بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب ما يقول عند دخول الخلاء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب ما يقول عند الخلاء”.
حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنسا يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: “اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث“.
هذه رسالة للمسلمين الذين تفلّتوا من هذا الدين وابتعدوا عنه، رسالة لكل من ارتمى بأحضان الرأسمالية والديمقراطية، ظنا منه أنه يشرّع ما ينفعه، رسالة إلى أتباع المبادئ الساقطة والأفكار الغربية من المسلمين أن تفقهوا في دينكم بدل محاكمته بغير علم، عودوا إلى أحكام ربكم، فلا يوجد حدث أو أمر أو فعل أو قول إلا وللإسلام رأي فيه، فقد تدخل الإسلام في أدق التفاصيل في حياة الإنسان ليسعده وينقله من عالم الغرائز إلى عالم المراكز، ومن البهيمية إلى الروحانية.
أيها المسلمون:
لقد تدخّل هذا الدين العظيم في جميع مناحي حياة الإنسان فرسم له خريطة حياته ليسير عليها على هدى من الله، لكن الغريب العجيب أن نرى بعضا من المسلمين لا يلتفت إلى هذه الأحكام وهذه الخريطة الربانية، فيصرّ على أن يأخذ بالديمقراطية وتشريع البشر، وكأن في عينيه عمى وفي أذنيه صمم، أو يقبل مثلا بعضها ويرفض بعضها الآخر، بل إن بعضهم يسير ملتزما بأحكام الطهارة والنجاسة أو يلتزم بالنوافل، وإذا تعلق الأمر بأحكام قيام الدين وبأحكام عودة الخلافة الثانية على منهاج النبوة يتوقف وكأن الأمر لا يعنيه، مع أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد بين هذا الفرض العظيم بشكل واضح من خلال سيرته العطرة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم