الموصل تدمير ممنهج ودماء مهراقة
ضمن الحرب الأمريكية على المسلمين
الخبر:
نشرت الجزيرة نت (2017/1/11) ترجمة لتقرير لمجلة فورين أفيرز الأمريكية حول الحملة العسكرية التي تشنها القوات العراقية وقوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا لاستعادة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة، وتساءلت لماذا تأخذ معركة الموصل وقتا أكثر مما كان متوقعا؟
وأوضحت فورين أفيرز أن المعركة استندت إلى استراتيجية خاطئة ومضلِلة… وأشارت إلى أن الحكومة العراقية طلبت من الأهالي البقاء في الموصل، وذلك لتجنب الزيادة الهائلة في أعداد اللاجئين، لكن تنظيم الدولة يستخدم الأهالي دروعا بشرية، وأن أكثر من ألف من المدنيين لقي حتفه أثناء المعركة. وأشارت إلى أن العديد من العراقيين يعتقدون أن اختيار وقت المعركة كان من قبل أوباما وكان لتعزيز موقف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
التعليق:
تماما كما في الشام، تُراق دماء المسلمين في الموصل، على أيدي التحالف الصليبي، ومن لف لفه من الحكام العملاء، لحسابات سياسية استعمارية، وكما أراد أوباما أن يسجل إنجازا في حلب – من خلال عمالة حكام تركيا وتآمرهم على الثورة وسحب الثوار منها نحو القتال ضمن درع الفرات في الباب، من أجل تسجيل إنجاز للديمقراطيين ولإدارته قبل نهايتها، كذلك يتحدث التقرير عن التوقيت لمعركة الموصل لخدمة الديمقراطيين.
هي دماء المسلمين التي يسترخصها الأمريكان وحلفاؤهم، من أجل مصالحهم الاستعمارية وغاياتهم وتنافساتهم الحزبية، ويتآمر معهم الحكام العملاء لتحقيق تلك الأجندات الصليبية. وبكل صقاعة تبرر حكومة العراق العميلة والمتآمرة تضييع دماء الأبرياء في الموصل تحت دعوى “تجنب الزيادة الهائلة في أعداد اللاجئين”، وهي تقول إنهم يُتخذون دروعا بشرية. فأي حقارة وعمالة لنظام يترك شعبه تحت القصف الذي يشارك فيه لئلا يتحمل أعباء اللجوء؟
إن ما يسمى “التحالف الدولي” ضد (الإرهاب)، هو تحالف ضد الإسلام والمسلمين، وهو لم ينتظر وجود تنظيم الدولة حتى يحارب الإسلام والمسلمين، فقد رفعت أمريكا ذلك الشعار ومارسته، وأراقت دماء المسلمين تحته في أفغانستان وغيرها، قبل وجود ذلك التنظيم وقبل لغوه بإعلان الخلافة بلا مقومات.
إن معركة أمريكا وحلفائها ليست معركة فصائلية، وإن الدماء التي تُراق فيها هي دماء إسلامية، وإن الواجب على المخلصين في جيوش المسلمين أن لا يكونوا مطرقة بيد أمريكا على رؤوس الأبرياء من المسلمين، الذين يسقطون في الموصل، كما يسقطون في مدينة الباب في سوريا على أيدي حلفاء أمريكا في تركيا تحت الشعار نفسه.
إن قضية المسلمين واحدة، وحربهم ضد أمريكا واحدة، ويجب على الأمة الإسلامية أن لا تنظر لتلك الحرب الدموية من باب الممارسات الخاطئة لتنظيم الدولة، بل من باب أنها حرب صليبية على الأمة، يتوجب صدها ويتوجب الكفاح والجهاد لخلع الهيمنة الأمريكية عن بلاد المسلمين، مهما رفعت أمريكا من شعارات ومهما اتخذت من مبررات. ولا يصح لضابط مسلم أن يوالي أمريكا أو يكون حطبة في نارها التي تشعلها لحرق الأمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين