نصائح للآباء والأبناء -نصيحةعن الصلاة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله مستمعينا مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ، ويتجدد لقاؤنا معكم في سلسلة حلقات نصائح للآباء والأبناء
ونصيحتنا اليوم متعلقة بتذكير الأهل بفرض الصلاة على أبنائهم والإصرار على تربيتهم وتعويدهم عليها
فالصلاة كما هو معلوم ركن من أركان الإسلام ، وأنها فرض على المسلمين ،حيث يقول الله عز وجل في محكم كتابه “وأقيموا الصلاة ” البقرة 43ويقول أيضا “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانيتين”البقرة 238.كما أن الصلاة جعلت قرة عين للرسول صلى الله عليه وسلم فمن أراد هدي حبيبه فليجعلها قرة عين له وليثابر على جعلها قرة عين لولده .
ومما امتازت به الصلاة أنها وقاية للنفس حيث يقول الله في محكم كتابه “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر “العنكبوت 45كما أننا نغيظ بها الشيطان لم لها من هيئة الركوع والسجود للواحد القهار .وفي غمار البحث عن المنفعة لنا ولكم استوقفتنا هذه الآية الكريمة “من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة “التوبة 18نلاحظ في الآية اجتماع ركنين من أركان الأيمان وركنين من أركان الإسلام وكلنا يعلم أن أركان الأيمان وأركان الإسلام هما صبغة المسلم ،والمسلم الفطن يتعامل معهما كجناحي الطائر حيث لا يستتب له الطيران الذي فيه معاشه واستقرار حياته إلا بهما .فعلى المسلم أن يجاهد نفسه فيهما حتى يحسن الطيران بهما ولا يكتفي بمجرد أن يكون مسلما بالفطرة ويورثه أهله الدين .
فلا عمل يقبل قبل الإقرار بوحدانية الله ولا عبادة له دون أن تكون تبعا للكيفية التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .ونعود إلى رحاب الآية ونقول ، الأيمان بالله والأيمان باليوم الآخر هما أمران ، الأول يفي الإقرار بوجوب الأيمان بواجب الوجود وهو الملك لا أله إلا هو ولا معبود بحق سواه .والأمر الثاني وهو الإقرار بأن العبد لا محالة خاضع للحساب فاليوم الآخر هو يوم العرض والجزاء وبه توزن جميع أعمال العبد وقد بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “أول شيء مما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته المكتوبة ،فان أتمها وإلا زيد فيها من تطوعه ، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة كذلك “. أما ركني الإسلام المذكوران في الآية فهما الصلاة والزكاة وهي أعمال تتحقق فيها مظاهر الإقرار بالعبودية لله عز وجل .
فالزكاة شرطها اكتمال النصاب وان يحول عليه الحول وهي ليست مجال الحديث اليوم .
أما الصلاة وهي محور البحث فقد جعلت كتابا موقوتا حيث يقول المولى عز وجل “إن الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” . فهي واجبة خمس مرات في اليوم بل وأمرنا بالاصطبار على تأديتها . حيث يقول الله عز وجل ” وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها “طه 132.
وأوقاتها معلنة رغم أنف الكافرين والحاقدين على الدين من خلال مآذن بيوت الله .
فالصلاة فرض واجبة على كل مسلم عاقل بالغ ذ كرا كان أو أنثى .
فكونوا أيها الآباء والأمهات ذوي عزيمة وهمة عالية في أداء صلاتكم وفي إصراركم على تعويد أبناءكم إياها لذلك سنهديكم بعض النصائح في تعويد أبناءكم الصلاة لعلها تنفعنا وإياكم .
أولى هذه النصائح كونا أيها الأب وأيتها الأم القدوة الحسنة في بيتكم فتعمدوا الصلاة في أماكن يرونها أبناءكم واحرصوا على أن ينتبهوا من خلال تصرفاتكم أن الصلاة لا تجوز دون طهارة .
ثانيا يجب الاهتمام لفارق السن عند تعليم الأبناء الصلاة فمن في بيته أطفال دون السابعة عليه أن يعلم أن عند الصغار رغبة للتقليد فننصحكم بتوظيفها في تقليد حركات الصلاة وأقوالها مع العلم أنهم في هذه السن قد يربكونكم ويزعجونكم أثناء تأديتكم الصلاة فأرفقوا بهم عند فعلهم ذلك فهم لا يتقصدون الإزعاج بل هم يعتبرونك عالمهم المباح والخاص بهم .
أما من هم فوق السابعة دون العاشرة فأولى الخطوات معهم تقتضي التنبيه أن الصلاة دون طهارة لا تجوز لذلك ينبغي تعليمهم سنن الوضوء والفاتحة السور القصيرة و دعاء الاستفتاح و جميع أقوال و أعمال الصلاة ولا بأس أن تذكروا أمامهم بعض أحكام الطهارة مثل التيمم والمسح على الجبيرة والمسح على الخفين ونحو ذلك كما يجب المواظبة دون تذمر أو ملل بتذكيرهم الصلاة عند دخول وقتها ،ولا يجب إلقاء المهمة على عاتق الأم وحدها بل ينبغي متى ما دخل الأب البيت أن يجعل التذكير همه .
