرأة هي مركز الحضارة، أولئك الذين يريدون الحفاظ على الأسرة والهوية الإسلامية للمجتمع الإسلامي. النساء المسلمات عليهن استعادة مكانتهن المحترمة كمربيات للأجيال المقبلة.
الصين تحتاج بالتأكيد إلى التعلم من الإسلام قبل سقوطها.
وتذكروا قول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير