Take a fresh look at your lifestyle.

إن الله سيبطل مكر أردوغان

 

إن الله سيبطل مكر أردوغان

 

 

 

الخبر:

 

نقل موقع الجزيرة نت يوم الأحد، 2017/2/26م خبرا تحت عنوان (أردوغان يستقبل البارزاني في إسطنبول) جاء فيه:

 

“استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد في إسطنبول رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني. وحسب مصادر في الرئاسة التركية، فإن من المنتظر أن يتناول أردوغان مع البارزاني آخر التطورات في مدينة الموصل وقضاء تلعفر شمالي العراق، إلى جانب تواجد عناصر من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وآخر المستجدات على الساحة السورية.”

 

التعليق:

 

لا يكاد يمر حدث أو عمل سياسي من أردوغان تركيا إلا ونجده يجمع فيه بين المتناقضات، فتارة يُعظّم سلاطين بني عثمان لا على اعتبارهم سلاطين حكموا بالإسلام وإنما باعتبارهم حكاما أتراكاً ويجمعهم ومصطفى كمال على صعيد واحد ذلك المجرم الخائن العميل عدو الإسلام والمسلمين، وتارة يجعل من حلب وحماة خطا أحمر ونسمعه يصرخ بأعلى صوته بأنه لن يسمح بحماة وحلب ثانية ونجده على أرض الواقع يتآمر على الثورة السورية ويبيع حلب بثمن بخس إرضاء لأمريكا ضاربا عرض الحائط بكل تصريحاته النارية التي لم تطلق رصاصة ضد أعداء الإسلام، وإنما جعل جيش تركيا يخدم المصالح الأمريكية خدمة العبد لسيده.

 

ولم تقف تناقضات أردوغان عند هذا الحد أو ذاك بل وصلت إلى ما يُعرف بالمسألة الكردية، فتركيا تُعاني من الأكراد السوريين الذين لا يخفون مطالبهم بإقامة منطقة حكم ذاتي على الحدود مع تركيا وأمريكا تدعمهم سرا في مطالبهم الانفصالية، وهو أمر مقلق ولا شك للساسة الأتراك ويثير مخاوفهم، خاصة أن أمريكا تشجع أكراد تركيا كذلك على المطالبة بالانفصال، ثم يأتي أردوغان بعد هذا كله وينسق مع أكراد العراق استجابة على ما يبدو لمطالب أمريكا تحت ذريعة ما يسمى “محاربة الإرهاب”، فهل يثق أردوغان بوعود أمريكا له بأنها لن تدعم قيام كيان كردي على الأراضي التركية؟ أم أنه يعرف أن أمريكا لا تحفظ عهدا ولا تقيم بالا لعميل؟ لكنه رضي على نفسه أن يكون من أصاغر الناس عبدا وإن أوهم أنه غير ذلك.

 

فأردوغان في أعماله هذه لا شك أنه يسير تبعا لما تمليه عليه أمريكا، لا يحيد عنها قيد أنملة، وهنا نسأل من يثق بعدُ به، هل أردوغان وسائر حكام العرب والمسلمين محل ثقة أكثر مما كان يثق المسلمون بأبي بكر وعمر؟! ومع ذلك غضب حبر الأمة ابن عباس عندما كان يقول قال رسول الله rفيعارضه أحدهم بقوله قال أبو بكر وقال عمر! وشنّع عليهم قائلاً: “توشك السماء أن تنزل عليكم حجارة، أقول لكم قال رسول الله rوتقولون قال أبو بكر وعمر”.

 

وقد رُوي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه لما نازعه بعض الناس في بعض السنة قال: “هل نحن مأمورون باتباع عمر أم باتباع السنة؟” فهل المسألة مسألة قلة ثقة بأبي بكر وعمر؟ لا وربي ولكنها مسألة اتباع الشرع دون الشخص، ومكر أردوغان فإن الله سيبطله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بسام المقدسي – فلسطين

2017_02_28_TLK_3_OK.pdf