Take a fresh look at your lifestyle.

أمريكا تسند موقف حلفائها في اليمن بمزيد من الحشد العسكري

 

أمريكا تسند موقف حلفائها في اليمن بمزيد من الحشد العسكري

 

 

الخبر:

 

المدمرة الأمريكية “كول” تصل قبالة السواحل اليمنية قرب مضيق باب المندب. (رويترز، 2 شباط/فبراير)

حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” تعبر قناة السويس باتجاه ميناء الحديدة في البحر الأحمر، بالإضافة لسفن حربية أخرى. (وكالات، 4 شباط/فبراير)

 

التعليق:

 

جاء هذا التصعيد العسكري الأمريكي بحجة حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر بعد مهاجمة الحوثيين لفرقاطة سعودية أدى لمقتل شخصين، وبحجة مواجهة حلفاء إيران في المنطقة. إلا أن هذا مجرد تغطية للهدف الحقيقي وهو مساندة عملاء أمريكا في المنطقة، بعد التراجع العسكري للحوثيين داخل اليمن، وفقدانهم لمناطقهم واحدةً تلو الأخرى، بعد تقدم قوات هادي بمساندة إماراتية غرب اليمن واستيلائها على باب المندب وميناء المخا.

 

وبهذا التراجع العسكري للحوثيين وتصدع تحالفهم مع المخلوع صالح، كان واضحا أن عبد ربه هادي بإسناد من مشيخات الخليج وخصوصا الإمارات، يحرزون تقدما عسكريا يسندهم في المفاوضات الأممية التي أعلن عن قرب انعقادها المندوب الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبالفعل فقد صرح هادي بعد ذلك التقدم العسكري لصحيفة القدس العربي: أنه يرفض خارطة الطريق الدولية، وأنه لن يخضع لأي ضغوط دولية للموافقة عليها (المقصود بها ضغوطا أمريكية)، وكان قد أشار للصحيفة نفسها أن وزير خارجية أمريكا الأسبق جون كيري قد التقى الحوثيين بنفسه في مسقط، وقال هادي إن الخارطة الأممية تكافئ الانقلابيين في إشارة للدعم الأمريكي لهم.

 

وبهذا لجأت أمريكا إلى الحشد العسكري المباشر، بعد مكالمة تمت بين ترامب والملك السعودي سلمان، أسفر عنها هذا الوجود العسكري الأمريكي الكثيف قبالة السواحل اليمنية، بينما القضاء على الحوثيين لا يتطلب من أمريكا كل هذا الوجود العسكري، وكان يكفيها إعطاء الإذن لقوات ما يسمى التحالف العربي بدخول صنعاء، في الوقت الذي تقف فيه تلك القوات على بعد 20 كم من العاصمة اليمنية منذ قرابة العامين!

 

إلا أن حقيقة هذا الحشد العسكري الأمريكي هو من أجل الضغط على حكومة هادي للقبول بالتسوية السياسية التي تجعل من الحوثيين جزءاً من الحل السياسي في اليمن، وتهديدا للحكومة اليمنية بالتدخل العسكري بحجة محاربة القاعدة، التي زادت من نشاطها مؤخرا في الداخل اليمني!

 

وبهذا يتضح أن أمريكا لن تتخلى عن مزاحمة بريطانيا في اليمن، وأن التنافس بينهما على أشده حتى يتم التوصل لتسوية تسند الوجود البريطاني في مستعمرتها القديمة الجديدة، وتسمح بوجود أمريكي، خضوعا للضغوط الأمريكية القوية.

 

والأمر الوحيد الذي سيخلص اليمن من الهيمنة الغربية عليها هو التفاف أهلها حول مشروع حقيقي ينبثق من عقيدتهم الإسلامية ويطرد النفوذ الغربي من بلادهم للأبد، وهذا المشروع هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقد أزف أوانها بإذن الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله باذيب – اليمن

2017_02_06_TLK_4_OK.pdf