Take a fresh look at your lifestyle.

كـ”الخبز والسيرك” النظام الباكستاني يستغل “الأحداث الرياضية” لإخفاء مكائده وجرائمه البشعة (مترجم)

 

كـ”الخبز والسيرك”

النظام الباكستاني يستغل “الأحداث الرياضية” لإخفاء مكائده وجرائمه البشعة

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

كما ورد في الفجر بتاريخ: 2 آذار/مارس 2017، فقد قال مسؤول شرطة العاصمة لاهور، أمين واينز: “لأجل مستوى عال من الحذر، سيقوم الجيش الباكستاني، والحرس، والشرطة البنجابية بالسيطرة على محيط مدرج قذافي والمناطق المجاورة له قبل نهائيات الدوري الباكستاني الممتاز بيوم”، “لقد استدعينا 10 من كبار ضباط الشرطة من كل المحافظة لمهمات مختلفة بخصوص الإجراءات الأمنية المشددة للحدث الرياضي”، بالإضافة إلى ذلك فإن الشرطة البنجابية، والقوات البحرية، ووحدة استجابة الشرطة، وقوات النخبة، والعاملين في عدة محطات شرطة تم توظيفهم لحراسة المدرّج، وكل الطرق، والمباني والشوارع القريبة”.

 

التعليق:

 

إن الشعب الباكستاني ولعقود كان مهووسا بالكريكت. ففي الأسابيع الأخيرة وصل جنون الكريكت في باكستان ذروته حيث تابع الشعب الدوري الباكستاني الممتاز مع التركيز بشكل خاص على النهائيات والتي ستتم في لاهور. ومن الأسباب التي جعلت الدوري يجذب كل هذا الاهتمام من الشعب سواء في باكستان أو خارجها أنه ومنذ الهجوم على الفريق السريلانكي قبل 8 سنوات لم يتم إجراء أي مباراة دولية للكريكت في باكستان بسبب المخاوف الأمنية التي أبدتها دول مختلفة. إلا أن النظام الباكستاني لم يترك أي وسيلة بهدف جذب اهتمام الشعب بهذا الدوري.

 

حتى وبالأخذ بالاعتبار موجة العنف الأخيرة، مضى النظام قدما بقراره فيما يخص تحديد المباراة النهائية للدوري الباكستاني الممتاز في لاهور. حيث طبق إجراءات استثنائية وعزز الأمن في لاهور، حيث ستجري المباراة النهائية. لقد تم توظيف العديد من القوات الخاصة وإقامة العديد من نقاط التفتيش. حتى إنه قبل أيام من المباراة النهائية تم تطويق المناطق المجاورة لها، كما تم إجبار المحلات التجارية، وقاعات الأفراح، وغيرها من الأماكن العامة القريبة على الإغلاق، كما تم تعطيل وحدات توزيع الغاز، وتحويل اتجاه حركة المرور، كما بدأ التفتيش الصارم والاستجواب، وهذا كله وضع أجزاء من لاهور تحت حالة من الشلل التام. وليس هذا فقط، بل إن جيش النخبة ودوائر الشرطة قامت مباشرة بعد هجوم لاهور المأساوي (الأول في موجة العنف الأخيرة) بالادعاء سريعا أن هذه الهجمات تمت حياكتها بهدف منع إجراء المباراة النهائية في لاهور. ففي الأيام الأخيرة، قامت منافذ الإعلام ودوائر النظام والمعارضة بتركيز اهتمام الشعب بشكل أساسي على الدوري الباكستاني الممتاز فقط. باستخدام أفكار بلهاء مثل أن هذا الدوري الباكستاني الممتاز سيعكس “صورة سلمية إيجابية عن الدولة للمجتمع الدولي” أو أنه “سيكون هزيمة للإرهابيين”.

 

وعلى صعيد آخر، فباستغلال موجة العنف الأخيرة، وحسب ما أملته عليه الإدارة الأمريكية، أطلق النظام الباكستاني عملية عسكرية أخرى في الدولة وبالأخص في المنطقة الحدودية مع أفغانستان. فكما ورد في الفجر بتاريخ: 16 كانون الثاني/يناير 2017، فإن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس قال: “أنا أؤمن أنه يجب أن يقوموا بالمزيد للتعاون مع جارتهم. يجب أن ندفع باكستان لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد طالبان وشبكة حقاني،”

 

لقد لعب النظام الباكستاني دورا حيويا في تقوية الموقف الأمريكي في أفغانستان مقارنة بسنوات سابقة. إلا أن قيام حركات المقاومة بهجمات جديدة في أفغانستان ضد أمريكا وقوات حلفائها، أشعل بعض المخاوف من خسارة المكاسب الأخيرة للولايات المتحدة. إن الضغط “لبذل المزيد” من الإدارة الأمريكية السابقة والحالية اشتد على باكستان وكان لا مفر من إطلاق عمليات جديدة. أما النظام فاستغل هذه الأحداث الرياضية لتشتيت انتباه الناس عن عملية أخرى وحشية ضد المسلمين الذين يساعدون حركات المقاومة في أفغانستان بهدف تأمين المصالح الأمريكية.

 

قديما في التاريخ، كان القادة الرومان ينظمون أحداثا رياضية ومهرجانات كبيرة لاستغلال الناس للوصول إلى السلطة ولتشتيت انتباههم عن سياساتهم القمعية. ومعروف هذا في التاريخ بـ “الخبز والسيرك”، حيث كان الحدث مشهورا في المنطقة كلها، حتى إنه كان يجذب شعوبا أخرى. والنظام الباكستاني يفعل ذلك تماما.

 

لقد قُتل عشرات المسلمين وجُرح المئات في الهجمات الأخيرة إلا أن النظام يهتم بالحدث الرياضي أكثر من اهتمامه بشعبه. فبدلا من طرد أمثال شبكة ريموند ديفيس التي تعمل تحت غطاء الدبلوماسيين وإغلاق السفارات الأمريكية مع مراكز إدارة العمليات العسكرية، فإن النظام يمتثل لأوامرهم. وبهذا نكرر أن القيادة الخائنة في باكستان تعمل ليلا نهارا لتأمين السيطرة الأمريكية في المنطقة على حساب المسلمين في باكستان والمنطقة.

 

أما بالنسبة للمسلمين، فإن نقاش أي حدث كالمهرجان الرياضي الحالي يجب أن لا يقتصر على كونه جائزا بل يجب أن يدربوا أنفسهم على فهم الأهداف التي يبغي الحكام تحقيقها تحت غطاء أي حدث. كما أن على المسلمين أن يحددوا أولوياتهم حسب الشريعة الإسلامية. فلا يجب جعل أي حدث رياضي أو مهرجان مسألة حياة. لقد لوّث النظام يده بدماء المسلمين المسفوكة والتي ما زالت مستباحة. فعلى المسلمين أن يتجنبوا الانقسام بسبب أحداث رياضية كهذه والتي تستخدم لإخفاء جرائم الحكام الخونة البشعة.

 

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِى ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس محمد صلاح الدين

2017_03_08_TLK_1_OK.pdf