صندوق النقد الدولي يذرف دموع التماسيح على تنزانيا
(مترجم)
الخبر:
أورد الإعلام التنزاني تحذير صندوق النقد الدولي للاقتصاد التنزاني، وينصّ التحذير على أن سياسات الرئيس جون ماغوفولي يمكن أن تضرّ بالاقتصاد التنزاني وخصوصًا سياساته المختلطة والشك في أعماله التي من الممكن أن تصدم السجل القياسي لتنزانيا في النمو الاقتصادي المستقر.
التعليق:
بحسب صندوق النقد الدولي فإن النهج الاقتصادي للرئيس جون ماغوفولي وإدارته تواجه أربعة تحديات جوهرية وخطر تقويض استقرار الدولة الاقتصادي الكلي. وقال الصندوق إن هذه التحديات هي الموقف الصعب للسياسات الاقتصادية الكلية، وبطء نمو الائتمان والذي يمكن أن يطول، والتطبيق البطيء للاستثمار العام، بالإضافة إلى شلل القطاع الخاص حول الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة للحكومة.
ومن المثير للاهتمام، من الجهة الأخرى، ترحيب صندوق النقد الدولي بإجراءات الرئيس ماغوفولي في جميع إيرادات الضرائب ووصفها بحرب محورية ضد التهرب من الضرائب، والتي ستؤدي في النهاية إلى إيرادات أعلى.
في الحقيقة إن إجراءات الرئيس ماغوفولي في إعادة بناء الاقتصاد التنزاني لا يقصد من خلالها مساعدة الشعب، بل على العكس وإنما يقصد منها زيادة الضغط عليهم للمزيد من البؤس والفقر.
بالإضافة لهذا فإن تصريحات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هي فقط ستار، لكونهما المؤسستين الألد عداوةً للدول النامية مثل تنزانيا لأن شروطهما وسياساتهما لا ترأف أو تشفق على الفقراء أو أهل تنزانيا بشكل عام. هذه المؤسسات المالية لطالما جعلت الدولة النامية تنزف من خلال سياستها الاستغلالية وقروضهما مرتفعة الفوائد بالإضافة إلى التدخل السافر والظالم في اقتصاديات الدول النامية.
وفي النهاية تضطر الدول النامية إلى زيادة الضرائب ومعدلات الفائدة وتخفيض قيمة عملاتها والخضوع للتعليمات الاقتصادية مثل التقشّف المالي وتحرير المال والخصخصة وغيرها…
جميع هذه الإجراءات الاستعمارية الجديدة أدّت إلى تخفيض الحكومات للإنفاق وانخفاض الإنتاج، وزيادة نسبة البطالة، وتوقف الاستثمار المنتج، والسياسة المالية الضيقة، والارتفاع الجنوني للفوائد.
من هنا، فإن الأعمال الحالية التي يقوم بها الرئيس ماغوفولي هي إجراءات أملاها عليه صندوق النقد الدولي لمصلحة المؤسسات الاقتصادية العالمية والدول الرأسمالية العظمى.
لذا، فإن تحذيرات صندوق النقد الدولي لا تهدف على الإطلاق إلى مساعدة الفقراء ولكنها تزيد من ثروات البرجوازيين مثل المستثمرين على المدى القصير بالإضافة إلى زيادة رؤوس أموالهم للأبد.
إنّ الدول النامية مثل تنزانيا بحاجة إلى تغيير فكري شامل يحرّرهم من الاقتصاد المعتمد على الغير ويجردهم للأسف من استقلالهم السياسي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي عمور
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا