Take a fresh look at your lifestyle.

حين يُرقَبُ الدّواءُ مّمن زرع الدّاء يُصبح الحلمُ حِمْلا ويسقط قناع الأعداء

 

حين يُرقَبُ الدّواءُ مّمن زرع الدّاء يُصبح الحلمُ حِمْلا ويسقط قناع الأعداء

 

 

الخبر:

 

تسبَّب قرار الإدارة الأمريكيّة المتعلّق بحظر دخول رعايا سبع بلاد إسلاميّة إلى الولايات المتّحدة بعاصفة من الجدل وردود الفعل داخل الأراضي الأمريكية وعبر العالم، إلاّ أنّ المتضرّرين الرئيسيّين هم أفراد وعائلات من جنسيّات مختلفة، أغلبهم من تلك الدّول، كانوا يحلمون ببدء حياة جديدة بعيدة عن المآسي والحروب والظّلم، فتعثّروا بقرارات سياسيّة حكمت عليهم بالعودة إلى حيواتهم السابقة دون أدنى تصوّر لما يخبئه لهم المستقبل. (فرانس 24)

 

التعليق:

 

كثرت الانتقادات والتنديدات إثر تصريح ترامب وقراره منع دخول رعايا سبع دول – وهي سوريا واليمن والصومال وإيران والسودان والعراق وليبيا – إلى الولايات المتّحدة.

 

أطلقت “أفاز” العالمية مثلا عريضة وقّعها أكثر من أربعة ملايين شخص من مختلف الدّول، وجّهت فيها خطابا له أكّدت فيه أنّ “العالم بأجمعه يرفض خوفه من الآخر، ودعواته إلى الحقد وعدم التسامح”.

 

وأشارت العديد من الجماعات الحقوقيّة إلى أنّ هذا القرار يستهدف المسلمين بسبب عقيدتهم كما وأكّد حقوقيون أنّ الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة شنها أمريكيون أو رعايا دول أخرى لم يشملها القرار…

 

فأيّ مستقبل هذا يأمله اللاجئون؟ وبأيّ حياة يحلمون؟ لقد كشّر هذا الحقود الذي عرف بعدائه للإسلام والمسلمين عن أنيابه وسارع بتوجيه نباله المسمومة. أمام هذه العواصف من الانتقادات حاول ترامب إنكار ذلك  بقوله “حتى أكون واضحا، هذا ليس حظرا على المسلمين، كما تنشر وسائل الإعلام بصورة خاطئة”. وأضاف “هذا لا يتعلق بالدين – هذا يتعلق بالإرهاب وحماية البلاد. هناك أكثر من 40 دولة حول العالم ذات أغلبية مسلمة ولم يشملها القرار”.

 

حجج واهية تدلّل فقط على تفاني حكّام أمريكا الواحد تلو الآخر في خدمة أمنهم الوطني فيسير الواحد منهم لا يحيد لتبقى الولايات المتحدة الدّولة العظمى المتحكّمة في العالم. لقد سبق ووصف الكونغرس وإدارة أوباما تلك الدول بأنّها “أكثر الدّول الرّاعية للإرهابيين”. وعلى دربهما سار ترامب وجاهر بحربه.

 

يجاهرون بالحرب على الإرهاب “الإسلام”… والمسلمون يتوجّهون إليهم يسألونهم النجاة والإعانة واللّجوء لما يلقونه في أوطانهم من حروب ومجاعات وظلم؛ يحسبونهم الملاذ فيتّخذونهم أولياء وهم العدوّ فليحذروه! هو عدوّهم وعدوّ دينهم وحضارتهم، فكيف يرقبون منه الدّواء وهو من زرع لهم وفيهم الدّاء؟؟!! ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون: 3]

 

حين يكون وضع حدّ لعدد اللّاجئين المسموح باستقبالهم خلال عام 2017 أحد بنود هذا القرار، وحين يكون فيه تأكيد على أن لا يتعدّى 50 ألف لاجئ مقابل 110 آلاف وفقا لقرار الرئيس السابق باراك أوباما، فإنّ ذلك يفضح الوجه الحقيقي لهذا البلد “الديمقراطي” وهذا البلد الرّاعي والحامي الذي يفرق فيه بين الأجناس وبين الأديان ليحيا الأسود مضطهدا يقتله الأبيض ويتفنن في التنكيل به ويبقى المسلم أو المسلمة يخشى بطش متطرّفين حاقدين يقتلونه لخروجه لأداء صلاته بالمسجد أو لارتدائها لباسها الشرعي.

 

ويكشف كذلك عجزه عن الوفاء بالوعود وعدم قدرته على حلّ المشاكل والأزمات ورفعه الراية البيضاء معلنا فشله الذريع وضرورة حلول من تقدر على إسعاد البشرية جمعاء: دولة الخلافة على منهاج النبوّة!

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

زينة الصّامت

 

 

2017_02_03_TLK_2_OK.pdf