Take a fresh look at your lifestyle.

أردوغان يستضيف أطفال حلب، وقد خذلهم في عز محنتهم!!!

 

أردوغان يستضيف أطفال حلب، وقد خذلهم في عز محنتهم!!!

 

 

الخبر:

 

ذكرت وكالات أنباء متفرقة، الأربعاء 2016/12/21 خبر التقاء السورية بانا العابد مع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان الذي استقبلها هي ووالدتها في قصرالرئاسة بأنقرة. وكانت بانا العابد ممن خرجوا مع المدنيين من حلب الشرقية قبل أيام بعد الحصار وأعمال الإجلاء.

 

التعليق:

 

حوصرت حلب لمدة أربع سنوات، ثم في لحظة مكر قام أردوغان بسحب الفصائل الموالية لتركيا من حلب وتركها لقمة سائغة للمجرمين من روس وإيرانيين ومليشيا النظام، يقتلون أطفالها وينتهكون أعراض نسائها ويذبحون رجالها. بل فوق ذلك يجلس للتفاوض مع الروس القاتلين، ويمهد لهدنة بحجة إخراج المدنيين فيُخرج معهم المقاتلين بعد أن خذلهم بمنع جيشه من نصرتهم.

 

خذل أردوغان الشام منذ قيام الثورة حتى اليوم مرات ومرات، وهو يكتفي بالتصريحات النارية التي لم تدفئ نارُها أطفال الشام في بردهم ولا آمنتهم في خوفهم وهو المجاور لهم. ترك أطفال حمص وحماة والغوطة والزبداني وأخيراً حلب يواجهون مصيرهم وحدهم. وبانا العابد التي كانت محاصرة في حلب لثلاثة أشهر منذ افتتاح حسابها على تويتر لتغرد منه بالإنجليزية وتنقل ما يحدث للعالم، كانت واحدة من هؤلاء الأطفال الذين خذلهم أردوغان في عز محنتهم، وتركهم لقمة سائغة للموت يحاصرهم جوعاً وبرداً وخوفاً وقهراً وألماً. وهو لا يبارح قصره ينعم بالدفء والأمان ويتسربل باللذة يفاوض قاتلهم على دمائهم. ثم إذا ما خرجوا جلبهم لقصره وجلب الكاميرات لتنقل برَّه وعطفه للأمة التي أسقطته من حساباتها وأدخلته مع العملاء في تصنيفاتها!!

 

شاء الله سبحانه أن تنجو بانا ووالدتها. قابلها أردوغان وأجلسها في حجره، ولم يجد حرجاً في الابتسام في وجهها وهو الذي خذلها وهي تحت النار. ليكون لقاؤها معه رغم فرحتها حجة عليه ستحاسبه الأمة عليها ولو بعد حين.

 

إن المحاصرين في حلب، ودماء الشهداء في عنق أردوغان وكل من خذل الشام ولو بكلمة. ولن تنسى حلب ولا أهلها ولا الشام كلها خذلان تركيا لهم وحرصها في عز محنتهم على مصلحتها بل مصلحة أمريكا. لن تنسى حلب وأطفالها إغلاق الحدود في وجههم وقتل حرس الحدود التركي لأهلهم الهاربين من جحيم بشار. لن ينسى أطفال حلب براميل الموت التي سقطت عليهم ولم يوقفها حكام تركيا وهم قادرون. ولن ينسوا عصابات القتل التي عاثت في بلادهم فساداً ولم تجد شجاعة كافية لدى حكام تركيا لإدخال ولو فرقة واحدة لإيقافهم، كما أدخلوا قوات قدرها 700 جندياً لحراسة ضريح سليمان شاه [الجزيرة 2015/2/22]. أدخل أردوغان جنوده لحراسة ضريح ولم يُدخلهم لإنقاذ أطفال حلب. أما عن رجولته فتمثلت في احتضان بانا العابد بعد عملية إجلاء السكان من حلب!

 

إن كان أردوغان لا يملك من أمره شيئاً، فليسعه بيته وليسلم الأمر لأهله وليكُفَّ عن الخطابات الرنانة عن نصرته للشام ووقوفه مع الثورة.

 

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ * كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ﴾ [الصف: 2-3]

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

 

2016_12_23_TLK_3_OK.pdf