أما من هم أكبر سناً فالأمر لهم يأخذ منحاً آخر وهو الحزم الشديد بل وأمرهم بالتبكير للوضوء استعدادًا للصلاة قبل دخول وقتها ويفضل اصطحابهم إلى المساجد من اجل إدخال مفهوم(صلاة الجماعة) وننصح من ترك أثر أكبر في ذاكرة الصبي أن نشتري له الهدمة الجديدة لأول صلاة جمعة يحضرها حيث نرى فيها فائدتين الأولى انه سيحب هذا اليوم لما للهدية من وقع على قلب صاحبها والثانية انه سيتعلم أن عليه أن يتزين لبيوت الله فيكون في أحسن حالة ممكنة .
وان لمستم التهاون منهم فاستخدموا الضرب وليكن ضربا تأديبيا لا تعذيبيا وبضوابطه الشرعية ولا تكونوا ممن يضربون أولادهم إذا عبثوا بأغراضهم أو كسروا بعض الأواني ولا تضربوهم إذا لم يصلوا فتغضبوا لأنفسكم ولا تغضبوا لله .
كما ينبغي أن تعودوا أولادكم أن يذكّر بعضهم بعضا لأوقات الصلاة وان يؤم بعضهم بعضا بل و يفضل اصطفاف الأسرة أحيانا للصلاة جماعة في البيت فان لوقوف الذكور أمام الإناث في الصلاة دلالة عظيمة في تربية الأبناء فهي تمهد في نفوس الذكور دور القوامة وتمهد في نفوس الإناث قبول القوامة بصدر رحب وطبيعي وذلك خلافا لما تحاول أنظمة الديمقراطية تخريبه في نفوس أبنائنا.
وان كان الأبناء خارج البيت يفضل أن نبعث لهم رسالة هاتفية تذكرهم بدخول وقت الصلاة ، ونرجو من الأم أن تراقب بناتها فمنهن من تقضي الوقت بزينتها ووضع المساحيق وتتقاعس عن طلب الوضوء لأداء الصلاة فعلى الأم هنا أن توضح لبناتها أن للمعصية ظلمة تظهر على الوجه وان كن ذوات بشرة بيضاء ولن تخفيها آلاف الغرامات من المساحيق التجميلية وان للطاعة نورا يشع بالوجه ولو كن ذوات بشرة سمراء .
كما نوصي بان ينام الأولاد على وضوء وبعد صلاة العشاء مباشرة تأسيا بما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي برزة رضي الله عنه قال “إن رسول الله كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعده ” و عليكم أيضا أن تحرصوا أن ينام الأولاد وقتا كافيا حتى يتمكنوا من نهوض أيسر لصلاة الفجر ولا ننسى أن نثني بالخير على الأبناء والدعاء لهم بالثبات عند كل صلاة وأخيرا ركزوا على إيصال مفهوم واضح أن الصلاة لا تسقط عن المسلم البالغ لأي سبب كان إلا في ثلاث حالات وهي المجنون والحائض والنفساء وان للصلاة هيئات مختلفة في أوقات الحرب والخوف والمرض الشديد .
إخوتي في الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من دل على خير فله مثل اجر فاعله “فانظروا كم سيصلي أولادكم في حياتهم وكم سيبلغكم من الأجر في كل صلاة يؤدونها فهذا نهر من الحسنات فانهلوا منه هنيئا لكم صالح الأعمال .
نصيحة اليوم لكم أبنائي ستكون بمثابة سرد لبعض أحاديث الرسول (ص) حول الصلاة وأهميتها وما وجدت أفضل من هذه الأحاديث أهديها لكم لعلها تحثكم على عدم التفريط بهذا الركن العظيم في الإسلام.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :”سألت النبي (ص) : أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على
وقتها ، قال : ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين ، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله ، قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني”.
وهل للعبد المسلم غاية أفضل من نيل محبة الله.
أما الحديث الثاني فعن أبي هريرة انه سمع رسول الله يقول ” ارايتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول ذلك يبقى من درنه ؟ قالوا : لا يبقي من درنه شيئا ، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا” .
وهل يرجو العبد المسلم شيئا من حياته إلا أن يلقى الله خاليا من الخطايا فيضمن سلامة عبور الصراط
والدخول إلى جنة الخلد .
وفي رواية لأبي داود من طريق معاوية بن الحكم السلمي قوله (ص)”إنما الصلاة لقراءة القرآن وذكر الله عز وجل ،فإذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك “
لكل عمل أدوات وأدوات الصلاة ذكر الله فحافظوا أبنائي على تعهد كتاب الله وحفظ آياته حتى تتمكنوا من إتقان صلاتكم .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مفتاح الصلاة الطهور،وتحريمها التكبير ، و تحليلها التسليم ” فلا صلاة دون وضوء ومتى انطلقت من أفواهكم تكبيرة الإحرام فاعلموا أنكم بتم بين يدي الله فأحسنوا الوقوف بين يديه ولا تتشوقوا لشيء آخر سوى أن تفكروا في اتقان صلاتكم وما يكون ذلك إلا بإتمام الخشوع فيها ونهي النفس عن صرف البال لأمور دنيوية أخرى فالصلاة أحب الأعمال إلى الله .
رزقنا الله وإياكم إحسانها وقبوله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .