Take a fresh look at your lifestyle.

حتى لو طرد ترامب جميع المسلمين والمكسيكيين من أمريكا، ارتفاع أي جدار لن يكون كافياً لحماية الأمريكان من أنفسهم (مترجم)

 

حتى لو طرد ترامب جميع المسلمين والمكسيكيين من أمريكا،

ارتفاع أي جدار لن يكون كافياً لحماية الأمريكان من أنفسهم

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

رداً على مزاعم ترامب المتكررة حول التهديد الأكبر لأمريكا من الإرهابيين المسلمين، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالة بتاريخ 11 شباط/فبراير، تحت عنوان: “الأزواج أكثر فتكاً من الإرهابيين”. فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز بحثاً من معهد كاتو حيث يبين البحث أنه “خلال الفترة بين عامي 1975 و2015، فإن رعايا الدول السبع التي حظر ترامب السفر منها، لم يقتلوا أي أمريكي!” ولكن، وجدت الصحيفة أن بعض المسلمين قد قاموا بهجمات إرهابية والتي قتل فيها 123 شخصاً في أمريكا منذ 11 أيلول/سبتمبر مقارنة مع 230 ألف جريمة قتل أخرى! وقد سخرت الصحيفة من منطق ترامب الزائف حول خطر (الإرهاب)، حتى إن ترامب قد قال أكثر من ذلك حول القتل.

 

التعليق:

 

إن الإدارة الأمريكية الجديدة تلعب بمشاعر رعاياها إلى حد لم يسبق له مثيل، ولقد كان ترامب وفريقه مشغولين على مدى الثلاثة أسابيع الأولى في اختراع إحصاءات كاذبة في محاولة بائسة لإقناع الناس وتبرير الحظر المفروض على هجرة المسلمين إلى أمريكا. وقد جعلت كيليان كونواي – واحدة من كبار مستشاريه – من نفسها أضحوكة بادعائها أمام وسائل الإعلام بأن الحظر المفروض على هجرة المسلمين من شأنه أن يمنع المجازر من الحدوث مرة أخرى مثل مجزرة بولينغ غرين، في حين إن المجزرة لم تحدث أبداً!

 

بينما يتم استهداف المسلمين على أنهم التهديد الأكبر، فإن ترامب مشغول أيضاً بالتحذير من ارتفاع الجرائم والقتل في أمريكا، ولكن حتى في هذا الأمر فقد عرض نفسه للمزيد من السخرية. حيث قال في اجتماع مع قادة الشرطة في 7 شباط/فبراير: “إن معدل القتل في بلادنا يعتبر الأكثر منذ 47 عاماً، صحيح؟ هل تعلمون ذلك؟ لقد اعتدت استخدام ذلك – لقد ذكرته في سباق سابق ودهش الجميع لأن الصحافة لا تقول الحقيقة كما هي”. صحيح أن معدل القتل مرتفع وأن جرائم القتل قد ارتفعت في العام الماضي كما تشير الإحصاءات، إلا أنها في الواقع أقل مما كانت عليه في كثير من الفترات خلال الـ47 عاماً الماضية. ومرة أخرى، تصحح وسائل الإعلام الأرقام الكاذبة لترامب.

 

في وقت سابق، سأل بيل أورايلي ترامب عن سبب احترامه للرئيس الروسي بوتين بينما هو (بوتين) قاتل، كان رد ترامب: “هناك الكثير من القتلة، لدينا الكثير من القتلة. ماذا، هل تعتقد أن بلدنا بريء للغاية؟” إن اعترافه بذنب السياسة الخارجية الأمريكية هو الشيء الأصدق في خطابات ترامب منذ توليه الرئاسة وحتى الاّن. إن ما تبقى لنا هو سؤال ترامب، إذا كان خائفاً جداً على حياة الأمريكيين في بلادهم، فأين سيبني الجدار لحماية الآلاف من الأمريكان الذين سيقتلون هذه السنة في جرائم لا علاقة للمسلمين أو الإرهابيين أو المكسيكيين بها؟ أما بالنسبة للمكسيك، فقد أصدرت الحكومة المكسيكية تحذيراً لرعاياها هذا الأسبوع لاتخاذ احتياطات إضافية على سلامتهم في أمريكا بسبب الهستيريا التي تسببها وصف ترامب المعادي لهم. إن هذا الأمر ليس بالشيء الجديد على المسلمين. فقد قالت نيويورك تايمز إنه في عام 2016 قد فاق عدد المسلمين الذين قتلوا في أمريكا 6 أضعاف عدد الأمريكان الذين قتلوا على يد متطرفين مسلمين. فحتى لو طرد ترامب جميع المسلمين والمكسيكيين من أمريكا، فارتفاع أي جدار لن يكون كافياً لحماية الأمريكان من أنفسهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

2017_02_17_TLK_1_OK.pdf